الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف ظهر الخوارج؟

فاطمة الزهراء طوبال

2011 / 8 / 7
الادب والفن


كيف ظهر الخوارج؟
نزولا عند رغبة بعض قرائنا الأعزاء الذين طلبوا منا موافاتهم بمعلومات حول كيفية نشأة فرقة الخوارج ارتأينا كتابة هذه المعلومات البسيطة اعتمادا على دراساتنا التاريخية لها.
بقلم الأستاذة: فاطمة الزهراء طوبال
من المعلوم جدا أن الخوارج ظهروا في معركة صفين خلال الخلاف الذي جرى بين الإمام علي (كرم الله وجهه) ومعاوية و حسب ماورد في كتاب ( الخوارج عقيدة و فكرا و فلسفة) للدكتور عامر النجار فإنه لما طلب معاوية و أصحابه في معركة صفين سنة 37 هـ من الإمام علي (كرم الله وجهه) قبول وجهة نظرهم لمعرفة بدهاء معاوية و عمرو بن العاص صاحب فكرة رفع المصاحف و التحاكم إلى القرآن الكريم.
يقول صبري خدمتلي في كتابه ( العقيدة و الفرق الإسلامية)أنه قد " طلب الخوارج من علي أن يقر على نفسه بالخطأ و الكفر لقبوله التحكيم، و أن ينكث عهوده لمعاوية و لكن عليا رفض كل هذه الشروط"
و إثر هذه الحادثة تشير المصادر التاريخية إلى أنه قد بدأ الغاضبون على علي ينادون و يصيحون في وجهه أينما رأوه صيحتهم التقليدية " لا حكم إلا لله" فكان علي (كرم الله وجهه) يقول " هذه كلمة حق أريد بها باطل"
وفي نفس السياق، وحسب ماورد في كتاب تاريخ المذاهب الإسلامية في السياسة و العقائد ، ظهرالخوارج في جيش علي كرم الله وجهه عندما اشتد القتال بين علي و معاوية في صفين و ذاق معاوية حر القتال، وهمّ بالفرار حتى أسعفته فكرة التحكيم فرفع جيشه المصاحف، ليحتكمو إلى القرآن، ولكن عليا (كرم الله وجهه) أصر على القتال حتى يفصل الله بينهما، فخرجت عليه خارجة من جيشه تطلب إليه أن يقبل التحكيم فقبله مضطرا لا مختارا، ولما اتفق مع خصومه على أن يحكما شخصين أحدهما من قبل علي و الآخر من قبل معاوية، اختار معاوية عمرو بن العاص و أراد علي أن يختار عبد الله بن عباس ولكن الخارجة حملته على أن يختار أبا موسى الأشعري و انتهى أمر التحكيم إلى النهاية التي انتهى إليها، و هي عزل علي و تثبيت معاوية واشتد بهذا التحكيم الساعد الذي كان يقوده معاوية.
و من غريب هذه الخارجة التي حملت عليا على التحكيم و حملته على محكم بعينه أن جاءت من بعد ذلك و اعتبرت التحكيم جريمة كبيرة و طلبت إلى علي أن يتوب عما ارتكب لأنه حسبهم كفر بتحكيمه كما كفروا هم وتابوا، وتبعهم غيرهم من أعراب البادية وصار شعارهم " لاحكم إلا لله" وأخذوا يقاتلون عليا بعد أن كانوا يجادلونه و يقطعون عليه القول.
هذا، و لم تكن غاية هذه الفرقة من الخوارج سوى أن تفترق حبا في الاستعلاء و قد قال الرسول ( صلى الله عليه و سلم) عن هذا الأمر الذي صدر في بيان الحديث المأثور في افتراق الأمة للبغدادي في كتابه ( الفرق بين الفرق) التالي: أخبرنا أبو سهل بشر بن أحمد بن بشر الإسفراءيني قال: حدثنا وهب بن بقية، عن خالد بن عبد الله عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم) " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة و افترقت النصارى على اثنين و سبعين فرقة و تفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة"
