الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإغراب في الشعر العراقي المعاصر جيل الستينات

مازن لطيف علي

2011 / 8 / 8
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


صدر حديثاً عن دار الفراهيدي-بغداد-2011 كتاب «الإغراب في الشعر العراقي المعاصر جيل الستينات» تأليف الدكتور زينب هادي اللجماوي، التى ترى أن اختيارها للجيل الستيني، في كتابها، دون سواه، لم يأت اعتباطـًا، فالحركة الشعرية العراقية شهدت نهضة أدبية وفكرية على نحو ملحوظ، فكانت الستينات العراقية عصر مشاحنات واختناقات أدبية وفكرية، ولاسيما مع المد الثقافي الهائل- من الغرب نتيجة للنهضة الأدبية العالمية.
تناولت الباحثة أهم أعلام الحركة الشعرية الستينية في موضوع كتابها وهم: سامي مهدي، وحميد سعيد، وخالد علي مصطفى، وفاضل العزاوي، وسركون بولص، وعبد الرحمن طهمازي، ومالك المطلبي، وياسين طه حافظ، وحسب الشيخ جعفر، ومحمد سعيد الصكار، ومؤيد الراوي، وأنور الغساني، وطراد الكبيسي، ومحمد طالب محمد، وجليل حيدر، وآمال الزهاوي، وفوزي كريم، وجان دمو.
تناولت الباحثة في تمهيد الكتاب، الإغراب بوصفه ظاهرة شعرية مؤثرة في النص الشعري، ونشأة الاغراب عند الستينيين ،التي تعزوها الباحثة الى الحداثة والتوجه نحو الحركة الما بعدية في الفكر الحداثي أولا، وإلى الإيغال في الطليعية وفي الانحرافات اللغوية والصورية والخروج المطّرد عن المعايير التي من شأنها أن تكسر التوقع عند المتلقي ثانيا، والى التجريب والإفادة من التقنيات المتطورة لإنتاج نصوص ما ورائية ثالثاً، والى قلق التأثير، إذ يوصف الجيل الستيني بكونه جيلا قلقا، رابعا.
تناولت الباحثة في الفصل الأول «الإغراب في الأشكال الشعرية» إذ إن فترة الستينات شهدت نهضة شعرية ولاسيما على مستوى الشكل الشعري حيث الشكل المفتوح الذي أفاد من الأجناس الأدبية (رواية، مسرحية) ومن تداخل الفنون، الرسم، الفوتوغراف، والإعلان، والموسيقى الخ... وتؤكد الباحثة ظهور أشكال شعرية جديدة لم تكن معروفة قبلا مثل القصيدة الكونكريتية والقصيدة الميكانيكية إلى جوار تأصل قصيدة النثر، وقصيدة الومضة، والقصيدة المدورة، وفي ذلك إشارة إلى الخروج المطرد عن النصوص السابقة.
أما الفصل الثاني «الإغراب في الرؤى» فتناول سلسلة من الرؤى؛ الرؤية الفنية المكتسبة نتيجة التأثر بالتيارات الأدبية الحديثة؛ الدادائية والسريالية، فأضحت بعض النصوص الستينية، تبعًا لذلك، قائمة على الإدهاش في لغتها وصورها وأفكارها.
أما الرؤية الفلسفية فقد انحصرت في قضايا مجددة متعلقة بالإنسان ومصيره ووجوده وحياته وهلاكه. وعُدَّت الرؤية الآيديولوجية، الرؤية الأساسية؛ إذ وظفت اللغة لخدمة الآيديولوجيا فأضحت، تبعا لذلك، غامضة ومقيدة ومتسعة الدلالة، حتى إن النص يشي بدلالات شتى تتسع وتتسع حتى يصعب إدراكها.
تناول الفصل الثالث « أثر الانزياح في إغرابية النصوص الشعرية» وقد قسمته المؤلفة الى انزياح منطقي ولامنطقي، وكلاهما يحدث في الجملة الشعرية.
خلصت المؤلفة، في كتابها هذا، إلى عدد من النتائج؛ منها:
-الإغراب ظاهرة شعرية يكاد لا يخلو منها أي نص شعري، وهو يتأتى من المغايرة، التي تعني بدورها تخطي المألوف.
- كان الإغراب بمثابة نقطة تحول في النص الستيني لأنه يمثل جرأة واضحة .
- كان لانفتاح النص الستيني وتداخله مع الفنون الأدبية والفنية أثره في شيوع الأشكال الشعرية المتعددة.
- يتمثل الإغراب، أحيانا، في النصوص الستينية في الفوضى العامة المستشرية في أرجاء القصيدة وهي شيوع العبث .
- اللغة الشعرية عند الستينيين هي هواية وطابع خاص، لأن كل شاعر كان يسعى لخلق هوية خاصة يمتاز بها دون سواه من الشعراء.
- حاولت جماعة كركوك الشعرية من خلال الإغراب تنظيم كيان فردي خاص وسط نظام تعمه الفوضى ليمارسوا به رغباتهم الخاصة، فضلا عن تصعيد الإحساس الداخلي باللامعنى في وجود الآخرين من خلال رصد الافعال.
اعتمدت المؤلفة في كتابها المنهج البنيوي، وانطلقت من النص في تحليل النصوص مع مراعاة الأثر العام المتولد في نفس القارىء وقت قراءة القصيدة، أو الاستماع اليها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الصيني في زيارة إلى فرنسا تركز على العلاقات التجارية


.. مفاوضات حماس وإسرائيل تأتي في ظل مطالبة الحركة بانسحاب كامل




.. مصدر مصري رفيع المستوى يؤكد إحراز تقدم إيجابي بشأن مفاوضات ا


.. النازحون يأملون وصول إسرائيل وحماس إلى اتفاق وقف إطلاق النا




.. Ctقتيلان وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة ميس الجبل