الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليوم بشارع تقسيم

وسام يوسف

2011 / 8 / 9
الادب والفن


عندما تسمع اسم تقسيم ماذا يخطر في بالك للوهلة الاولى هل هي عملية حسابية ام ماذا هل تعني شيء اخر .لاتتعب انه شارع في اسطنبول شارع طوله اكثر من ثلاث كيلو متر ترصه المحلات المزينة والبارات ويعج بالمارة من النساء الجميلات والشاباب اليافعين عندما تراه وانت مقبل عليه تفرح وتقول ان الحياة سعيدة وان الناس سعداء وانت وحدك الحزين من دون معنى . تتقدم خطواتك وانت تلتحم مع الجمهور المتوافد الى قلب الشارع اتغرك الانوار والبهرجة تتمعن قليلا تصيبك كئابة مفاجة تنضر الى مطعم اكلاته شرقية تجرك رائحة الاكل الطي تحاول الوصول الى بوابة ذلك المطعم الشرقي الجميل ببوابته كانها بوابة قصر احد السلاطين الاتراك تنصدم عندما تطا قدمك المطعم بوجود امراة بسن الستين وضعت في معرض ضمن تلك البوابة معرض ضيق يكفي فقط ان تتربع وتضع امامها تنور خبز شرقي تخبز الخبز يراه من دخل لياكل فيسيل لعابه على رائحته الزكية . تتراجع خطوة تحاسب نفسك كيف تستطيع الاكل وانسان سجن بعمر كبير يخبز لك وهو يتصبب عرق من الاضواء المسلطة على حياته وهوة يخبز لا يبتسم تاخذ له صورة لايعير انتباه فهناك ما يشغل باله متى ينتهي يوم العمل هذا والساعة تعدت الواحدة ليلا .وكان صمتها يقول اي بطون هذه كيف تستطيع الاكل اي جيف ميتة هذه الى يخجل الانسان من اخيه الانسان ,تتحول تلك الروائح الطيبة اى روائح دم الى طعم ماسخ رغم عرق تلك المراة في الخبز الى جوع ابدي يمثل الجشع المستمر لدى الانسان .تسحب نفسك لاتاكل تحاول ان تنسى المشهد لاكنه يقفز امامك تغوص اكثر مع الجمهور يعجبك ويغريك الازياء المتحررة وتقول في نفسك ان النساء هنا قويات بطلات متحررات .حتى ياتي شخص وجه ليس كوجوه جميع الناس يحمل في عمقه لون اسود رغم بياضه فيقول لك اتريد امراة روسية تركية عراقية سورية ويعدد عدد لا يحصى من الجنسيات والقوميات حتى تختنق وتحاول الهرب منه الى ان له اشكال وصورمتعدد فتارة ياتيك على شكل شاب وتارة ياتيك على شكل امراة وتارةعلى شكل رجل تضن انه ضابط كبير يهابه الجميع ,تسرع خطواتك تسرع تحاول ان تنهي الشارع الى خطواتك بطيئة والبشر من حولك بطيئين وهم يفتحون افواههم بصمت حتى تضن انهم يحاولون ان يلتهمو بعض . لم تبقى سوى مئات الامتار لكي تهرب من الشارع يجرح قلبك صوت ناي حزين يصدر من قلب رجل اعمى وبجانبه امراة عمياء بيدها ذلك الاناء الذي تجمع به النقود من المارة وهوة يعزف لايتوقف يخرج لحن الناي الحزين تتلعثم يداك واصابعك وهي تبحث عن النقود في المحفضة تحاول ان تجد اقل عملة لكنك تتمنى ان تعطيه كل ما عندك تخرج بحصيلة انك ستعطيه ما لايضرك وتهرب من صوت نايه الذي يلاحقك الى ان تصل غرفتك الصغيرة في ذلك الفندق البائس تحاول ان تتنفس لاكنك لاتستطيع تعلم انك خرجت من الشارع لكنك لاتستطيع التنفس تسئل صديقك هل تتنفس ترى فرحة على وجه كانها فرحة من كانو يتمشون في ذلك الشارع المضلم على الرغم من كل الاضواء والاعلانات تشيح ببصرك الى الحائط تذرف دمعة وحيدة تنزل على مخدتك تكتب على الشرشف الابيض انى كنت اتمشى بشارع تقسيم في هذا الزمن الغابر في الساعة صفر والسنة صفر والشهر صفر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخ الاستاذ وسام يوسف
مروان سعيد 1 ( 2012 / 7 / 3 - 11:40 )
تحية كبيرة لقلب كبير
انت عانيت ما نعانيه ونرى العالم تغير الكل يلهث وراء غنى وسعادة مزيفين الكثيرين اصبحوا تجارا وعلى حساب تعب الفقراء وشرفهم ما اتعسنا بهذه الاجواء
كم اتمنى ان اكون بعيدا جدا عن المدنية والمدن الكبيرة كم اتمنى بان اربي الحيوانات لاانها ارحم من البشر كم اتمنى ان اكون واعظا لاغير القليل او الكثير مما نرى ولكن عبثا
ونحن الذين نعيش بالمدن وبين هذا الفساد يلزمنا قوة ايمان وعزيمة اكبر من النساك لاانهم لايروا ما نراه ولا يتعرضون ما نتعرض اليه واليك هذه القصة
يتبع


2 - الاخ الاستاذ وسام يوسف
مروان سعيد 2 ( 2012 / 7 / 3 - 11:56 )
اتى ناسك لزيارة اخيه الذي يعمل في المدينة وكان قديسا تقيا وجلب معه سله صنع يديه من قصب البرية ملائها ماء ووضع بها سمك حي وطبعا لاانه قديس لم يخر الماء من السلة وعندما استقبل الاخ اخيه تعجب من رؤية السلة والماء لم يتسرب منها فاراد تجربته فقال له لدي موعد وساعود بعد قليل
وكان الاخ لديه محل لبيع الالبسة والاحذية النسائية وبمنطقة مثل المنطقة التي ذكرتها وبعد قليل دخلت انسة موديرن تريد تجريب حذاء و ارادت من الناسك مساعدتها فخجل ان يكسفها وبعد ان راء هذا الجمال وكان عنده اكثر من سنة وهو يتعبد ولم يرى امراءة وللحال بدات السلة بالتسرب
قد اتى اخو الناسك وراء الماء يملء الارض قال له طبعا الحياة في الفلاء غير الحياة بين النساء
ولك كامل المودة والتقدم في كتاباتك الجميلة
وكامل المودة للجميع

اخر الافلام

.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء


.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق




.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب