الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعتداءات الايرانية على العراق

الاء حامد

2011 / 8 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



لاشك إن أغلبية العراقيين يتمذهبون دينيا بالمذهب الشيعي( اثنا عشري) الذي تتمذهب به إيران أيضا .مما يجعل هنالك ارتباط عقائدي ديني وثيق ما بين الشعبين, لهذا عمدت القيادة الدينية والسياسية في إيران إلى استغلاله واستخدامه في تمرير مصالحها ومطامعها في العراق. وذلك لان هذا الارتباط العقائدي والمذهبي يحتل مكانة وقدسية في نفوس المعتنقين الشيعة مما سهل في استمالتهم لصالح إيران والتلاعب بمشاعرهم من قبل رجالات السياسة والدين بأسمه , وليس العيب في المذهب أو المعتقد ذاته وإنما في الأشخاص الذين يوظفونه لتحقيق مصالح شخصية فئوية عنصرية ضيقة.

لو رجعنا لحقبة الثمانيات فقد ساعدت إيران على تشكل الأحزاب السياسية العراقية المعارضة والإقامة على أراضيها لمناوئة الحكومة العراقية آنذاك , لكي تقحمها في الحرب الدائرة ما بين الطرفين, ولمقتضيات ما يفرضه عليها نهجها التوسعي, هو العمل بالاحتياط والحذر مع المتصدين للعمل السياسي . فرأت من اللازم إن تعمل على تقسيم وبث الفرقة والخلاف ما بينهم ليسهل احتوائهم والسيطرة عليهم فيما لو قدر لها اجتياح العراق وإجهاضه.

لهذا أخذت إيران تشجع كافة المهاجرين العراقيين لديها قسرا على تأسيس الأحزاب والحركات السياسية . وكل من يقدم لائحة تظم أعضاء حزبه حتى لو كان هو وإفراد عائلته تعطيه ترخيصا بممارسة العمل السياسي على أراضيها وتمده بالإمكانيات ولكنها سرعان ما تخلت عن دعمها لتلك الجهات بمجرد إن وضعت الحرب أوزارها سنة 1988 مما أدى إلى موت معظمها ما عدا تلك الأحزاب الدينية الكبيرة النافذة.

إما اللذين لم ينخرطون في العمل السياسي المناوئ لحكومة العراقية آنذاك استخدمت إيران معهم إستراتجية دنيئة الى ابعد المقاييس والاحتمالات فعمدت الى ممارسة الضغوط الاقتصادية عليهم وعدم توفير فرص العمل لهم وسد كافة أبواب الرزق إمامهم لتوظيفهم في الحرب,فلا عجبا ان تطوعوا إلى جبهات الموت بعد ان سئموا البطالة وضاقت بهم السبل ويأسوا من الحياة ..

واقل ما يمكن ان يقال عن هذه المتاجرة السياسية بدماء العراقيين من قبل ما هي إلا إساءة للقيم والمثل فضلا عن الدين والإسلام والمذهب. فعمدت إيران إليها طيلة حرب الثمانيات وما لحقتها من تبعات سياسية واقتصاديه ثم تلتها حرب التسعينات والحصار الاقتصادي .

لما كان العراقيين قد تعرضوا في بلادهم ما كانوا يكرهون فلم يجدوا في إيران ما كانوا يتوقعون, فاشتدت عليهم المصيبة وعظم الأمر الذي ضاعف آلامهم وعمق ماساتهم سطوة العوز والفاقة .
فتحزن لبؤسهم وترثى لحالهم فقد مضي على تهجيرهم حين من الدهر ولم يمنحوا أي مستمسك إيراني لذا فأن القوافل الهجرة إلى الدولة الأوربية وغيرها مستمرة حتى أصبحوا عرضة للابتزاز المهربين واحتيال الناصبين .

ثم سقط النظام فعادت كل الأحزاب والتيارات السياسية المعارضة مع المحتل وعمدت على توظيف سياستها بما يخدم ولي أرباب نعمتها الجارة الإسلامية إيران, فتجد إن اغلب القرارات التي اتخذتها الأحزاب تعبر عن مدى ولائها وإذعانها لإيران . وليس الأمر كذلك فحسب بل هنالك من طالب بدفع تعويضات لإيران جراء الحرب العراقية الإيرانية .بل لم يقتصر الامر على هذا الحد بل تدخلت إيران بكل مفاصل الدولة وتفاصيلها فهي وحدها القادرة على تحديد نوع الحكم في العراق والياته وكذلك الأشخاص القائمون عليه ,, ومع كل هذا الخنوع والولاء المطلق لها دون مقابل ولا لأي دور عراقي يذكر في الصد والاعتراض , قامت بقصف الحدود والمناطق الحدودية والتجاوز على آبار النفط واحتلالها وقتل الصيادين العراقيين والتنكيل بهم, ثم قطعت المياه عن الأنهار والبحيرات لتجعل من العراق بلد مقفرا زراعيا ليستورد منها كل شي .. فما عاد العراق يزرع ويحصد بسبب سياسة إيران القمعية الاستغلالية بقطع المياه ..ومع ذلك فلا تجد أي موقف عراقي تجاه هذا التطاول والتجاوز الإيراني على الشعب العراقي وأرضه ..الى بارقة أمل ودمتم بود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاعتداءات الايرانية في العراق
sami akrey ( 2011 / 8 / 9 - 13:42 )
ايران دولة عنصرية بكل المقاييس وعندها تاريخ من الكره للعراق ومنذ مجيء حكم الملالي في ايران وهي تتحجج بكل مرة حجة فقد لضرب اراضي العراق تارة في الشمال وتارة في الجنوب واقل ما يمكن فعله لايران من قبل الحكام العراقيين هو طرد السفير الايراني


2 - هذا المايعرف تدابيرة ؟
سرسبيندار السندي ( 2011 / 8 / 9 - 18:53 )
تحياتي لك ياعزيزي البصراوية ألاء وتعليقي ؟
1 : مثل مقول المايعرف تدابيرة حنطة تأكل شعيرة ، ويدوس على راسه إبن الحقير والحقيرة ؟
2 : أليس من في الحكومة اليوم ناكري جميل وعرفان بحق ألأمريكان ، الذين إنقلبو عليهم بعد أن إستتب الحكم بين أيدهم بإيعاز ممن في قم وطهران ؟
3 : لو بقو على إخلاصهم وتعاونهم معهم لما تجرأت بقصفهم تركيا أو إيران ، ولإنقلبو على أل سعود ومن في الخليج ولصارو في خبر كان ؟
4 : وهاهم اليوم يدفعون فاتورة غبائهم وحماقاتهم ، ومصيرهم كمصير كل الخونة مزبلة التاريخ والضمير والوجدان ؟
5 : أخر الكلام لك السلام وللجميع الأمان ؟


3 - السيد سامي المحترم
الاء حامد ( 2011 / 8 / 9 - 20:56 )
اسعدت مساءا سيدي الكريم .. لاشك انك مطلع على ما تفعله ايران منذ حقبة الثمانيات ولحد الان ..فهي تسببت بمقتل مليون عراقي في حربها مع العراق وقامت بأيواء المعارضة العراقية والزج بهم لقتال اخوتهم في الوطن ولم تكتفي بهذا القدر بل انها التجأت لكل الوسائل الخبيثه من اجل اراقة الدم واشاعة الخراب في العراق فدعمت كل الاطراف المسلحه في العراق ما بعد التغيير

برأيك هل يستطع من عينته ايران بالمناصب الحكومية ان يتجرئ ويطالب بطرد السفير الايراني ؟ قطعا لا- وايران ماضية بتخريب العراق واضعافه .. لك لك الود والتقدير.تحياتي


4 - الاخ س.السندي
الاء حامد ( 2011 / 8 / 9 - 21:14 )
اسعدت مساءا سيدي الكريم ... شاكرة مرورك في صفحاتي وموضوعي .. بالطبع ايران كما قلنا لها نفوذ قوي ومستعصي على ارباب السياسة في العراق ..فهم لا يستطيعون ان يخرجوا عن اوامرها ونواهيها ..ولنا في مجلس الاعلى خير دليل حينما حاول الافلات من قبضتها فخسر نفوذه وجماهيره وسلطته ... فأيران هي المسيطره في العراق ان لم اقل انها المحتله له .. لك كل الود والتحية والتقدير


5 - مداخلة قصيرة
فيصل البيطار ( 2011 / 8 / 9 - 22:27 )
صحيح أن غالبية الشعبين - يتمذهبون- بالمذهب الشيعي الأثني عشري لكن يجب الأخذ بعين الإعتبار أن الأيرانيين يأخذون بولاية الفقيه على عكس ما يعتقد به شيعة العراق، غالبية شيعة العراق - يقلدون - مجتهديهم وأبرزهم السيستاني ولا يقلدون الخامنئي كحزب الله اللبناني مثلا .
لدي سؤال لو سمحت . هل كنت تفضلين عدم عودة الأحزاب والمهجرين العراقيين لوطنهم بعد زوال سبب تهجيرهم؟ عودتهم مع المحتل حسب قولك .
أكتفي بهذا رغم أن المادة تحتمل نقاشا أوسع .
تحياتي .


6 - الاستاذ فيصل البطار
الاء حامد ( 2011 / 8 / 11 - 12:08 )
تحية مسائية لك من الاعماق وشكرا لمرورك صفحاتي .. يا سيدي انني لم اقصد ان المهجرين العراقيين بأن عادوا مع المحتل وانما اقصد في حديثي السياسيين العراقيين الذين عادوا مع المحتل وشكلوا مجلس الحكم .. لك كل الود والتحية

اخر الافلام

.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا


.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا




.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف المدنيين شرقي وغربي مدينة رفح


.. كيف تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية عرض بايدن لمقترح وقف حر




.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا