الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحصن ..

أمل فؤاد عبيد

2011 / 8 / 6
الادب والفن


كاد يتفجره الغضب حينما قرأ الرسالة .. افترش حصيرته كالعادة .. وجلس تائه النظرات في غرفته الصغيرة .. ثم أخذ يبعثر أوراقه يبحث عن عناوين يعرفها وأخرى لا يعرفها .. مثل هذه النهايات هو يدركها تماما ولكن .. لربما لفجاءة الإحساس بصدق حاسته البعيدة .. أخذت الأقدام تتوافد من أطراف المخيم لزيارته والاطمئنان عليه .. هم يعلمون علم اليقين أنه كان غاليا عليه .. وكان حلمه البعيد الذي يمده بروح الحياة .. يتجالسون حوله وهمهماتم الخافتة تحاصره .. وعيون تحاول أن تسرق من ملامحه ما يشفي أسئلتهم دون جدوى .. هو غارق في دمعه الصامت .. وتسليم يبدو في انحناءة منكسرة .. لا احد يجرؤ على اقتحام صمته .. يتوه بنظراته في وجوه الحاضرين .. يراهم دون أن يبصرهم .. لازالت الأقدام تتوافد حيث مجلسه .. ولازالت الهمهمات تغامر لاقتحام عجزه .. ولازال هو غارقا في ملامح بعيدة .. ملامح من رحل إلى الضفة الأخرى منذ سنوات .. كان ينتظره .. كان يشتاق إليه .. وكان امتداده حيث الأثر .. وحيث هو يتجول بقلبه أرجاء ذاكرته .. وحيث الهمهمات تحاصره .. يفيق على لمسات بريئة .. تشعل في صدره صرخة الحياة .. ينظر للطفل وكأنه يلملم أشلاءه بحركات هستيرية .. كمن يجد ذاته من جديد لتتحول نظراته تحول من امسك بالنجاة .. وقف وسط الحاضرين .. رفع الولد إليه صارخا .. إللي خلف ما مات .. إللي خلف ما مات .. وقف الجموع خلفه تتملكهم الدهشة .. أما هو .. فقد غاب في جوف صدى الكلمات حتى .. الضفة الأخرى ..


* مخيم لللاجئين الفلسطينيين في الاردن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طنجة المغربية تحتضن اليوم العالمي لموسيقى الجاز


.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم




.. أول حكم ضد ترمب بقضية الممثلة الإباحية بالمحكمة الجنائية في


.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء




.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق