الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الافق المنظور للوضع السوري:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 8 / 5
مواضيع وابحاث سياسية



ليس هناك صراع في العالم نتائجه باتجاه واحد. فجدل العلاقات هو الحقيقة الراسخة في هذا الامر. وكما ان للوضع العالمي وصراعاته انعكاساتها على الاوضاع المحلية, فان لهذه ايضا انعكاساتها على الوضع العالمي وصراعاته, وكما تقيد نسبيا المواقف العالمية من الوقائع المحلية فان هذه ايضا تضع شروطا على وقائع الصراع العالمي.
ولو اردنا ضرب مثل قريب لكنه خفي على القراءة, لوجدنا ان من تاثير الانتفاضات انها اسهمت بحسم وضع ازدواجية السلطة في تركيا, فساهمت في الحاق الهزيمة بخط السيطرة العسكرية الذي كان يحكم تركيا فعليا واتاحت للسلطة السياسية المدنية السيطرة على النظام فيها, ويمكن القول ان هذا الامر عزز نفوذ الولايات المتحدة الامريكية في تركيا, عبر تعزيز تناغم وزن ودور السلطة السياسية في تركيا فخلق حالة انسجام اعلى مع الادارة السياسية للولايات المتحدة الامريكية. حيث يتمايز المنظور السياسي عن المنظور العسكري في تقييم الوقائع واتخاذ موقف منها, فعادة ما يكون الحفاظ على الامن القومي هو المرشد السياسي للعسكريين, في حين يكون التعايش مع ميزان القوى العالمي هو مرشد المستوى السياسي.
في كل موقع كان لاطراف الاجندة العالمية خاصة اعضاء نادي الفيتو قراءاتهم الخاصة وتبايناتها, المحكومة في النهاية لحجم ووزن تاثيرها في ذلك الموقع, وخصوصية مصالحها فيه, لذلك نجد حماسة الموقف الامريكي في مصر و رضاها عن حجم التغيير في تركيا, ولم يكن هناك من خطر يحيط بمصالحها في هذين البلدين بل ان ما يحدث فيهما يعزز نفوذها فيهم وفي المنطقة.
غر ان الوضع في سوريا مثلا مختلف قرائته, فسقوط النظام السوري وان انطوى على مصلحة قومية امريكية ملحة, الا انه محفوف بخطر تعلق استقرار المنطقة وهدوئها به. وهي ليست على استعداد للمغامرة بتعريض المنطقة لخطر الفوضى الذي قد يوصل الموقف الشعبي لسدة السلطة, فيقع النفوذ الامريكي بين حدة تطرف موقف العداء الشعبي للكيان الصهيوني وحسم الوضع في لبنان بهذا الاتجاه, كتحصيل حاصل لما يحدث في سوريا, والضغط على تناقضات الوضع في الاردن الذي ينطوي على تناقض اجتماعي سياسي انعكاسا لتناقض سياسة النظام من الصراع مع الكيان الصهيوني.
ان الاجندة الاجنبية لم ولن تطرح الخيار العسكري حلا للازمة السورية, كما طرحتها في ليبيا, خاصة ان وزن الخيار العسكري الملائم للوضع السوري لن يكون اقل من مستوى العمل المباشر على الارض, وشرط ان يكون عملا خاطفا, لا يتيح فرصة امام القوى الشعبية لاتخاذ ردة فعل يتدهور معها استقرار المنطقة, وهو ايضا ينطوي على خطر ان تعمل اطراف اقليمية على اتساع نطاقه حيث سيغني كل منها على ليلاه,
هنا يمكن تصور كيف ان التغير في تركيا يصب باتجاه لجم العمل العسكري حتى بخصوص الازمة السورية, وانه كان في احد جوانبه انعكاسا مباشرا لها, كما يعبر ايضا على ان المظلة الروسية الصينية التي تلجم _ الموقف الاوروبي _ تحديدا عن طرح الخيار العسكري كحل للازمة السورية, انما ياتي في تناغم واتساق مع الموقف الامريكي الي يقول بكل وضوح ان الحفاظ على استقرار المنطقة اهم من عملية التغيير في سوريا,
قد تكون منطقة الشرق الاوسط منطقة استفراد امريكي بشكل عام, غير ان سوريا من بينها هي موقع شراكة نفوذ روسي امريكي, وتجمع مواقف هذه الشراكة حقيقة تلازم حالة استقرار المنطقة بوجود النظام, الذي يبدو انه يفهم رسالة هذه المواقف بصورة خاطئة يجليه ولوغه في دم الانتفاضة الشعبية السورية,
ان حلا لهذا المازق تتحدد صفاته تبعا لخصوصية مواصفاته, اي ان حل المازق السوري يجب ان ياتي من الداخل السوري, وهو قطعا سيكون باسم الانتفاضة الشعبية, رغم انه لن يكون بيدها, ومن الواضح انه سيكون بين خيارت الاغتيال والانقلاب, فهذا ما تبشر به تصريحات البيت الابيض الامريكي ومتغير موقف الكرملين الروسي, حيث لم يعد هناك تشريحا سياسيا للنظام بمقدار ما نلمس تركيزا على شخص الرئيس بشار الاسد,
ان التلويح الامريكي بقرب ذهاب الاسد, هو مؤشر واضح على المنهجية التي تنوي الاجندة الاجنبية التعامل معه من خلالها, واما استمرار عملها على توسيع حجم الانتفاضة الشعبية ووزنها في الحياة اليومية السورية, فهي المظلة التي بها تربك النظام السوري وتدفع بها لان تتراخى شروط امان مركز القرار السياسي السوري, كما انه من الواضح انها تشكل مظلة تمويه على اتصالات تجري مع المؤسسة العسكرية السورية من اجل انجاز شروط هذه الخطوة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس حماس في الضفة الغربية يدعو الأردنيين لـ-مواجهة مشروع ضم


.. الموريتانيون يدلون بأصواتهم في الجولة الأولى من انتخابات الر




.. إيران.. جولة إعادة لانتخابات الرئاسة بين بزشكيان وجليلي


.. موفدنا يرصد الأوضاع في بلدة عيتا الشعب المحاذية للحدود مع إس




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات بعد عودة جيش الاحتلال لمنطقة الش