الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصنع الازمات العراقي

احمد الجوراني

2011 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


قبل ثلاث سنوات او اكثر جرى لقاء مع وزيرة البيئه اليابانيه في احدى الفضائيات العربيه حول واقع البيئه في اليابان,وسألت المقدمه ضيفتها عن المشاكل والازمات التي تعاني منها اليابان,فأجابت الوزيره ( نحن في اليابان كل مشكله اوازمه لدينا ينتج عنها اختراع ! مثلاً ارتفعت عندنا درجات الحراره فاخترعنا قميص مكيف له عدة فوائد منهامايخص البيئه وهو التقليل من استخدام المكيفات الهوائيه في الدوائرمما يساعد على الحد من التلوث وكذلك التقليل من استخدام الطاقه ).
هذه طريقة الزعماء اليابانيين في التعاطي مع الازمات اما في العراق فان الشعب يعاني ازمات ومشاكل عديده منها ماهو خدمي يتعلق بالكهرباء والماء والصحه والتعليم والخدمات البلديه ومنها ماهو اقتصادي معاشي يتعلق بالبطاله وتدني الوضع المعاشي للمواطن ومنها مايتعلق بدول الجوار وعلاقات العراق بها فهناك ازمات ترسيم حدود بريه وبحريه وازمة مياه ومنافذ بحريه مشتركه وابار نفطيه متداخله وكل هذا موروث من سياسات النظام السابق المجنونه وسياسات النظام الحالي المهمله واللااباليه،اما الازمات الاكثر خطوره فهي التي تنتج عن صراعات القوى السياسيه والتي يفترض بها تشخيص الازمات وايجاد الحلول لها وليس خلقها ،لقد اصبح السياسيون في العراق يديرون مصنعاً لانتاج الازمات من حيث يشعرون او لايشعرون،لقد بدأت الازمات مع بداية العمليه السياسيه مروراَ بقانون الانتخابات الذي تأخر بسببه اجرائها الى جلسة البرلمان المفتوحه وهي ازمه دستوريه اخرت تشكيل الحكومه لتتمخض بعدها عن حكومه مشوهة المعالم غير مكتمله وهي ازمه،مشروطه باتفاقية اربيل ومجلس عليه تحفظات هو مجلس السياسات الستراتيجيه وهذه ازمه اخرى ،والازمه الكبرى انها حكومة محاصصه استرضائيه مترهله بامتيازومن شدة ترهلها واسترضائها انطبق عليها المثل الذي يقول ( ايفصل الجاكيت على مود الدكمه ) .
الساسه في العراق هم من يصنعون الازمات بسبب صراعهم على السلطه والمناصب ويدخلون البلد في ازمات ولايعرفون كيف يخرجونه منها،واذا استطاعوا الخروج وتجاوز احداها لاسمح الله فهم يدعون ان ذلك هو انتصار للعمليه السياسيه ولانعرف على من انتصروا ؟ هل انتصروا على انفسهم ؟اليس هم من خلق هذه الازمات؟ من اجبرهم على تشكيل مثل هذه الحكومه هم غير مقتنعين بها؟ وما ذنب المواطن يتحمل تبعات صراعهم وتخبطهم السياسي واهمالهم ازماته الحقيقيه وهو من اوصلهم الى كراسي الحكم وقبة البرلمان اهذه هي المكافئة ؟ انها اسئله بحاجه الى اجابات من قبل من انتخبناهم.
ان السبب في كل مايمربه العراق من ازمات سياسيه مفتعله هوعدم وجود مشروع وطني عراقي وتغليب المصالح الفئويه والحزبيه والمذهبيه والقوميه على المصلحه الوطنيه،فلو تعرض العراق للكارثه التي تعرض لها اليابان في الاونه الاخيره وبوجود هؤلاء الساسه لما قامت له قائمه ولو بعد قرن من الزمان، لكن اليابان تجاوزت محنتها ووقفت على قدميها دون مساعدة احد ، ليس بسبب متانة اقتصادها ولا امتلاكها للتكنولوجيا العاليه ولكن بوجود ساسه متوافقين على حب اليابان وخدمته وليس نهبه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي