الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعب مسكين

علي حسين غلام

2011 / 8 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


شعب مسكين
الكل بات يكتب كل يوم عن مظلومية هذا الشعب المستضعف المسكين لما جرى ويجري عليه من تراكم المآسي، حتى أصبحت كل المقالات متشابهة من حيث المضمون ومختلفة من حيث التعبير، ولكن... لابد من الكتابة حتى ولو أضحت كما يقال في لغة الصحافة إسطوانة مشروخة وذلك من أجل التذكير الذي بلا شك هو مفيد كما إنها مدخل للتنفيس والترويح عن الذات المهمومة التي رضيت بقدرها أن تعيش في هذا الوطن الجريح المبتلى بلعنة إلهية، ولولا هذه الكلمات التي تخرج من ثنايا القلب لماتت الذات من الحسرات وحبس الآهات في صدرٍ بات مأتماً لعزاء هذا الشعب الذي نُحر ويُنحر من قبل حكامه منذ نشوء الدولة ولحد هذه اللحظة ولسنين قادمة والذي لم يرى بصيص نور شمعة صغيرة أو الفرج بالرغم من سنوات العُسر الطويلة لينفذ الصبر وطاقة تحمل العبودية، نكتب لنشارك من همه وغمه هذا الشعب الذي وقع بين مطرقة حكام مستبدين وسندان معارضة طماعين جاءوا صفر اليدين وباتوا أصحاب سلطة ومال وجاه ونفوذ، شعب خرج من رحمه قادة دكتاتوريين ونصابين ولم يفلح في أنجاب قائد يرى الشعب بعينين وضمير حي ويد بيضاء، شعب أنجب مفكرين ومثقفين قُتل بعضهم لوقوفهم بوجه الطغاة وأكثرهم ناموا على فراش الخوف ليصبحوا وعّاظ السلاطين في ذاك الزمان، ومتأدلجين ومنظرين لهذا الحزب أو ذاك في هذا الزمان أو جالسين في مقاهي ومكتبات شارع المتنبي يحتسون الشاي والكذب والقيل والقال وحفلات لتكريم أنفسهم من أنفسهم أو ندوات لنتاجاتهم تاركين الوطن والشعب المسكين لمن هب ودب من القتلة واللصوص والأنتهازين السياسيين، غير مكترثين بالوضع الراهن وما ستؤل اليه الأحداث والأمور لمزيد من التمزق والتخندقات الطائفية والأثنية والتي ستؤدي الى التقسيم العراق وفق النظرة الأمريكية التي لاتخرج بأي شكل من الأشكال حتى تحقق هذه الغاية والهمينة المطلقة على هذه البقعة الإستراتيجية، فأين مشروع الطبقة الوسطى لأنقاذ العراق من كل ذلك والمبادرة الى تغيير مسار العملية السياسية الى الطريق الوطني الحقيقي والتخلص من الشعارات الوطنية المزيفة التي ترفعها الأحزاب لمكاسب حزبية وسلطوية ومادية، لقد دق ناقوس الخطر من أن السكوت على مايجري سيؤسس الى نظام بقاء أحزاب السلطة التي كبرت وتوسعت بالمال العام تهيمن على الساحة السياسية وديمومة الوضع الحالي السقيم الذي يحتاج الى عمليات إستئصال الأورام الخبيثة فيه، من هنا ندعو الى تأسيس تجمع أو حركة أو أي مسمى يتفق عليه من يريد إنقاذ العراق بشرط نكران الذات للتصدي للمرحلة المقبلة وطرح المشروع الوطني لإعادة وإستنهاض روح الوطنية التي مسخت من قبل الحكام الى المواطن وتحديد حقوقه وواجباته وفق مبدأ العدالة والمساواة والتخلص من الأفكار المتكلسة التي غاياتها سلطة النفوذ والمال، إن التضحية في سبيل هذا الشعب المسكين الذي يعاني من الإزدواجية في الشخصية والعدائية المفرطة بمقابل هو سريع النسيان ويقبل أن يلدغ من جحره مرات ومرات واجب وطني وشرعي وضرورة حتمية لتغيير هذا الواقع المؤلم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي


.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط




.. شاهد صور مباشرة من الطائرة التركية المسيرة -أكنجي- والتي تشا


.. محاكاة محتملة لسقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في م




.. أبرز حوادث الطائرات التي قضى فيها رؤساء دول وشخصيات سياسية و