الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشاركة في الأنتخابات , حلال أم حرام ؟

جاسم هداد

2004 / 11 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لم يعد يفصلنا عن الأنتخابات الا القليل , هذه الأنتخابات التي انتظرها شعبنا العراقي طويلا , فبعد سقوط نظام الطاغية صدام , أستبشر العراقيون خيرا , وتنفسوا لأول مرة بعد زوال الكابوس الذي كان جاثما على صدورهم لأكثر من أربعين عاما , ولكنهم شعروا بنفس الوقت بغصة ومرارة لأحتلال بلادهم من قبل قوات أجنبية , لذلك تواصل وتكثف نضال شعبنا العراقي وقواه السياسية المناضلة , من أجل إستعادة السيادة العراقية , وإستقلال البلاد , و تسريع انسحاب هذه القوات المحتلة وتكلل ذلك بتشكيل مجلس الحكم , ثم إصدار قانون إدارة الدولة العراقية المؤقت الذي وضع الجدول الزمني لأجراء الأنتخابات , ومعروف للجميع ان الأنتخابات ستضفي الشرعية على الحكومة العراقية , وستلقم المتشككين حجرا .
وخلال الفترة الماضية تناقلت الصحف ووكالات الأنباء تصريحات وخطب لسياسيين ورجال دين , بعضهم أيد أجراء هذه الأنتخابات بقوة , وآخر وقف ضد إجراءها , وبالرغم من احترامنا للكثير من وجهات النظر حول موضوعة الأنتخابات , نود التذكير بأهم وجهات النظر هذه :
حث آية الله العظمى السيد علي السيستاني أبناء الشعب العراقي على المشاركة في الأنتخابات , وشاركه في ذلك المراجع العظام آية الله السيد محمد سعيد الحكيم , وآية الله العظمى بشير النجفي , وآية الله العظمى إسحاق الفياض . وزع آية الله العظمى محمد تقي المدرسي بيانا في 4/11جاء فيه : ( إذا تأخرت الأنتخابات ستكون هناك كارثة حقيقة وفتنة) .
الشيخ صدر الدين القبانجي قال في خطبة الجمعة في 22/ 10 في النجف : ( عدم المشاركة يعني بقاء الأحتلال واستمرار الفوضى ) .
والشيخ احمد الصافي امام الجمعة في كربلاء وممثل السيد علي السيستاني قال في خطبة الجمعة في 22/10: ( لابد من ان نتحمل المسؤولية والمشاركة بشكل كثيف لأنها واجب وطني وعدم المشاركة يعتبر خيانة بحق الوطن ) . واضاف : ( المشاركة لها حرمة شرعية لأن المخالف يدخل جهنم ) . وأيدت المشاركة في الأنتخابات اغلب الأحزاب والقوى السياسية الفاعلة في الساحة العراقية والتي ناضلت ضد الديكتاتورية وقدمت قوافل الشهداء , ويمكن القول ان 85% من ابناء شعبنا العراقي راغبين في الأدلاء بأصواتهم في الأنتخابات , وحسب تقدير المفوضية العليا للأنتخابات , فإن الذين لهم حق التصويت يقارب عددهم الـ 15مليون , إذا حسبنا العراقيين في المنافي معهم , وتتوقع المفوضية العليا ان تكون نسبة المشاركة بحدود 60% . وهناك توقعات بأن هذه النسبة تتصاعد في حال توفر ظروف أمنية مناسبة .
في الجانب الآخر , وزع آية الله العظمى محمود الحسني بيانا يوم 4/11جاء فيه : ( على المؤمنين عدم الأدلاء بأصواتهم لأن ذلك حرام ) واضاف : ( لا يوجد دليل عقلاني وشرعي يوجب المشاركة بالأنتخابات التي ستجري في البلاد مطلع العام المقبل ) . وفي حديث للشرق الأوسط بتاريخ 1/10 صرح الشيخ محمد بشار الفيضي المتحدث بإسم هيئة علماء المسلمين بأن : ( الأنتخابات ستكون مهزلة ما لم تشمل جميع انحاء العراق ) . والشيخ مهدي الصميدعي امام جامع ابن تيمية قال في خطبة الجمعة : ( الأنتخابات لا تكون الا بخروج المحتل ) .
ومن باب المفارقة انه سبق وان تم إجراء إنتخابات تحت ظل الأحتلال البريطاني وكانت إنتخابات صورية للأقطاعيين وأثرياء المدن وغيرهم , وتمت مقاطعتها من قبل البعض وكان خاسرا , ودفع الثمن غاليا بعد ذلك , لكن لم تصدر من احد أي تحريم أو تحليل .
ونعتقد ان المشاركة أم عدمها يجب ان تتم وفق مصالح الشعب العراقي وحده , بعيدا عن المصالح الفئوية الطائفية الضيقة , فهل للشعب العراقي مصلحة في حكومة منتخبة ؟ , في بلد يسوده الأمن والأستقرار؟ , في بلد تنهض فيه السواعد لأعادة ما تم تخريبه ؟, في إقامة دولة القانون ؟, في إقامة عراق ديمقراطي فيدرالي موحد ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكي مدان بسوء السياقة ورخصته مسحوبة يشارك في جلسة محاكمته


.. ثوابيت مجهولة عند سفح برج إيفل في باريس • فرانس 24




.. جنوب أفريقيا: حزب المؤتمر الوطني ينوي إجراء مشاورات لتشكيل ح


.. ولي العهد الكويتي يؤدي اليمين الدستورية نائبا للأمير | #مراس




.. تواصل وتيرة المعارك المحتدمة بين إسرائيل وحزب الله