الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيام لا تنسى في البصرة

أسماء الرومي

2011 / 8 / 7
الادب والفن


أحقاً يا قلبي إختلفتْ دروبنا
وبيننا وبين أهالينا
إمتدتْ واختلفتْ حدود
ولكن لمن العتابُ يا وطن
قيثارةُ الظلالِ إحملي الروحَ
وافتحي بين ثنايا القلبِ
باباً من أبوابِ زمان
مثل المغزلِ تنغزلُ الأحلام
مع ضيائكَ يا ليل فتبرق الألوان
وهل يقطع الزمن طرقاً
حُفرتْ حباً في القلوبِ
وأحلى من النغمِ تنسابُ ذكرى
تعيد وجوه الصحابِ
تمسح الغبارَ عن ذاكَ الدربِ العتيقِ
لأعود عابرةً على الجسرِ الضيقِ
يا جسرَ العشارِ وتلكَ البصرة وذاك سوق حنا الشيخ ،وسوق الهنود،وتلك الشوارع
المتقاربة ،برنّةِ الناسِ بكل المحلا تِ المفتوحةِ ،بالعياداتِ والصيدلياتِ،بالدربِ
لساحةِ أم البرومِ ،والأغاني تسمع من كل مكان ،وعبر الجسرِ صوتُ أم كلثوم يجر
خطواتي.أمسياتٌ ترن عذوبةً يا نغم ولساعاتٍ متأخرةٍ
لا تكسري قلوبَ أهاليكِ يا بصرةَ الطيبِ
يا عامرةً يا نجمةً من كل حبٍ
في قلوبِ الطيبين تجمعتْ
يا أجملَ كلمةٍ تُنطق من شفاه أهاليها
كلمةُ الحبِ،خويَ ما أحلاها وأصدقها
وفي قلبي مخضبةً بالوجدِ لا زلتُ أحفظها
فهل لازلتِ يا بصرتَنا تحفظينَ أحبابكِ
أم تغربَ الطيبُ
وضاقتْ بأهاليها البصرةُ
وذاكَ الشطُ الممتدُ حتى يصلَ السحابَ
والمقاهي والكورنيش المنبسط
تغازل أمسياته الضياءَ
والموج العالي لأرضِ القمرَ
يحمل العشاقَ
أحزنوكِ يا بصرةَ
وبمراكبِ الجارِ المحملة بالبغضِ والقهرِ
أغرقوا الشطَ والجرفَ
وأغرقوا الشمسَ والقمرَ
وذاك شارع الوطني بلياليه الساهرةِ في الصيفِ ومن كل مكانٍ كان يأتيه أهل
الفن ليحيوا لياليه ،وعلى صوتِ الغناءِ فوقَ السطحِ كنتُ أغفو
وهل أنسى صوت جارتي من وراءِ السياجِ تناديني ،الخبزُ حارٌ والتنورُ جاهزٌ هاتِ
السمكَ لأشويه ..أم جعفر لازلتُ أذكر كيف جئناكِ ذاتَ يومٍ نحن النسوة الشابات
نسألُ رأيكِ عن أحد البيوتِ في الشارعِ،وكنا لا نرتاح لسمعةِ ساكنتهِ، وقد
سألناكِ لمَ لا نقدمَ شكوى ليُخلوا البيتَ،وللآن أتذكر تعليقكِ،أيتها المجنونات
ستغلقُ كل بيوتكنّ ويبقى بابُ بيتها،ألم تسمعن ؟ولأجلِ وعكةٍ صحيةٍ تعرضتْ لها
صاحبةُ البيتِ،جاء كبيرُ المدينةِ بنفسهِ ومعه ذبيحةً لتنحر ببابِ بيتها
لسلامتها، أمُّ جعفر بالهَمِّ قتلوا جعفر الطيبِ والآخرَ قتلوه في قادسيةِ المجنونِ
وغابَ صوتكِ الحنونِ
يابصرة وذاك الطريق لأبي الخصيبِ
درتُ كلَّ العالمِ ما رأيتُ مثله جمالاً
ألا زالَ ينسابُ بسقائفِ النخيلِ
وبالنبعِ يغني بينها ويدور
دربُ الحبِ يا دربَ حمدان
ودرب جيكور
والبصرةُ القديمة وهل أجمل منها بجسورها،ببيوتها المطلةِ بالشناشيلِ والمياه
تحيطها وكأنها قطعةٌ من البندقيه،وكم من السنين والمدينة القديمة زاهية
محافظة على بيوتها،على جسورها،على مدارسها على كل ما هو جميلٌ فيها،ولا زلتُ
أذكر كيف أخذتني أمي لتريني مدرستها المتوسطةِ القديمة..فهل لازلتِ يابصرتنا
تحفظينَ كلّ القديم أم خربتهُ الأيادي اللئيمه
عائدةٌ عامرةٌ بأهاليها أم النخيلِ
وعائدٌ بأهاليه دربُ الأيابِ
ياأمّ الجَمالِ يابصرةَ ياومضةَ شمسٍ
في قلوبنا تشع ذكراكِ
وهل أخذتْ منّا الغربةُ
يا ابن بلدي غير العمر
7/8/2011
ستوكهولم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت


.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو




.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??


.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده




.. أون سيت - فيلم عصابة الماكس يحقق 18 مليون جنيه | لقاء مع نجو