الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مزّقي ياابنة الشام الحجابا

نارت اسماعيل

2011 / 8 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


يحذروننا من استلام الإسلاميين للحكم بعد سقوط النظام، وحتى شاعرنا الكبير أدونيس يحذرنا منهم، وهو لم يفعل ذلك إلا بعد أن اشتد الخناق على الحكام الظالمين.
حسنآ ليستلم الإسلاميون الحكم في سوريا، سنقول لهم سمعآ وطاعة، حللتم أهلآ ونزلتم سهلآ، لأنه لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وسنغير ما بأنفسنا.
ولكن السؤال الآن هو، أي إسلاميين سوف يحكمون سوريا؟
فالإسلام إسلامات، إسلام أردوغان غير إسلام طالبان، وإسلام نجد غير إسلام بلاد الشام.
الإسلاميون طيف واسع يمتد من صحراء السعودية إلى بلاد الأناضول مرورآ ببلاد الشام، هناك في الجنوب تجد إسلاميين صحراويين إذا نظرت إلى لحاهم الطويلة المخضبة بالحنّاء، ووجوههم المكفهرة باستمرار وهم يتناولون موضوع أحكام الحيض والنفاس، موضوعهم المفضل، سوف تصاب بالغثيان وتتشنج أمعاؤك الغليظة وتتلوى وتنتفخ لتتتحول إلى محطات توليد غاز الميتان.
بالمقابل تجد إسلاميين في الشمال، جمال ودلال، وإيشاربات ملونة، ونظارات شمسية، وجينز ضيق وهواتف محمولة
وموعد فلقاء فابتسامة فغرام وسهرة مع الأصحاب والخلاّن.

كل ما نطلبه من الإسلاميين عندما يستلمون الحكم أن لا يغلقوا مقهى الرواق في دمشق حيث اعتدنا احتساء البيرة الوطنية، أن لايشطبوا عيد الحب من روزنامتنا، أن لايطاردوا العشاق في الدروب والأزقة والحدائق العامة، أن لاينقضّوا على كل من يحمل وردة لحبيبة أو زوجة، أو يطاردوا كل فراشة ملونة، وأن لايسدلوا النقاب على القمر.
التاريخ دورات وأطوار، وهذا دوركم أيها الإسلاميون، ولكنها ستكون دورتكم الأخيرة.
سيمهلكم الوطن بعض وقت، ولكن أولاد الوطن، أولاد الفيسبوك والبلاك بيري مثل العفاريت والشياطين، من يستطيع ضبطهم والسيطرة عليهم في عصر العولمة؟
سينتهي زمنكم أيها الإسلاميون بعد حين، وهذه المرة سينتهي إلى الأبد وسوف تصبحون ذكرى.

نخرتم رؤوسنا منذ مئات السنين بقصصكم وبطولاتكم وأنبيائكم وصحابتكم الأسطوريين.
ما يصنعه شباب سوريا هذه الأيام أروع من كل بطولاتكم المزعومة وأشجع من خالدكم وقعقاعكم.
الحضارة الإنسانية سوف تصل إلى كل بلد، وكل بيت، وكل زاوية.
لن يمنعها باب ولا شبّاك، إنها مثل الهواء، مثل الوباء
تنتقل بالعدوى، باللمس، بالفيسبوك، بنظرات العيون العاشقة.
لن نجد بعد ذلك أناسآ يلطمون ويمزقون أنفسهم على سيد الشهداء، ولا آخرين يقطعون الفيافي والبراري لكي يطوفوا حول أحجار.

طاب لكم المقام في البلاد في غفلة من حكام مستبدين، منعوا البلاد من التطور، منعوا عنها الهواء والكلام، منعونا من اللحاق بركب الحضارة وجعلوا بلادنا مرتعآ لكل أفّاق ومخادع، لكل بائع أوهام وخرافات ورواة قصص العفاريت والأباليس وتفسير الأحلام.
أولاد الوطن لن يسمعوا بعد اليوم إدعاءاتكم وسذاجاتكم
سيكتشفوا أن الحقيقة لم تعد في السماء، سيبحثون عنها في غوغل وياهو وويكي بيديا.

ليس أنتم أيها الإسلاميون من حرّر الوطن، حرّره أولاد عاديون طبيعيون بدون لحى ولا جلابيب.
أولاد يحملون هاتفآ نقالآ ويملكون حساب فيسبوك
أولاد يحلمون بوطن، وطن حقيقي مثل كل الأوطان
سيخرجون يومآ بثورة جديدة ويهتفون كما هتف جميل صدقي الزهاوي قديمآ ( مع استبدال العراق بالشام)


مزقي يا ابنـة الشام الحجابا ـ واسفري فالحياة تبغي انقلابا
مزقيـه أو احرقيـه بلا ريثٍ ـ فقد كــان حارســاً كذابا
زعموا أن في السفور سقوطاً ـ في المهاوي وأن فيـه خرابا
كذبـوا فالسفور عنوان طهرٍ ـ ليس يلقى معرّةً وارتيـابـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق على مقال المناضلة نارت اسماعيل
حامد الحمداني ( 2011 / 8 / 7 - 10:40 )
مقالة رائعة، للكاتبة المبدعة نارت اسماعيلانهتها بابيات من القصيدة الرائعة للشاعر العراقي الجرئ جميل صدقي الزهاوي التي قالها منذ اكثر من سبعين عاماً.
لكننا ينبغي أن لا نستهين بقوى الاسلام السياسي الهادفة للوثوب إلى السلطة ، فالفاشية الدينية اشدة قسوة واخطر من الفاشية القومية، لأنها تستخدم الدين وسيلة لتحقيق اهدافها في الوثوب إلى السلطة والاستثار بها ، وها هو الاسلام السياسي المصري [ الاخوان المسلمون] و[ السلفيون] يكشرون عن أنيابهم الاسلامية، ويرفعون شعاراتهم البالية بان الاسلام هو الحل !!، ويطمحون في اكتساح الانتخابات البرلمانية من أجل أن يضعوا الدستور المصري بانفسهم ويرفضون وضع الدستور قبل الانتخابات لكي يسرقوا اتعاب شباب الثورة الذين ضحوا بشبابهم من أجل مصر ديمقراطية في ظل الحرية وحقوق الا نسان والعدالة الاجتماعية.
اشد على أيدي الشباب السوري الشجاع في نضاله من أجل الحرية ، أنا على يقين من أن نضاله سيكلل بالنجاح وسترف راية الحرية على سوريا الشقيقة


2 - السيد حامد الحمداني المحترم
نارت اسماعيل ( 2011 / 8 / 7 - 12:19 )
كتبت ردي على تعليقك في الفيسبوك أعلاه، شكرآ لك وتقبل تحياتي الصادقة


3 - شكرا على المقال
ناديه احمد ( 2011 / 8 / 7 - 19:33 )
مقال رائع شكرا لك , ولكن برغم التفاؤل هناك كثير من الخوف . اعرف انه اذا نجح الاسلاميون فى الصعود للحكم , وبهذه العقليه التى نراها وبهذه الانتهازيه التى ظهروا بها , فسوف تكون نهايتهم عاجله وهذا لاشك فيه , ولكن الثمن سيكون فادح . ولكن ايضا يدفعنى للتفاؤل ان الشعب قد عرف امكانياته وما يستطيع ان يفعله وبالتالى فقد ارتفع سقف مطالبه , ولم يعد ممكنا اسكاته ببضع تمرات وخرافات الحور العين


4 - المسخ الثاني
رعد الحافظ ( 2011 / 8 / 7 - 21:02 )
لا أدري لماذا ينتابني شعور بخصوص وصول الإسلام السياسي الى السلطة في بلداننا المتحررة , يقودني هذا الشعور الى تصوّر نهايتهم في ذلك الركوب للسلطة لو حدث فعلاً
جميعنا يعلم ويعرف المسخين الذين أبقيانا قرون في ظلام التخلف ألا وهما مسخي الديكتاتورية والتطرف الديني
منطقياً بعد زوال المسخ الأوّل أي الديكتاتورية , سينّط المسخ الثاني ليأخذ موقعه
ومنطقياً أيضاً أن يسقط ذلك المسخ الثاني في نفس الحفرة أو مزبلة التاريخ
تبقى نقطة مهمة جداً / هل سيطول الانتظار عقود وقرون لسقوط المسخ الثاني ؟
ج/ لا أعتقد ذلك , عالم اليوم والإنترنت وحقوق الإنسان ليس كالقرون السابقة
*********
بخصوص الثورة السورية البطلة
أكثر ما يثير الغثيان والحنق هو هذا الصمت العربي الرسمي ( صمت الحملان ) وجامعتهم العربية البائسة التي لا فائدة لها يوماً في صفّ الشعوب وحتى تصريح نبيل العربي الاخير باهت وسخيف
حتى اردوغان كان أشجع من الرؤوساء العرب وقال كلمته أفضل منهم
تحياتي للكاتب وللثورة السورية الظافرة


5 - برافو نارت
انعام الور ( 2011 / 8 / 7 - 21:47 )
من اروع ما كتبت *******


6 - ردود
نارت اسماعيل ( 2011 / 8 / 7 - 21:51 )
السيدة نادية أحمد المحترمة، شكرآ على تعليقك، أنا كما ذكرت سابقآ متفائل بشعبي السوري وأعتقد أنه واع بشكل كاف ليحمي منجزات الثورة، وحتى لو اضطر للقيام بثورة أخرى لاحقة فإنه لن يتردد، والمستقبل واعد، تحياتي لك

الأخ رعد الحافظ المحترم، شكرآ لمساهمتك القيمة، برأيي إذا وصل الإسلام بشكله المتطرف إلى الحكم في سوريا فإنه لن يصمد طويلآ لأن الظروف الدولية تغيرت، وحتى الظروف الداخلية لم تعد مناسبة لهذا النموذج
الشعب السوري بتركيبته الحالية أقرب للاعتدال ويميل أكثر لتبني مفاهيم الديموقراطية والتعددية
الجامعة العربية كانت دائمآ جامعة للأنظمة الحاكمة ولم تكن يومآ ممثلة لإرادة الشعوب العربية الحرة، ربما يتغير ذلك في المستقبل عندما نتحرر من الأنظمة الفاسدة، تحياتي لك


7 - السيدة انعام الور المحترمة
نارت اسماعيل ( 2011 / 8 / 7 - 23:13 )
شكرآ لتأييدك وتقبلي خالص تحياتي


8 - شكراً أخي نارت على المقال الرائع
ليندا كبرييل ( 2011 / 8 / 8 - 04:01 )
دكتور، لنقلْ أن متوسط عمر الإنسان سبعون سنة، بعض الناس يعيش ضعف عمره هذا، فالدقيقة عنده لها ثمن، وهو عندما يعيش عمرين أو ثلاثة أعمار فإنه يحسب حساب جيل الغد وما سينتفع من إنجازاته، ومن الناس منْ يعيش للمئة وكأنه مرّ في هذه الحياة ليتذوق طعامها وشرابها ويتمتع ببعض ملذاتها ثم يغادر العالم دون أن يدري به أحد، إنه يأتي للحياة بمفهوم زيارة السوق، فيلقي نظرة على هذا البائع ونظرة على آخر وغيره وأخيرا يخرج منه إما إيد لأدام وإيد لورا أو قد .. قد يشتري شيئا ما من باب العادة والآلية، ماذا تتوقع من جيل يظلّ من السادسة مساء حتى السادسة من صباح اليوم التالي على مدى اثنتيْ عشرة ساعة متواااااصلة وهم يجتمعون في حلقة كل ليلة.. كل ليلة من رمضان ليذكروا بالتناوب عبارة واحدة فقط لا غير: لا إله إلا الله، عل نفس واحد ريتم واحد درجة صوتية واحدة وبشرط: ميكرفون عال، هل تأمل من هذا الجيل أن يبدع؟ كان بإمكانهم تحويل أيام رمضان إلى مهرجان ديني ثقافي اجتماعي روحي رائع ومفيد في توجيه الأجيال الصغيرة، لكنهم للأسف يضيعون الوقت في اللامفيد. ماذا سيستفيد الله ذكر اسمه ولو طوال شهر بأكمله ، ولو لسنة، وهم المؤمنون به؟


9 - أختي ليندا المحترمة
نارت اسماعيل ( 2011 / 8 / 8 - 04:54 )
منذ مدة طويلة كنت مسافرآ بالباص من دمشق إلى النبك وكان بجانبي رجل كبير بالسن وكان طيلة الوقت نائمآ ورأسه يتمايل يمينآ ويسارآ ولكنه كان يسبح بالله ( لا إله إلا الله، لا إله إلا الله...) مع أنه نائم، لقد روّض نفسه على التسبيح الدائم حتى أثناء نومه
نعم هناك أناس كثيرون يمرون على الدنيا ولا يتركون أي أثر بسبب مفاهيم دينية أو اجتماعية متخلفة، كل ذلك يمكن إصلاحه مع الوقت عندما ينهض الوطن، وكل تلك السلبيات لا تعادل شيئآ أمام جرائم نظام الأسد
عندما ننتهي من هذا النظام سنعود بالتأكيد لنغمتنا القديمة وهي معالجة كل السلبيات الموجودة في المجتمع
شكرآ جزيلآ وتقبلي تحياتي الصادقة


10 - بداية النهاية
جلال سنجاري ( 2011 / 8 / 9 - 01:13 )
الاستاذ الدكتور نارت اسماعيل المحترم
بعد التحية والتقدير
مقال جميل رائع مميز
انه بمثابة عدسات العيون اللاصقة للتكبير التي تساعد علئ توضيح وتصحيح الرؤيا
وكيف لا يكون وانت طبيبا للعيون
استاذي الفاضل كشفكم اليوم ساعدنا علئ رؤية العديد والعديد من الحقائق اجملها
ان الحقيقة لم تعد في السماء 00000
اجدد التقدير واسمح لي ان احييئ الاستاذ رعد الحافظ و اقاسمه الرائ
لكم ولجميع القراء اجمل واعطر التحيات


11 - بداية النهاية
جلال سنجاري ( 2011 / 8 / 9 - 01:15 )
الاستاذ الدكتور نارت اسماعيل المحترم
بعد التحية والتقدير
مقال جميل رائع مميز
انه بمثابة عدسات العيون اللاصقة للتكبير التي تساعد علئ توضيح وتصحيح الرؤيا
وكيف لا يكون وانتم طبيبا للعيون
استاذي الفاضل كشفكم اليوم ساعدنا علئ رؤية العديد والعديد من الحقائق اجملها
ان الحقيقة لم تعد في السماء 00000
اجدد التقدير واسمح لي ان احييئ الاستاذ رعد الحافظ و اقاسمه الرائ
لكم ولجميع القراء اجمل واعطر التحيات


12 - الأخ جلال سنجاري المحترم
نارت اسماعيل ( 2011 / 8 / 9 - 04:18 )
أشكرك من قلبي على تعليقك اللطيف واستحسانك لمقالتي المتواضعة هذه
أتمنى أن أستطيع إيصال أفكاري وتجربتي في الحياة إلى أكبر عدد ممكن من شباب وشابات الوطن لعلي أحدث أثرآ بسيطآ، وهنا أود أن أوجه شكري وتقديري لموقع الحوار المتمدن والذي ساعدني كثيرآ في إيصال كلماتي
تحياتي الخالصة لك


13 - تحياتي
محمود المنيف ( 2011 / 8 / 30 - 22:49 )
مقال رائع استاذ نارت و هو اقوى رد على المثقفين الممانعين اللذين اتمنى ان يلتحقوا بصف الشعب قريبا حتى تقل تكاليف الارواح و الدماء


14 - الأخ محمود المنيف المحترم
نارت اسماعيل ( 2011 / 8 / 31 - 03:22 )
شكرآ جزيلآ على تعليقك ، نعم هذه دعوة للمثقفين المتخلفين عن ركب ثورة الشعب السوري، لن يكون الوضع بعد انتصار الثورة بأسوأ مما نحن فيه في ظل هذا النظام القمعي الدموي، ولن نستطيع بناء بلدنا قبل إزالة الاستبداد
تحياتي لك

اخر الافلام

.. داعش يتغلغل في أوروبا.. والإرهاب يضرب بعد حرب غزة | #ملف_الي


.. القرم... هل تتجرأ أوكرانيا على استعادتها بصواريخ أتاكمز وتست




.. مسن تسعيني يجوب شوارع #أيرلندا للتضامن مع تظاهرات لدعم غزة


.. مسؤول إسرائيلي: تل أبيب تمهل حماس حتى مساء الغد للرد على مقت




.. انفجار أسطوانات غاز بأحد المطاعم في #بيروت #سوشال_سكاي