الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيادة الضغوط الدولية/ الفرصة الاخيرة امام النظام السوري:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 8 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو ان الحفاظ على الاستقرار في المنطقة لا يزال عامل التقييم الاعلى وزنا والاكثر اهمية في تحديد الموقف الدولي بصورة عامة والموقف الامريكي بصورة خاصة, ويبدو ان قراءة النظام السوري السليمة لوجود وادراكه لاهميته في تحديد الموقف العالمي, اتاح للنظام ان يتكيء عليه سياسيا وان يحمله مهمة تظليل منهجية قمع الانتفاضة الشعبية, فانساق في اعتماد الحل الامني الدموي الى مدى غير مسبوق, فقد اعتمد النظام هذه المنهجية الى حد توظيف مختلف افرع قوته العسكرية والامنية من اجلها. مما سرع في انهاك وتاكل القيمة السياسية لهذا العامل, مع انه لا يزال كبير الاهمية حتى الان في تحديد رد الفعل العالمي على المنهجية الدموية للنظام.
ان مشكلة الازمة السورية, هو انه ليس هناك من قبل المعارضة, والاجندة الاجنبية, قبولا للبدء في مسار حوار مع النظام السوري, رغم ان النظام بذل هذه المحاولة, وهذه صورة تكرر ما حدث سابقا في بدء الازمة الليبية, حيث اعترضت الاجندة الاجنبية بدء مثل هذا الحوار قبل ان تبني لموقفها وقرارها الموقع والوزن المناسب في رؤية المعارضة السياسية, لذلك نجد انه منذ بدء الازمة وحتى تصريح البيت الابيض بان نهاية بشار الاسد قد اقتربت, كانت الجهود الدولية تنصب على بناء هيكل المعارضة السورية في صورة جبهة تشكل طرفا مكافئا للنظام في الصراع. كما ان نسجب اسس العلاقة المناسبة لمصالحها مع هذه المعارضة,
ان مفاد ومعنى تصريحات البيت الابيض الاخيرة, تقول ان اهمية الوزن السياسي لعامل استقرار المنطقة, لم تستنفذ بعد, وان هذا العامل لا يزال يتيح فرصة امام النظام السوري, غير ان مسار الازمة بات يتجه نحو تفكيك حالة استقرار المنطقة وهذا يعجل في فقدان هذا العامل لقيمته ووزنه السياسي, وانه تبعا لذلك لم يعد متاحا امام النظام السوري سوى فرص قليلة واخيرة, ومن الواضح من مجريات التفاعل السياسي العالمي والاقليمي مع الازمة, ان هناك رسالة تحذير عالمية اقليمية اخيرة للنظام, سيحمل تفاصيل صفقتها ويعرضها على النظام السوري وزير الخارجية التركية في زيارته لسوريا, بل ويبدو من علنية الحوار السوري التركي الساخن, ان اللعب بين النظام والاجندة الاجنبية بات على المكشوف.
فمنذ تصريحات البيت الابيض الاخيرة, اقلعت المواقف الاقليمية نحو ممارسة مزيد من الضغط على النظام السوري, فبادر عبد الحليم خدام الى التلويح بمطلب فرض منطقة حظر طيران على النظام, وهو السقف الاعلى الذي سيذهب اليه جانب من قوى المعارضة السورية هو في الحقيقة الوكيل المباشر للاجندة الاجنبية, اما تركيا وعلى لسان رئيس الوزراء اردوغان فقد لوحت للنظام السوري بان الازمة السورية باتت شأنا داخليا تركيا, وبذلك فهي تعطي لنفسها شرعية التدخل المباشر فيها. في حين اعلن مجلس التعاون الخليجي باعتباره المحور الاقتصادي الاقليمي رفضه لاستمرار منهجية النظام الدموية, ودون الاشارة الى وجود اتجاه تطرف مسلح في بنية المعارضة السورية, بل إن السعودية برمزيات سياسية معينة اوصلت للنظام السوري رسالة مفادها ان بيان مجلس التعاون الخليجي ليس هو السقف الاعلى لموقفه, ودللت على ذلك برفع وزن اجراءات ضغطها المنفرد عليه, فجاء تحديد الموقف السعودي على لسان الملك مباشرة في خطاب رسمي, لا بتصريح من مستويات سياسية ادنى, وجاء استدعاء سفير المملكة من دمشق بدعوى التشاور اشارة اخرى, غير ان كل ذلك لا يصب باتجاه الاشارة الى وجود نية الاتيان بعمل عسكري بمقدار ما يصب بالاشارة الى وجود توجه لحصار وانهاك النظام السوري, وسيحمل مؤشرا على ذلك او عكسه الموقفين العراقي والاردني,
فتصريحات البيت الابيض, و توضيحات اردوغان التركية, وبيان مجلس التعاون الخليجي وتوضيحات السعودية, تتجه كلها الى الاشارة الى مطلب ضرورة لجم اي احتمالات وجود انعكاسات سلبية للازمة السورية على _ استقرار المنطقة_, وان على النظام والمعارضة في نفس الوقت التوصل لحل ما يتيح الابقاء على هذا الاستقرار,
ومن الواضح ان الموقف الدولي يضع النظام امام خيار التضحية ببعض الرموز السياسية, وتعديل البنية الدستورية للنظام, وتفكيك تحالفاته السياسية الاقليمية, وتعديل موقفه من التسوية السياسية للصراعات, في مقابل عدم الاستجابة _ لمطلب التغيير الكامل_ الذي باتت الانتفاضة الشعبية ترفعه في وجه النظام والتحالف الاجتماعي المسيطر على السلطة, وتفرد حزب البعث السلطوي, اما ضمانة ذلك فهو حالة اجماع موقف دولي باتت روسيا شريكا به منذ التصريح الاخير لميدفديف رئيس روسيا.
ان هذه الرؤية هي الرسالة المحتملة التي قد يحملها وزير الخارجية التركي, لنظام لم يعد يجد لنفسه حليفا اقليميا سوى ايران وحزب الله, اما الحليف الموضوعي _ اسرائيل_ فبقدرة قادر انفجرت اوضاعها الداخلية في وجه ادارة نتنياهو على صورة انتفاضة شعبية طارئة التوقيت والتمهيد, تجبر اهتمامات هذه الادارة على الانكفاء للداخل في محاولة لمعالجة هذه الازمة, والحفاظ على وضعها في الحكم,خاصة ان موقفها امام الولايات المتحدة يزداد ضعفا كلما اقترب ايلول واستحقاقاته, وان انفجار ازمتها الداخلية يضعف حملتها الديبلوماسية العالمية لمواجهة موضوع الاعتراف بالدولة الفلسطينية, فالانتفاضة الشعبية في اسرائيل وضعت ادارة نتنياهو نفسيا الى جانب الديكتاتوريات العربية في منظور رؤية الراي العام العالمي, وهي تزيد من قوة وفاعلية الحملة الديبلوماسية الفلسطينية,
ان العمل العسكري اذن لا يزال حتى اللحظة خارج تصور الاجندة الاجنبية لحل ازمة الوضع السوري, لكنه ايضا ليس الخيار الوحيد امام هذه الاجندة,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس حماس في الضفة الغربية يدعو الأردنيين لـ-مواجهة مشروع ضم


.. الموريتانيون يدلون بأصواتهم في الجولة الأولى من انتخابات الر




.. إيران.. جولة إعادة لانتخابات الرئاسة بين بزشكيان وجليلي


.. موفدنا يرصد الأوضاع في بلدة عيتا الشعب المحاذية للحدود مع إس




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات بعد عودة جيش الاحتلال لمنطقة الش