الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزب المغربي كمنتج لثقافة العزوف واليأس والعدمية

زهير ماعزي

2011 / 8 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


ليس لي تجربة طويلة في العمل السياسي الحزبي، فقط بضع سنوات من انخراطي في احدى الشبيبات التقدمية ذات التاريخ المشرف والحاضر المنحط والمستقبل الغامض.
انخرطت في احدى الاحزاب التقدمية اعتقادا مني أنها طريقة لخدمة الوطن، وتجندت في الشبيبة من أجل تطوير ذاتي وخدمة الشباب المغربي عبر هذه الاداة. ابدعنا أفكارا ومقتراحات مشاريع وتصورات من أجل تحسين الاداء، لكن للأسف جلها يتم اعدامه في المهد.. ليس من طرف الخصوم، وليس من طرف المخزن، العدو التاريخي، ولكن من الداخل، وهذا أمر محزن مخجل يستحق التنديد..
من المفروض فينا – كشباب متحزب- أن ننشر ثقافة الامل بين الشباب، وأن نقنعهم بقيمة المشاركة السياسية، وبمشروع اشتراكي ديمقراطي، وبمجتمع حداثي. بل لقد قدمنا للعمل السياسي نصرة لهذه الافكار، ولي العكس. لكن للأسف، تصاب بالذهول من حزب يدعي الديمقراطية ولا يمارس الديمقراطية، من حزب يبشر بالحداثة لكنه في حقيقته زاوية، من مناضلين تقدميين اشتراكيين بممارسات رجعية ولا أخلاقية أحيانا واسلوب حياة ليبرالي باحث فقط عن المتعة.
هذه الازدواجية تجعلك تشعر بالاحباط، واليأس، ويمكن أن تسافر بك الى عوالم العزوف والعدمية.
يحدث هذا عندما يتحول العمل السياسي عند الاحزاب إلى مجرد ورش انتخابي كبير ودائم، وعندما ينحرف الصراع من داخل المجتمع الى صراع داخل الحزب، ليس حول تصورات ومشاريع ومواقف، لكن للأسف، حول تزكيات انتخابية ومناصب حزبية.
يحدث هذا عندما نبحث عن الشرعية خارج المجتمع وخارج مناضلي الحزب، وعندما نتحلق حول شيخ الزاوية ونتجند حول زعيم شبكة مصالح، حيث يصبح القرب من القرار والخبر مساويا للقرب من الزعيم والشيخ وعضو المكتب السياسي.
يحدث هذا عندما يتحول التاكتيك الى استراتيجية، وعندما يصبح القرار الحزبي خارج الحزب والخط السياسي المرحلي بيد توافقات "علوية"، ويكون فيه المناضلون في "التوش"، وتتحول المؤتمرات وجورات المجالس الوطنية والجموع العامة الى مجرد اليات للتنفيس والى اكتشاف العناصر المشاغبة والتي تختار المشي خارج القطيع.
يحدث هذا عندما ننخرط جماعيا –والمصيبة ننخرط بلا وعي- في تحويل الحزب من ملتقط لحاجيات الناس والشباب ومحفز لتفاعلات المجتمع، الى مهدئ calmant وكابح لتطوره.
يحدث هذا عندما يتحول المسؤول الحزبي اقليميا أو جهويا او وطنيا الى مجرد قاتل لمبادرات شبابه. ولنا عودة الى هذا الموضوع بالتفصيل في قصة مثيرة من المطبخ الداخلي لاحد الاحزاب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اربعة وثلاثون حزبا حراميا
ميس اومازيغ ( 2011 / 8 / 6 - 22:11 )
يا بن جلدتي تقبل تحياتي/لا جديد فيما اوردته في مقالتك هذه بالنسبة للمستقل فهو يعلم جيدا ما تكون الأحزاب السياسية في هذا البلد. انها مجرد دكاكين انتخابية مصلحية لذلك تلاحظ ان الذي هب الى ألأحتجاج على سوء الأوظاع هو المستقل اساسا ليلتحق به بعد ذلك المولعون بألأصطياد في الماء العكر ان هؤلاء لا يهمهم من مصالح الشعب المغربي الا ما يحققونه هم لأنفسهم من مصالح.غير ان الكلمة في الأخير لن تكون الا للوفي للشعب المغربي.امن طبل وزمر للدستور اهوالسشعب المغربي ام هي الدكاكين السياسية؟ على كل حال ان مجموع المنتمين الى 34حزبا في بلدنا لا يساوي عدد الكلاب التي تجتمع حول انثاها في موسم تزاوجها فلا تأس ولا تحزن ان المغربي ذكي ومسيس حتى النخاع
تقبل تحياتي.

اخر الافلام

.. بين مؤيد ومعارض.. مشرعون أمريكيون يعلقون على قرار بايدن بتجم


.. السويد.. مسيرة حاشدة رفضا لمشاركة إسرائيل في مهرجان غنائي في




.. نائبة بريطانية تدعو حكومة بلادها إلى الضغط على إسرائيل لوقف


.. أخبار الساعة | عمالقة النفط يدعمون حملة ترمب بمليار دولار




.. أخبار الساعة | -بوينغ- تسجل 3 حوادث جديدة خلال 48 ساعة