الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تتحول الفجوة إلى جفوة -خارطة طريق لإدارة الشارع العراقي

احمد يونس موحان الحلفي

2011 / 8 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


عندما تتحول الفجوة إلى جفوة
خارطة طريق لإدارة الشارع العراقي
منذ انبثاق فجر الحرية في عراقنا العزيز بسقوط أعتى دكتاتورية عرفتها البشرية عام 2003 ولغاية اليوم يعيش العراق حالات متعددة ومتنوعة من جرائم الأرهاب والفساد وسوء الخدمات والتجاذبات السياسية التي تعكس بظلالها على مزاجية الشارع العراقي حتى بلغت أوجها في الفترة الأخيرة على شكل احتجاجات ومظاهرات تطالب بالحصول على حقوقها والتي تمثل الحد الأدنى من الحقوق المستحقة لمواطن يعيش على أغنى بقعة على وجه الأرض ..
لا نريد ان نفلسف هذا الواقع أو نبرر أسبابه ونتائجه ، ولكي نكون واقعيين ومنصفين لأساليب البحث العلمية والمنطقية فأننا يجب ان نفترض بل نقتنع بأن كل ما ذكر أو سوف يذكر هي ليست اسباب بل نتائج .. وعندما نصل الى هذه القناعة فاننا على يقين بأن الحلول ستكون واضحة وضوح الشمس.
وكمدخل لهذا الموضوع إسمحوا لي ان أطرح هذه الأسئلة ..
- ما الذي يجعل حكومات وجمهوريات عتيدة في مجال الديمقراطية كدول أوربا والولايات المتحدة تنجح في هذا المجال ونكبو نحن ؟
- ما الذي يجعل المواطن العراقي لا يخرج بمظاهرة احتجاج عند تأخر ( تشكيل الحكومة )وهي فعالية ستراتيجية في تشكيل الجسد الديمقراطي للدولة في حين إنه يخرج بعد شهرين من تشكيلها احتجاجاً على سوء الخدمات ؟
- لماذا تتحول الحكومة والبرلمان على أساس الفعل ورد الفعل فترميم نظام الحصة التموينية واقالة المفسدين والمقصرين والوعود بالتحسين كلها جاءت وعلى حين غرة بعد ساعات من التظاهرات ؟
- هل تعمل كل سلطات العالم الديمقراطي بأسلوب الفعل ورد الفعل ؟ ان نضع ايدينا على خدوودنا ننتظر المظاهرات لكي نعرف احتياجات الشارع وميوله ؟ أو وبشكل ( استثنائي )ندع عضو البرلمان يبقى اسبوعاً أخراً في منطقته بعد المظاهرات لكي يستلم قصاصات ورقية بأحتياجات المواطن البسيط ؟ أهذا هو عمل البرلمان في جس نبض الشارع ؟ وهل هذه هي المنهجية المعتمدة في إدارة متطلبات المواطن ؟
- هل بمجرد تسمية وتشكيل دوائر النزاهة والمفتشين يعني اننا نكافح الفساد ؟ هل على هذه الدوائر بمجرد أن تجلس ( ركبة ونص ) كما يقول المثل الدارج تنتظر( الخط الساخن) أما إذا كانت (الخطوط باردة) فالحمد لله كل شيءٍ بخير ؟
- هل بتأسيس السلطات الثلاث اكتملت ( سلطة الشعب ) ؟ وهل الأنتخابات وتشكيل السلطات غاية أم وسيلة ؟ واذا كانت غاية فأين النتائج ؟ اما اذا كانت وسيلة فحص تم تحديد كيفية الوصول الى الغايات ؟
- هل ندير ملفات الفساد بطريقة المواطن الصالح المقيم في كندا (جواد هاشم) ليجيئنا من سبأ بنبأ عظيم ويعلمنا عن عقود الكهرباء سيئة الصيت ؟.. اهكذا تدار الامور ؟ ثم كم مواطن صالح على طريقة جواد هاشم يكتشف ممارسات وانشطة محبوكة بشكل كبير ؟ اندع ثروة شعب وحق شعب و(حلال) امة للصدفة ؟
- واخيراً وهنا ( مربط الفرس )هل تمارس السلطتين ( التشريعية والتنفيذية ) اسلوباً علمياً ومنهجياً في ادارة هاتين السلطتين ؟ هل تنتهجان اساليب الإدارة كما يمارسها خلق الله ؟
لقد جاء الناخب وادلى بصوته وحمل المنتخب هذه الأصوات بل حملت الأصوات هذا الناخب الى كرسي البرلمان .. لتتشكل السلطات ..وهكذا يجب ان نبدأ
-السلطة التشريعية ، تشرع وتراقب والسلطة التنفيذية تنفذ ما مشرع لها .. هكذا تعلمنا من ابجديات الديمقراطية ..ولكن هل هذا كل شي ؟
كيف تقوم السلطة التشريعية في العراق بالمراقبة ؟ كيف تقيس نبض الشارع ؟ هل هناك منهجية لذلك ؟ أخيراً .. سادتي الأعزاء الم يحن الوقت لنقتدي بما اقتدى به عباد الله ونجحوا وسادوا باعتناق المنهجية العلمية على العقل والمنطق والمعتمدة على اساليب التخطيط والتنفيذ والقياس والمراقبة الفعالة للوصول الى اهدافنا .. تلك الأهداف التي يتم تحديدها بوضوح . وطبعاً هذا لايتم بمجافاة الخبرات والكوادر التكنوقراط أو تسييس هذا الهدف او ذاك .
دعونا نتصور المخطط التالي ..
الشعب ينتخب – السلطات تتشكل – السلطة التنفيذية ( تنفذ ) – السلطة التشريعية ( تشرع وتراقب )
يظهر من المعادلة آعلاه أن هناك اشكاليتين رئيسيتين يمكن توضيحها بالسؤالين أدناه :
1 . هل ان السلطة التنفيذية تقوم بما مطلوب منها بشكل صحيح ؟
الجواب ( لا ) طبعاً والدليل ان هناك مشاكل في ادارة الدولة بل في إدارة الشارع العراقي واقرب دليل ان هناك احتجاجات والأحتجاجات والمطالب مشروعة .
2 . هل السلطة التشريعية ( البرلمان ) تقوم بالتشريع والمراقبة بشكل صحيح ؟
الجواب ايضاً ( لا ) والدليل ان هذه السلطة ليس لها آليات منهجية ومكتوبة للمراقبة حيث ان آليات عملها مبنياً على مبداً ( رد الفعل ) لما يصلها او ما يعرض عليها وبشكل غير ممنهج ..
- كيف تقومون بضمان عملية متكاملة للمراقبة ؟ كيف تقيسون نبض واحتياجات الشارع ؟ هل هي شكوى مواطن ام مقال في جريدة أم شريط اخباري التي تستفز هذه السلطة ؟
- كيف نكتشف الفساد والمفسدين هل بشكل عارضة أم بمخبر سري؟ وهل تبقى هذه السلطة تطل من أبراج مراقبتها واضعة أصابعها على الزناد لتطلق النار على المفسد حين اكتشافه ؟ ام تنتظر وشاية الواشي وصحوة ( الخط الساخن ) أم نضع اجراءات رقابة وقائية لاكتشاف الخطأ قبل وقوعه واستفحاله ؟
إذن فأن هناك محورين يجب الأنتباه اليهما ..
1 . وضح قواعد واسس ومعايير ومناهج واضحة لاصلاح وتطوير السلطة التنفيذية وفق خطة زمنية مكتوبة وبالاعتماد على الخبرات العلمية في هذا المجال .
2 . العمل بالتوازي على ملء الفجوة بين المواطن والسلطة من خلال وضع منظومة رقابة تعتمد على هرمية تبدأ من المواطن العادي لتصل الى سلطة المراقبة من خلال برامج عمل للمراقبة تعد بفترات زمنية منتظمة لتصل بسلاسة وانسيابية الى قبة البرلمان لا ان ننتظر الشكوى والمظاهرة والخط الساخن
3 . تفعيل عمل مؤسسات النزاهة والمفتشيات بوصف اعمالهم بشكل دقيق على ان يضمن ذلك العمل اسلوب منهجي منتظم للرقابة والتدقيق الدوري .
عندئذ سنساهم هذه الأجراءات في إيجاد الآليات لامتصاص ومعالجة احتياجات الشارع وتلبيتها بأسلوب علمي مدروس ووفق استيعاب لا على أساس العمل ( بالتفاطين ) فليس هناك نظرية إدارية بهذا الاسم عندها سنعمل على ردم هذه الفجوة لكي لا تتحول إلى جفوة بين المواطن والسلطات...

احمد يونس موحان الحلفي
استشاري نظم مالية وادارية
[email protected]
هاتف 07801420502البصرة - العراق









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تطيح انتخابات البرلمان الأوروبي بالمستشار الألماني شولتس؟


.. إثيوبيا تجذب مزيدا من الاستثمارات في مختلف المجالات | #مراسل




.. جرحى بقصف إسرائيلي جديد على النصيرات وسط قطاع غزة


.. بالخريطة التفاعلية.. رشقة صاروخية مشتركة للقسام وسرايا القدس




.. الشرطة الكندية تفرق مظاهرة أمام القنصلية الأمريكية في تورنتو