الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا عليا يا كويت ان ابرر ؟

الاء حامد

2011 / 8 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ طفولتي وانأ ابحث عن مبررا واحد لقيام بلدي العراق باحتلال الكويت لستة أشهر متتالية ,والتنكيل بأهله وقتلهم اشد مقتلة , وسرقت أموالهم والعبث بممتلكاتهم, وتخريب البنى التحتية لهذا البلد الصغير من قبل جنود فقدوا الحمية الإنسانية وشرف العسكرية المهنية الذي أباح المعلقة صدام كل حرماتها وأعرافها.
ربما لم أعي حينها كبرياء صدام الذي رسم من الوهم صرحا لبطولاته الجهنمية , ولم اعرف مدى الانحطاط الأخلاقي الذي وصلت إليه المؤسسة العسكرية العراقية عند احتلالها للكويت وربما لم تكن هذه التصرفات اللا أخلاقية التي تعامل بها الجنود إثناء غزو الكويت بالشاذة والغريبة !!!

فتشير هذه النقائص إشارة واضحة إلى انهيار المنظومة العسكرية الأخلاقية بالكامل آنذاك, وهي نتيجة لسياسة النظام الحربية التي أدخلت البلاد في دوامة من الفقر والعوز وهي حلقة تضاف إلى حلقات الظلم والجور الذي عانى منها الشعب العراقي جراء حكم ذلك الطاغية المتجبر فتحول الناس إلى ذئاب ينهش بعضهم البعض.فلا نستغرب إن تكون أفعال وتصرف العسكريين بهذا النحو المخزي.

لهذا رفض الشعب العراقي بكل أطيافه وأصنافه ما جرى للكويت وما حصل لشعبها وقد نعى نفسه قبل إن ينعى أهل الكويت أحبائهم الذين فقدوا إثناء هذا الغزو, وتعاطف قلبا وقالبا معهم,مع إن صدام نفسه لم يترك في قلوبهم الا أثارا من الم والوجع والحسرة, فقد أدمى قلوب العراقيين اجمعهم بحربه النازفة ثمانية سنوات مع إيران وغزوه دون مبررا للكويت وهزيمته إمام قوات التحالف والحصار الجائر الذي فرض ليخلف الدمار والخراب في العراق وأهله .

لقد عان العراقيين والكويتيين معا من نزوات صدام ومكابرته طيلة تلك الحقبة المظلمة, فلماذا ألان يحملونا ذنبا لم نرتكبه وجرما لم نقترفه وكأن الشعب العراقي كله صدام وجميعهم مؤسسته العسكرية .فقد ذهب صدام غير مأسوفا وقد حاكمه الشعب العراقي على جرائمه وأفعاله ونال جزاءه وعقابه .

كنا نأمل إن نتقرب الى أخوتنا الكويتيين بأسم الإخوة وحسن ألجوره, لنكفر عن خطأ لم تقترفه أيادينا , فكم خاطرت عوائلنا بحياتهم لتحقن دماء أبنائهم الذين يزج بهم الطاغية في محرقة الحرب الإيرانية العراقية مع إن إخوتنا الكويتيين والعرب هم من أوقدوا نارها وأضرموا أوراها من خلال دعمهم اللا محدود لصدام!! هكذا انقلب السحر على الساحر. ومع ذلك نسينا الماضي رغم ألمنا لنعيش الحاضر"

سقط طاغية العراق واقتربنا معا من شاطئ النجاة ومددنا أيدينا لأحبتنا الكويتيين على نحو الإخوة وحسن الجوار وقد أنهكنا جدف الحرب المتواصل من على أراضيهم .
اندفع هذا الضجر المتثاقل بآلامه إمامنا فأنساب بهدوء وسكينه عنا ملوحا لنا عودة الأمل وليطمئننا بأن الخطر قد ارتفع وعلينا معنا ان نشعر بالأمان التام , فقد ذهب هذا البعبع المخيف ... فمع اشراقت الصباح تبددت كل مخاوفنا وزالت هواجسنا وامتلأت الصدور بفرح عظيم وقد رفعنا أصواتنا بالغناء بالحان عذبة تفتن القلوب وتسحر الألباب , وما لنا لا نغني وقد بدأ كل شي من حولنا فرح ومرح ينبأ بالأمن والأمان .

لكن لم تسر عدوى ذلك الفرح والسرور قلوبنا وأفئدتنا فقابلنا الكويتيين بالحقد الدفين بأفعالهم المشينة تجاهنا .فتارة بمساعدة المسلحين ليفتكوا بدماء العراقيين العزل وتارة بحجز أموال العراق وإبقاءه تحت طائلة البند السابع ووطأته.وأخرى بسرقة أمواله ونفطه ولم تكتفي الكويت بهذا الأفعال الغريبة بل عمدت إلى خنق ممره البحري الوحيد بإنشاء ميناء مبارك الكبير. لتجعله بلدا جافا مقفرا.

أصبحت اسأل نفسي الان بعد هذه الأفعال " هل فعلا علي إن ابرر لماذا غزا العراقيين الكويت ؟ ثم لماذا يعمد الكويتيين على خسارة تعاطف العراقيين معهم ألان؟ أهي لصالحهم ولصالح الشعبين الجارين ؟ثم لماذا علينا مجددا إن نخلق كرنفالات من العداوة والكراهية ليفرز مبررا جديدا قريبا أم بعيدا لإعادة نزوات الماضي بمكابرة الحاضر ؟

أسئلة تثير الشجي والشجون . وتجعلنا لا نملك إمامها الا انتظار بارقة أمل في أفق جميل قد يقفز فجأة من بين ثنايا حاضرة ,, فلعل وعسى ان تمطر السماء ماءا يغسل القلوب ليكف الإخوة عن معاداتنا .فنحن وهم كنا في يوم ما بلد واحد وشعب واحد.
لا أخفي كم تستهوني أغاني الفنان الكويتي عبدالله رويشد... إلى بارقة أمل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