وتجدر الإشارة إلى أن من الخوارج تفرعات نأتي على ذكرها حسب ماورد في كتاب ( مروج الذهب ومعادن الجوهر) للمسعودي في مجلده الثالث فمنهم الأزارقة و الأباضية و الحميرية و النجدات و الخلقية و الصفرية و غيرهم من أنواع الحرورية.
هذا، ولقد سمي الخوارج بالخوارج نظرا لعملية خروجهم من الكوفة و قد تزايد عددهم عقب ذلك بسبب النتائج التي أسفر عنها التحكيم و التي كانت مخيبة لآمال أنصار علي بن أبي طالب.
و يشتهر الخوارج بحروبهم و ثوراتهم ضد السلطة، و أشهرها حروبهم مع عبد الملك و الحجاج فأثناء إستقرار عبد الملك بالكوفة حسب ماورد في كتاب العبر لابن خلدون: " و بعد قتل مصعب بعث على البصرة خالد بن عبد الله، وكان المهلب يحارب الأزارقة فولاه على خراج الأهواز، وبعث أخاه عبد العزيز بن عبد إلى قتال الخوارج و معه مقاتل بن مسمع، وأتت الخوارج من ناحية كرمان إلى دار بجرد و بعث قطري بن الفجاءة صالح بن مخراق في تسعمائة فاستقبل عبد العزيز ليلا على غير تعبية فانهزم و قتل مقاتل بن مسمع و أسرت بنت المنذر بن الجارود امرأة عبد العزيز ، فقتلها الخوارج"
وإذا تساءلنا عن امتداد شوكة الخوارج من المشرق إلى المغرب الإسلامي فلقد ورد في كتاب (المغرب الإسلامي) للدكتور موسى لقبال أن السبب يعود في نسبة كبيرة إلى السياسة الإدارية السيئة و إلى طريقة معاملة البربر المسلمين في عهدي يزيد بن أبي مسلم الثقفي و عبيد الله بن الحبحاب السلولي
إذ لما قويت شوكتهم و شعروا بقوتهم أخذ الخوارج يرتكبون كثيرا من أعمال الإستفزاز و الإرهاب و جرائم القتل كما تبرأوا من علي و عثمان و قد انضم إليهم كثير من الموالي الذين أغرتهم نظريتهم في المساواة و لاسيما فيما يتعلق بالإمامة.
ولقد فشلت محاولات علي (كرم الله وجهه) في إقناعهم للرجوع إلى صفوف الأمة ذلك أنهم قاموا بأعمال من العنف التي كان شنيعها قتل خليفة المؤمنين علي (كرم الله وجهه) على يد عبد الرحمن بن ملحم.
من هنا لاحظت كباحثة في التاريخ أن أسباب ذلك يكمن في الصراع حول مبدأ الخلافة بحيث ترى أغلب المراجع التاريخية ومن بينها موسوعة الفرق و المذاهب الإسلامية للدكتور إسماعيل العربي بأن الخوارج" قد لعبوا دورا كبيرا في الشقاق الذي أصاب الأمة الإسلامية"
أما عن قضية قيادة هذه الفرقة أو استخلافها فتبدأ منذ خطاب علي (كرم الله وجهه)عليهم لما قال لهم" لانمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسمه ولاألقى مادمتم معنا ولا نقاتلكم حتى تبدأونا وننتظر فيكم أمر الله"
وفي سياق متصل، فإن التخطيط في قيادة الفرقة كان أثناء اجتماعهم في منزل عبد الله بن وهب الراسبي فوعظهم و حرضهم على الخروج إلى بعض النواحي و تبعه حرقوص بن زهير في هذا الأمر وتوافق معها حمزة بن الأسدي ثم عرضت قيادة الفرقة على زيد بن حسين الطائي فرفضها ثم على حرقوص ثم زهير ثم حمزة ثم شريح بن أفى لكنهم لم يقبلوها و في الأخير عرضوها على عبد الله بن وهب فأجاب فبايعوه ومن هنا نشأ الخوارج.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا