الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يحلم مرتين

واثق الجلبي

2011 / 8 / 8
الادب والفن



هل يستطيع الإنسان أن يعيش بلا أحلام ؟
هل يستطيع الإنسان أن ينام وقد فكر مسبقا بإلغاء فكرة الحلم؟
قد تكون هذه الأسئلة بطعم الحلم أو بحجم الكوابيس وربما لا تكون كذلك ، ولكن الأحلام المترسبة في قاع المخيلة قد تكون مريضة كالإنسان العراقي (الأيوبي) الذي عاش كالنبي أيوب في صراع مع المرض والفقد والإبعاد القسري وشبح الألم الموازي لحجم الشخصية (المريضة) ، ولا يظن أن أحدا لم تراوده بقايا أحلام وكوابيس وصراعات ربما تكون ثقافية أو هي منظومة رفض العقل لما يدور خارج حسابات المنظومة الأخلاقية .
لا يستطيع الإنسان أن يغلق آخر متنفس له في زمن الفوضى المتشظية فالأحلام هي ما تبقى من النوافذ الخلفية للحياة البشرية والتي غزاها شيب الترهل الزمني وظلت تقاوم عجرفة البعض وتصدمهم من حين للآخر محاولة منها للقول بأنها موجودة.
الأصداء المتنامية لسقف الحلم لا تلتزم بمكان وجود الإنسان جسديا وما كانت أحلام اليقظة إلا شعورا دفينا للإستزادة من الأحلام لإراحة العقل من شدة الضغوطات الحياتية المستمرة التي تجعل من الإنسان كائنا يحلم مرتين.. مرة وهو نائم وأخرى وهو في طريقه إلى أحد المجاهيل غير المتنازع عليها.
من هنا بدأت رحلة النوافذ غير المرتبطة بقانون وضعي وما سنّ لها مجلس الأوهام من قوانينه شيئا وما كانت قبة الفلك مستمرة في نشاطها الزراعي والصناعي فأبتلي العراقي الأيوبي بآفة عقلية أخرى تسّطر له منجزات ثورة المسلات النائمة في رفوف متاحف العالم..كم هو جميل وأنت تشاهد حلمك يغفو على نهر الدردنيل وشتراوس يعزف له لحنا أي لحن..وكم هو رائع وأنت ترى حلمك وهو يتساقط زخات زخات بين الثنايا العذاب..وكم هو بديع أن تتلفت خلفك وإذ بالعدو لا يعدو أن يكون حلما لم يستطع أن يفسره سحرة فرعون..
إذا فالحلم شكل آخر من أشكال الحياة والموت ..هو ضحك وبكاء وما أجمله من تعزية ..
كثير من الناس من يشاهد رموزا وغابات كثيفة وربما أضغاث من الأحلام والكوابيس الممطرة رعبا في زمن الديمقراطية الصرفة ولكن من رأى نفسه يكرع السم كسقراط ويتمشى لكي يسري
دواء الخلود في جسده النحيل؟
هل كان الماضي قطعة حلم يابس ؟
هل كان الماضي كابوسا يحلم بالنور؟
لا نعلم أن للحلم مستقبل غير أن يكون حلما أو طريقا زرعه لنا اللاوعي كقنبلة موقوتة أو عبوة ناسفة تستعد للإنعتاق على جسد هدّه من الأحلام ما أن تغشى الجبال لأزالها .
ما أصعب أن تحلم مرتين وأنت في جسد واحد غير قابل للمضغ ..وما أعنف أن تعيش بلا حلم ينتابك كزليخا وهي ترغب بوصال يوسف.. هكذا هي الأحلام كقطع الغيوم غير المتجانسة في سماء غدرها اللون الأبيض مع فجر غير آبه للمسافات الراكدة على سطح بحيرة أسماك تحلم بأن ترى الأهوار تتدفق بالمواليد غير المصابة بداء الوطن.
دعوة لأن تحلم مرتين تكون كافية عندها أن تدرك سر الخطر الكامن في الحلم الواحد الذي أصبح كابوسا ينتاب مجموعة من اليائسين العزل من الوجوه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طاب الحلم
نور بلعابد ( 2011 / 8 / 8 - 02:49 )
طاب حلمي مرتين مرة لاني انتبهت بكل امتاع ومؤانسة مكتشفا ان الاحلام نوافد خلفية وطاب حلمي مرة ثانية وانا اقرا القصة ان اقايض الضجيج بحلم الاحلام

اخر الافلام

.. أون سيت - الأسطى حسن .. نقطة التحول في حياة الفنان فريد شوقي


.. أون سيت - أولاد رزق 3 .. أعلى نسبة إيرادات .. لقاء حصري مع أ




.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل


.. بيت الفنان الليبي علي غانا بطرابلس.. مركز ثقافي وفضاء إبداعي




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح