الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طهران والتلمذة في كتاتيب الادارة الاميركية

سلام ابراهيم عطوف كبة

2011 / 8 / 5
الارهاب, الحرب والسلام


لم يعد بالامكان استعمال السلاح النووي ضد الدول او التهديد به بعد ان انكشفت اسراره وافتضح امره لدى دول عديدة!واسرائيل مثلا لا يمكنها ان تستعمله ضد بلدان الجوار لاحتمالية انتشار ضرره عليها!وكان لابد للكارتلات من البحث عن سوق جديد له وبديل دمار شامل آخر يوقع الضرر الواسع على الاعداء دون ان يمس الدول المعنية بأي اذى،ولتكون في مأمن من المسؤولية القانونية الدولية المكشوفة واثارة الرأي العام العالمي..
وقع الاختيار على ايران لتصريف جزء من ذخيرة هذا السلاح الفتاك،لأن ايران يتحكم بها اليوم نظام شمولي ثيوقراطي وحكم ولاية فقيه ذو تطلعات اقليمية،وسلطات طائفية غبية جاهلة مصابة بعظمة عفى عليها الزمن وعصر التكنولوجيا الحديثة!وبامتلاكه مثل هذا السلاح يعتقد الحكم في ايران امكانية تصريف ازماته السياسية والاقتصادية والهاء الشعب!ان دولا تحكمها انظمة شمولية على شاكلة ايران هي سوق خصبة لتصريف الذخيرة النووية!اما بدائل الدمار الشامل الاخرى التي اعتمدتها الكارتلات فجاءت تباعا،الانترنيت والاقمار الصناعية والكيمتريل..الخ!
لقد حذرت هيئات دولية عديدة من مغبة اصرار الجانب الايراني على بناء مفاعل نووي بالقرب من الحدود الجنوبية مع العراق،ورفضه ان يخضع هذا المفاعل لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية IAEA..بينما تؤكد المعلومات الواردة من ايران ان التقنيات المستخدمة في المفاعل يمكن تسخيرها لاعداد السلاح النووي في فترة قصيرة نسبيا،لا بل قد سارت ايران على هذا الطريق بخطى حثيثة!
سيتضرر العراق تلقائيا من بناء المفاعل الايراني بسبب الامطار الحامضية التي ستصله مع هبوب الرياح الجنوبية الشرقية القادمة من ايران،والتلوث البيئي الاشعاعي والحراري وانتشار المواد المسرطنة وموت الاحياء المائية!وسيكون العراق اشد المتضررين جراء اية كارثة يصاب بها المفاعل النووي الايراني،على شاكلة مفاعلات تشيرنوبيل وفوكوشيما!
الا ان ايران تنتهك يوميا مقررات ميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي وعلاقات حسن الجوار،لا ببنائها هذا المفاعل دون استشارة العراق فحسب،بل بقطع المياه عن الروافد القادمة من الاراضي الايرانية،كالكارون والوند،واستيلاء القوات الايرانية على الآبار العراقية في الحدود المشتركة"كما جرى في الفكة"،والقصف المستمر للاراضي العراقية في مناطق جومان وحاجي عمران واحمد آوة،بل وفي الشروع باقامة المعسكرات والربايا داخلها!والاخطر من ذلك ان الحكم في ايران يبذل الجهود الاستثنائية للتحول الى دولة مهيمنة في المنطقة على طرازها الخاص .. وتلازم السلطات الدينية الطائفية عادة النزعة الفوقانية والموقف اللاهوتي الدفاعي الذي يعتبر نفسه دوما على حق ويرفض الاستفادة من الآخر ليخلق المشاكل اكثر مما يحل!وهي بذلك تبتعد عن واقع الحياة ... وهذا ما ينطبق على ايران التي بذلت الجهد للتحول الى القائدة السياسية في الشرق الاوسط لكن دون جدوى بسبب خطل المطلقية الموروثة عن القرون الوسطى،وبقاء عموم الوضع مشحون بالنزاعات غير القابلة للحل بين الاثنيات المختلفة.
اتسع اهتمام ايران مع الاحتلال الاميركي للعراق بالطوق الارهابي وخلق العصابات المسلحة الطائفية والمرتكزات السياسية المتطرفة حولها لحمايتها ولأغراض عسكرية بحتة ولمد اذرعها الاستخباراتية ونفوذها الاقتصادي في المنطقة.فتعززت القدرات الارهابية لمضلع الحركات الاصولية الاسود،حزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة ومنظمة القاعدة والاصوليات الشيعية في العراق والبحرين والكويت..كما اكتسبت ايران شيئا من الأمان الظاهري مع بقاء البعث السوري وسطوته القمعية للشعب السوري البطل!وتقوم ايران بتسويق مشاريع ذات مظهر استثماري تتضمن الأعمال التجارية وشركات تعمل كغطاء ومجموعات دينية ومنظمات غير حكومية ومساعدة للمدارس والجامعات لمؤازرة الهوية الطائفية في بلدان الشرق الاوسط ،وتقوم جمعية الهلال الاحمر الايرانية بتنسيق نشاطاتها من خلال قوات الحرسِ الثوري..بينما تفتح المخابرات الايرانية مكاتب مساعدة لفقراء العراق الشيعة في مدن المحافظات الجنوبية لتجنيد المرتزقة وانضمامهم الى العصابات – الميليشيات.هكذا يسهم تنامي النفوذ الايراني بالتمويل والتسليح في اثارة التوترات الطائفية!
تتوهم ايران ان بامتلاكها السلاح النووي تسهم في تعزيز سياسة الردع النووية في منطقة الشرق الاوسط والخليج العربي،وان الولايات المتحدة وحلفائها سيغضون النظر على ذلك مع مرور الزمن!لقد القيت اول قنبلة ذرية في التاريخ على هيروشيما اليابانية في 6 آب 1945،وبلغت درجة الحرارة نتيجة القنبلة 4500 درجة مئوية،اي ما يساوي حرارة مركز الشمس 4 مرات.وكان عدد الذين ماتوا في الحال 100000،اضافة الى 50000 فيما بعد من اثر سموم الاشعاع الذري،ولم تكن هناك جثث في مركز سقوط القنبلة لأنها تحولت الي رماد.والقت امريكا القنبلة الثانية علي نجازاكي في 9 آب 1945،ومات 70000 في الحال.وبحلول عام 1950،فقد بلغ مجموع قتلي المدينتين 350000 نسمة،معظمهم ذهب ضحية متلازمة الاشعاعِ الحادة (أي آر إس) - Acute Radiation Syndrome – "التسمم الاشعاعي".وبإستخدامها لهذا السلاح فإن الولايات المتحدة قد نقضت توقيعها على معاهدتي لاهاي لمنع استخدام الاسلحة السامة عامي 1899 و 1907،كما تنصلت من موافقتها على قرار عصبة الامم عام 1938 بمنع قصف مواقع المدنيين!وهاهي ايران تسلك طريق التلمذة في كتاتيب الولايات المتحدة واسرائيل وحلفائهما وتضفي على اسلحتها للدمار الشامل الابعاد البراغماتية والدينية!والجميع يصلي لله كي يقودهم لاستعمال اسلحتهم للدمار الشامل في طريق نصرة الله واهدافه،كما اكد الرئيس الاميركي ترومان اثر القاء القنابل الذرية على المدن اليابانية!
يسهم تقليم اظافر الدولة الدينية في ايران في الحد الى درجة كبيرة من التدخلات الاقليمية في الشأن الداخلى العراقي،هذه مسؤولية المجتمع الدولي والمنظمة الدولية – الامم المتحدة،ليأخذ نظام ولي الفقيه في قم وطهران من نفوق الدكتاتورية الصدامية درسا بليغا وحلقة معلقة في اذنه – تراجي الى ابد الآبدين.

بغداد
5/8/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسط إقبال مكثف.. فرنسا تجري انتخابات تشريعية -مختلفة-، لماذا


.. بعد أدائه غير المقنع.. بايدن يجتمع مع عائلته لمناقشة مستقبل




.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف الانتخابات في إيران بـ-عملية


.. قراءة عسكرية.. القسام تبث مشاهد جديدة من تجهيز عبوات -العمل




.. -مش احنا الي نرفع الراية البيضاء -.. فلسطيني من غزة