الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطب مهنة إنسانية أم عائد اقتصادي ؟

شمسان دبوان سعيد

2011 / 8 / 9
حقوق الانسان


روى احد المرضى انه كان يعاني من غثيان ودوخة وخمول فذهب إلى الطبيب لتشخيص الحالة ... نصحه الطبيب بأنه لا يمكن تشخيص الحالة إلا بفحص طبي . ولنية المريض في الشفاء العاجل فقد نفذ كل ما أوصاه الطبيب . فاحضر الفحص إلى الطبيب .... نظر الطبيب إليه وهز رأسه قائلا .... مبروك .... حامل؟! كان الأولى للطبيب أن يبدأ بتشخيص ورقة الفحص ليتأكد من الاسم انه ذكر وليس أنثى؟ وهنا كان يحق للطبيب أن يلقي باللوم على طبيب المختبر بالتهكم والسخرية عليه . أما أن يبارك للرجل المريض أمامه بالقول مبروك حامل ؟ فهذا شي يدعوا إلى السخرية . كنا نتداول هذا الحدث على انه نكتة .... وسبحان من يحول النكت إلى حقائق مرّة وتجارب مؤلمة ؟ . هناك العديد من الأطباء الذين أزهقوا حياة العديد من المرضى أما بالتجارب أو الخطأ أو التشخيص الخاطئ وكلاهما اعتداء على الإنسانية . ما أصعب أن يتحول الإنسان إلى هدفا لتجارب الأطباء وأخطائهم . يستغيث المريض بالطبيب لينقذه من الحياة جراء مرض الّم به فيصبح درسا عمليا قد ينجح الطبيب فيه وقد يفشل ويموت المريض . نتيجة التشخيص الخاطئ وعدم الوعي الصحي أدت إلى عواقب وخيمة على حياة الإنسانية . فلا نذهب بعيدا فلو أخذتاحد المرضى كمقياس لذلك فقد قام بخلع أربعة من المطاحن وأصبحت حياته أشبه بعجوز مر على عمره سبعين عاما . كان يذهب إلى الطبيب فلم يصادف يوما ما أن نصحه احد الأطباء باستخدام العلاج والنظافة والاهتمام بالأسنان كحل بديل للخلع .كان يتردد على العيادات فلم يرى من الطبيب إلا أن يحد "كلبته" ومعدات الخلع دون أن يقضي معي حتى دقائق لتوجيه أي إرشادات بديلة لذلك او سؤاله عن بداية المشكلة ومضاعفاتها . ثم يملئ كيس من المهدئات والعلاج ولم يتفوه ولو بكلمة واحدة تدعوا لي بالشفاء سوى عليك المراجعة بعد أيام ؟ ولا يمكن للطبيب أن يقوم بخلع السن إلا بإشعار إيداع نقدي إلى حساب الصندوق وهذا يطرح علامة استفهام من هدف مهنة الطب . مرة أخرى شعر الرجل بألم في الساق الأيمن ولم يكن ألما مزعجا بل أراد الاهتمام بالحياة من باب درء المخاطر . ذهب إلى طبيب المخ والأعصاب فاخذ منه أقوال عن طبيعة الألم وقام بفحص ذلك سريريا ثم قال يمكن أن يكون زيادة كهرباء في الدماغ؟ استغرب الرجل قائلا كيف تزداد الانطفاءات المتكررة والطويلة للكهرباء وأنا املك مخزون زائد منها ؟!! قرر الذهاب إلى طبيب أخر وكان استشاري مخ وأعصاب ويقال انه رئيس قسم المخ والأعصاب في إحدى المستشفيات الحكومية الرسمية . فقام بأخذ أقوال منه عن طبيعة الألم ثم التفت إليه بالقول ....... أنا أنصحك كونك معروف ونصيحة أخ لآخوه لا تستخدم أي علاج بعد .... أنت تعاني من انزلاق شديد في العمود الفقري ويحتاج إلى تدخل جراحي عاجل بتوسعة القناة الشوكية ؟؟ واخذ القلم من على جانبه وكتب تقريرا بذلك وسعر العملية والرقود ثم ختم بالقول أنا مستعد غدا لإجراء العملية "خذ الرقم وتواصل معي" ورفض صرف أي علاج أو مهدئ . وهنا بدأ المرض بذاته . أصيب بالإحباط شباب في هذا السن يصاب بانزلاق في العمود الفقري فيقرب نهايته . لكنه استرجع بالقول ضروري استشارة طبيب أخر . وفعلا تم استشارة طبيب لم يكن يعلم انه احد جيرانه... فقال له لا يمكن تشخيص ذلك إلا بعمل أشعة رنين مغناطيسي لمعرفة حقيقة الإصابة . ومن خلال الأشعة نصحه بالعلاج الطبيعي وأنه يعاني من انزلاق غضروفي في أول مراحله ويمكن علاجه طبيعيا . ذهب إلى مركز للعلاج الطبيعي الرسمي وهناك نصحه الطبيب بان العلاج ربما لا يجدي نفعا مع حالته وربما يحتاج إلى تدخل جراحي عاجل وخضع لمدة شهر لتدريبات رياضية كانت أشبه بالجزاء والعقاب بالإضافة إلى استخدام الكهرباء . بعدها قرر العودة إلى العمل والاستغناء عن العلاج لولا نصحه احد الأصدقاء باستشارة طبيب معروف . وفعلا كان طريقه إلى النجاح اخذ التقارير الطبية والتفت إلي بالقول أنت شاب ولا تحتاج سوى شراء هذا الشريط وتناوله حسب ما قرره الطبيب . ثم اخذ يشرح له طبيعة الإصابة ومخاطر تشخيص الأطباء السابقين في محاضرة استمرت خمسة عشر دقيقة خرج حينها صحيحا سليما ومعافى قبل استخدامه للعلاج . هذه القصة بل وعشرات القصص الواقعية التي حولت الطب من مهنة إنسانية إلى مصدر لكسب الدنانير والدراهم بطريقه غير شرعية ولا قانونية لا يرضى بها الدين والقانون والانسانية لابد أن تحكى وان تكتب وتدون كدروس عبر وعظة لمن تبقى في قلبه مثقال ذرة من إخلاص . فإلى ملائكة الرحمة ...... الغريق يتعلق بقشة ..... فكونوا عند حسن الظن واتقوا الله في أنفسكم إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه .
هناك أسباب عديدة وراء تحويل مهنة الطب من مهنة إنسانية إلى عائد اقتصادي منها أولا وأخيرا غياب الضمير الإنساني وعدم الإخلاص في العمل . يأتي بعد ذلك غياب الرقابة على القطاع الصحي والمستشفيات فمدرس الإحياء يحق له فتح مختبر ..... ومعلم الكيمياء يفتح صيدلية ..... والممرض يفتح عيادة ؟ ومن غياب الرقابة ربما يأتي عدم التأهيل الجيد للطبيب في أداء رسالته بالشكل المطلوب . وكذلك يؤدي غياب التوعية بالصحة ومخاطر الأمراض إلى مضاعفات تشكل خطرا على حياة الإنسان .
فإلى ملائكة الرحمة ....... ارحموا الناس ... ارحموا الإنسان .... النفس الإنسانية أغلى من حفنة دنانير .... سيذهب المال وتغادرون الحياة ..... فما أجمل أن تنقذوا أرواح البشر ..... وتكتبون بضميركم الحي كلمات الحياة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة


.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 




.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط