الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليوم العالمي للرجل

حنين عمر

2011 / 8 / 6
الادب والفن


منذ بداية هذا الشهر وصندوق بريدي المسكين يغص بقصاصات ورق كثير يبتلعها بماء المطر الشتوي غصبا عنه. قصاصات تكون جميعها وردية وملونة... وهي ملصقات دعايات وتخفضيات لها علاقة باليوم المؤنث المنتظر في الثامن من الشهر الثالث كل سنة. ومع أنني لست ضد هذا اليوم، إلا أنني لطالما رأيت أنه ليس عادلا تماما، فمن حق الرجال أيضا أن يكون لهم يوم خاص يحتفلون فيه برجولتهم .

وإن كانت منظمات حقوق الإنسان تدافع عن حقوق المرأة وتحاول أن تحسن ظروف حياتها، فمن أين يكون لآدم المسكين بمنظمات مثيلة تثمن كفاحه المستمر الذي لا يقل صعوبة عن كفاح حواء في هذه الحياة - بل ويكون أصعب أحيانا- وقد كنت أنوي أن أخترع هذا اليوم لولا أني فوجئت بالصدفة أنه يوجد فعلا يوم عالمي سري سنوي للرجل يوافق تاريخه الـ 19 من شهر نوفمبر، وهو يوم تم إقراره من طرف اليونسكو عام 1999، بيد أنه لأسباب مختلفة لم تعترف به كل الدول في العالم، واقتصر على عشر دول لحد الآن منها: الهند و الولايات المتحدة الأمريكية واستراليا وجنوب إفريقيا وانجلترا. بينما لا نجد في هذه القائمة أي اعتراف عربي لأسباب – حسب رأيي- لها علاقة وثيقة بمفهوم الرجولة الشرقية لدينا، خاصة أن بيان إعلان هذا اليوم تضمن – يا للعجب- نفس أهداف إعلان اليوم العالمي للمرأة مقتبسة بالتصرف، كحق المساواة بين الرجل والمرأة رغم اختلاف سبب إنشائهما وارتباط هذا الأخير بالظروف المهنية للنساء!!!

والجدير بالذكر هنا أن اليوم العالمي للمرأة لا يعني الاحتفاء بها ككيان أنثوي، إنما هو بالأصل يعني شريحة معينة تضم المرأة العاملة بشكل خاص، وقصة هذا التاريخ تعود إلى عام 1857 حين عرفت المدينة الأمريكية الشهيرة نيويورك موجة احتجاج شاركت فيها آلاف النساء العاملات اللواتي نجحن في إيصال صوتهن ومشاكلهن المهنية إلى الحكومة آنذاك، رغم القمع الذي مارسته أجهزة الأمن عليهن، وقد حصلن بذلك على حق تأسيس أول نقابة نسائية شملت العاملات في قطاع النسيج.

وبعد هذه الحادثة بحوالي 50 سنة، تكرر المشهد في نفس المدينة حينما خرجت آلاف النساء اللواتي حملن باقات من الورد وقطعا من الخبز الجاف كرمز لمعاناتهن الشديدة جراء ظروف عملهن القاسية، وقد طالبن بمعاملة أفضل وأدرجن مطلبا سياسيا أيضا يتمثل في حق المشاركة بالانتخابات، وسمّيت هذه المظاهرات بـ "مظاهرة الخبز والورد"، وهذا ما جعل من يوم الثامن مارس يوما تاريخيا تحتفي به الولايات المتحدة الأمريكية باسم: " يوم المرأة الأمريكية. ثم انتشرت العدوى في بقية الدول بعد مؤتمر دولي عقد في مدينة كوبنهاجن، واقترح أثناءه الوفد الأمريكي أن يتحول هذا التاريخ إلى يوم عالمي للمرأة، وهو اقتراح وافقت عليه منظمة الأمم المتحدة عام1088، لكن هذه المنظمة ارتكبت خطأ جسيما فيما بعد بحق جميع نساء العالم حينما أصدرت قرارا دوليا عام 1993 يقضي باعتبار حقوق المرأة جزءا لا يتجزأ من حقوق الإنسان"؟؟؟، مما دفع الكثير من منظمات الدفاع عن حقوق المرأة إلى الاعتراض على ما اعتبروه إهانة لها، يجعلها خارج التصنيف الإنساني وتحتاج إلى قانون يعادلها مع الكائن بشري.

ولأني أؤمن أن هذا الكائن البشري سواء كان مؤنثا أو مذكرا "إنسان" في النهاية، فإنني سأتمنى أن يتم دمج الاحتفالين ذات حلم تحت مسمى "اليوم العالمي للإنسان"، وإلى أن يتم ذلك... يبقى من حق الرجل أيضا أن يجد الاهتمام والمحبة وقصاصات إعلانية في صندوق بريده تشعره أن "الحياة حلوة"، وتعكس المساواة الحقيقية التي نطالب بها بين المرأة والرجل... سواء من باب الديمقراطية أو من نافذة الحب !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط


.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش




.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح