الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-احتجاج- مثقفي فلسطين: -ضد- ممثل ركيك.. و -فوق- مائة شهيد..!!

سميح الصفدي

2011 / 8 / 7
القضية الفلسطينية


في المبدأ .. "قداسة" الشاعر الجميل "محمود درويش" قد تختلف جزئياً عن "قداسة" المتسلط القبيح "حافظ الأسد"..
في المنتهى.. القداستان تؤسسان لثقافة الاستبداد والواحدية.. لغياب النقد.. وغياب الآخر.. ولمنطق "قتل المخطئ"..!!... منطق الاجتثاث من الجذور.. الإقصاء والمقاطعة..
هنا لا يسعني إلا أن أتذكر الرائع "زياد الرحباني"... والذي كان أول من خلع ثوب "القداسة" الذي حاولنا جميعا أن نلبسه لفيروز والرحابنة.. كان أول من عرضهم للنقد.. وحتى للسخرية المباشرة... كان أول من أنسنهم.. ووضعهم في المكان الصحيح.. بشر من لحم ودم.. وإن كان من مآثرهم أنهم "يلحنون حتى أثناء الغفوة".. وقد كان مبدعاً في نقده.. وفي سخريته.. كما في حبه لهم..
موقف المثقفين الفلسطينيين الغاضب من مسلسل "فراس إبراهيم" كان بالتأكيد سيكون أكثر معقولية واتزاناً لو تضمن إشارة إلى ما هو أبعد من "المقدس" / الرمز درويش.. إلى ما هو أكثر جذرية وأكثر راهنية.. وأقصد بذلك خيانة "فراس إبراهيم" وشريكته في العمل "سلاف فواخرجي" وغالبية طاقم عمل المسلسل لدماء شعبهم.. بمن فيهم "المتورط في المسلسل"..!! حسب بيان المثقفين.. "نجدة أنزور"..
"خطيئة" محاولة تجسيد شخصية محمود درويش هي"خطيئة" فرعية لتلك الأصلية..
وبالرغم من أحقية الطعن في المسلسل الهزيل فعلا.. والمشوه لصورة درويش فعلاً.. إلا أنني أستطيع أن "أغفر" لفراس إبراهيم ركاكته.. "خطيئته"..! الرجل حاول.. هذه إمكاناته.. وبالفعل ليس من السهل تمثل شخصية إنسانية غنية بقامة محمود درويش.. كما أنني لا أتخيل ممثلا آخر قادر على ذلك... بالنسبة لجيلنا على الأقل الذي عايش درويش وتأثر به... ثم أن درويش أكبر من أن يتأثر أو أن يتم تشويهه بمسلسل عابر، ولا خوف من ذلك.. لأنه حي بقلوبنا.. حي بإبداعه.. بشعره ودواوينه.. كما بمئات التسجيلات المسموعة والمرئية الحية..
لكن.. وبالرغم من أنني ضد منطق الاجتثاث والمقاطعة.. فهل بالإمكان "غفران" خطيئة فراس وشلته بخيانتهم لدماء شعبهم السوري..؟ هل بالإمكان مسامحة من وقف مع الجلاد.. من ضرب بعصاه.. وذبح بسيفه..؟!! سؤال كبير ومربك.. ورغم ذلك قد تجد من يقول: "نعم بالإمكان ذلك".. والثورة المصرية قد تقدم لنا أمثلة مهمة على ذلك.. على إمكان إحياء ثقافة التسامح. لكن هذا بالتأكيد أمر تال للثورة.. بعد انتزاع الحرية يمكن مناقشة ذلك.. أما الآن، مع كل هذا الدم المسفوح يومياً، فمن المؤكد أخلاقياً أن موقفهم يجب أن يدان.
المفارقة المخيبة هنا أن بيان الألفي مثقف تغاضى نهائياً عن "الخطيئة" الأصلية والعميقة.. بحق شعب يموت ويذبح.. وتمسّك هستيرياً بخطأ فرعي.. زائل.. عابر.. مترف.. نخبوي.. "خطأ" تمثيل وعرض مسلسل على شاشة فلسطينية. وما يعمق الخيبة أن هذه "الثورة" الاحتجاجية ضد المسلسل قد تزامنت تماماً مع مجزرة حماة الأخيرة.. تزامنت تماماً مع شهقات ما يفوق المائة من الأرواح التي أزهقت ولفظت أنفاسها الأخيرة في برك الدم عقاباً لها على اشتهائها الحرية... دون أن تحظى باهتمام أو حتى استنكار لفظي عابر..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا استبعدت روسيا ولم تستبعد إسرائيل من مسابقة الأغنية -يو


.. تعليق دعم بايدن لإسرائيل: أب يقرص أذن ابنه أم مرشح يريد الحف




.. أبل تعتذر عن إعلانها -سحق- لجهاز iPad Pro ??الجديد


.. مراسلنا: غارة إسرائيلية على بلدة كفركلا جنوبي لبنان | #الظهي




.. نتنياهو: دمرنا 20 من 24 كتيبة لحماس حتى الآن