الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جرائمه أكثر من أن تنسى و أكبر من أن تغتفر

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 8 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


وقوف محمد حسني مبارك أمام القضاء ، و لا أقول العدالة ، لأنني أشك صراحة في نزاهة المحاكمة الجارية حالياً - و أنا في هذا المقال ، كما في مقال : الشعب سيحكم على المحاكمة ، أستعمل كلمة وقوف كتعبير مجازي يدل على مثول مبارك الأب أمام القضاء - ليس هو نهاية المطاف لمحمد حسني مبارك ، أو الحد الأقصى من العقاب الذي يمكن أن يلقاه محمد حسني مبارك كما تعتقد السلطة الحالية .
نظام طنطاوي - سليمان يعتقد أنه قد أشبع رغبة الشعب المصري في القصاص ، بوضع محمد حسني مبارك ، و ولديه ، في قفص الإتهام ، أو على الأقل أن تلك الرغبة ستتلاشى تدريجياً بإستمرار السير في المحاكمات ، فيصبح بالإمكان أن يتقبل الشعب حكم أخر غير الإعدام شنقاً لمبارك الأب ، أو أن يتقبل قرار بتخفيف الحكم ، و ربما قرار بالعفو الكامل عن ذلك المجرم العتيد .
لكن السلطة واهمة في هذا الشأن كما توهمت من قبل أن الثورة إنتهت في الحادي عشر من فبراير 2011 .
السلطة لازالت تبني حساباتها على أساس الفكرة الخاطئة المستقرة في ذهنها المريض ، و هي إننا شعب عاطفي ، غير ناضج عقلياً ، و يسهل بالتالي التلاعب به ، و هذه الفكرة الخاطئة قد ذكرتها من قبل في مقال : إنها محاولة يائسة ، بائسة ، لإنقاذ مبارك من حبل المشنقة ، و الذي نشر في الثاني عشر من يونيو 2011 .
السلطة لا تفهم ، أو إنها لا تريد أن تفهم ، أن جرائم محمد حسني مبارك ، خلال فترة حكم إمتدت إلى ثلاثة عقود تقريباً ، أكثر من أن تُنسى و أكبر من أن تُغفر .
لا سبيل لإنقاذ محمد حسني مبارك من حبل المشنقة ، لأن جرائمه الدموية كثيرة .
المحاكمة الحالية حكم الإعدام المنتظر منها يرتكز على جريمة واحدة من تلك الجرائم .
جريمة تمثل حلقة واحدة هي الأخيرة في سلسلة طويلة من الحلقات ، أو الجرائم .
سلسلة أضيف لها كل عام حلقات ، و ليس حلقة واحدة ، و لمدة تقارب الثلاثين عاماً .
لقد طالبنا بمحاكمته ، و هي كلمة لا تعني المحاكمة على تهمة واحدة ، و لكننا إرتضينا البدء بمحاكمته على الجريمة الأحدث في قائمة جرائمه ، لإنها الأحدث ، و الأكثر دموية .
لكننا لم ننس ، و لن نغفل ، بإذن الله ، عن جرائمة الأخرى ، التي يستحيل أن تسرد كلها في مقال واحد ، لكن لا مانع من سرد بعضها ، و بدون ترتيب زمني ، و كذلك بدون الترتيب من حيث الكبر ، و الفداحة .
إننا لا يمكن أن ننسى مذبحة المهندسين ، حيث قُتل - كما ذكرت بعض وسائل الإعلام حينها - حوالي خمسين لاجئ ، على يد قوات الأمن المركزي ، قبيل إقامة البطولة الأفريقية لكرة القدم في القاهرة .
مذبحة لم يحاسب عليها أحد للآن ، و تمت بأمر من محمد حسني مبارك .
مذبحة أرتكبت فقط لأن محمد حسني مبارك أراد ألا يشوش هؤلاء اللاجئين ، بمعسكرهم الذي أقاموه في حديقة شارع أحمد عرابي بالمهندسين ، على بطولة كروية قارية نظمها من أجل ولديه .
بطولة كروية كانت قبيل بدايتها مذبحة ، و قرب نهايتها مأساة .
مأساة لم يعر آل مبارك ضحاياها أي تعاطف ، و أستكملوا حضورهم لمجريات تلك المسابقة الرياضية ، و رفضوا إعلان الحداد العام خوفاً على صورة تلك المسابقة الرياضية .
و إذا تذكرنا مذبحة المهندسين ، فعلينا ألا نغفل عن المذبحة التي بدأت في عهد مبارك ، و أستمرت لسنوات في عهده الأغبر ، و لازالت مستمرة للآن في عهد نظام طنطاوي - سليمان ، و التي تجري في سيناء بالتقسيط ، بحق اللاجئين الأفارقة ، حيث إعتادت قوات الشرطة التابعة للسلطة قتل اللاجئين الأفارقة الذين يحاولون التسلل إلى إسرائيل من سيناء ، بإطلاق النار عليهم ، بأعصاب باردة ، و كأن أفراد الشرطة هناك يطلقون النار على أهداف خشبية .
ثم ماذا عن جرائم تغييب بعض الأشخاص ، مثل المعارض الليبي منصور الكخيا ، و أحد الصحفيين المصريين ، و الذي إختفى بعد أن إنتقد معتوه ليبيا و سفاحها ، معمر القذافي ؟؟؟
و ماذا عن جريمة إغتيال أحد الصحفيين المعارضين البارزين ، و الذي أُشتهر بقلمه الحاد ، و ذلك بتسميمه ، في ثمانينيات القرن الماضي ؟؟؟
و ماذا عن جرائم إغتيال بعض المصريين في خارج مصر ، و التي تمت بأمر مباشر من المجرم محمد حسني مبارك ؟؟؟
و جرائم إختطاف بعض المصريين من الخارج ، و تعذيبهم في مصر ، و إعدام بعضهم بدون محاكمات ، و هي الجرائم التي تمت كذلك بأمر مباشر من محمد حسني مبارك ؟؟؟
و ماذا عن جريمة قتل شاب ، و والده ، بالرصاص ، ثم حرق مسكنهما ، لمجرد أن الشاب تشاجر مع أحد نجلي محمد حسني مبارك ؟؟؟
هل ستسقط كل تلك الجرائم الدموية ؟؟؟
هذه قائمة قصيرة ، و قصيرة لإنها غير كاملة ، لجرائم ، تسببت في إزهاق حياة نفوس كثيرة ، و تمت كلها بأمر مباشر من المدعو محمد حسني السيد مبارك .
إنها قائمة لجرائم تكفي واحدة منها لإعدام أي شخص أمر بها ، و محمد حسني السيد مبارك أمر بها كلها ، لهذا يجب أن يلقى الجزاء الذي يستحقه عليها ، و في أسرع وقت .
لا مفر لمحمد حسني السيد مبارك من الإعدام شنقاً ، و الأفضل أن يصدر ذلك الحكم من محكمة مدنية نزيهة ، تعيد للشعب ثقته في القضاء المدني ، بعد أن أفسد محمد حسني مبارك ذلك القضاء ، و أن ينفذ الحكم بواسطة الطرق المعتادة في تنفيذ أحكام الإعدام بحق المدانين المدنيين ، من أن يصدر ذلك الحكم - الذي يستحقه محمد حسني مبارك ، و تتنظره جماهير الشعب - من محكمة الشعب ، و أن تنفذه جماهير الشعب .
من الأفضل لعملاء مبارك الممسكين بالحكم حالياً عدم الإستهتار برغبة الشعب ، و لا الإستهانة بقدرته ، و أكاديمية الشرطة - حيث تنعقد المحاكمة الحالية - ليست بعيدة عن يد الشعب .
لازلنا من أنصار القضاء المدني النزيه ، و سنظل - إن شاء الله - من أنصاره .

المنفى القسري ، و القمعي : بوخارست - رومانيا

07-08-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-