الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اصل اليهود الكورد في العراق

محمد خضير عباس

2011 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


تعتبر الطائفة اليهودية بالعراق من اقدم الطوائف اليهودية بالعالم اذ يرجع تواجدها نتيجة مرحلتين من السبي حدثت في التاريخ الاولى في عهد الإمبراطورية الاشورية والثانية في عهد الامبراطورية البابلية التي قضت على مملكة يهوذا بفلسطين وتم سبي حوالي ستين الف يهودي الى بابل على يد الملك نبوخذ نصر االثاني عام 586 ق.م ومنذ ذلك التاريخ والوجود اليهودي في بابل مستمر . اما اصل اليهود الكورد في منطقة كوردستان فيرجع الى عهد الامبراطورية الاشورية التي دام حكمها ثلاثة قرون كاملة منذ بداية القرن السابع قبل الميلاد وذلك في اعقاب عدة حملات قام بها الملك سرجون الاشوري على ما يطلق عليها الان فلسطين ونقل معه من الاسرى اليهود ما قدر بحوالي عشرة الاف يهودي تم اسكانهم في المنطقة الكوردية بالشمال العراقي ذلك طبقا لسياسة الامبراطورية الاشورية في تشتيت الاسرى الواقعين تحت سيطرتها الى عدة مناطق نائية خوفا من امكانية عودتهم الى المناطق التي نزحوا منها وقد حافظ اليهود على وجودهم في المنطقة على مر العصور ولم يتعرضوا الى النفي او الاضطهاد او الهجرة ويمكن القول بأن المنطقة الكوردية كانت اول مستقر لليهود بالعراق وانه منذ اللحظة الاولى للوجود اليهودي هناك لم يكن امامهم سوى استثمار الارض التي بالرغم من وعورتها وصعوبتها الا ان وجود مياه الانهار وتساقط الامطار بكثرة ساعدهم على استغلال الارض في الزراعة وتربية الحيوانات ومع مرور الزمن اصبح هؤلاء اكرادا يتحدثون اللغة الكردية ويلبسون اللباس الكردي ويعملون بالرعي وغزل الصوف وذلك خلافا لكل يهود العراق والعالم الذين يعملون في مجال الصناعة والتجارة كما انهم صاروا مثل كل فلاحي المنطقة الشمالية يحملون البنادق لحماية المزارع والمواشي ومما هو جدير بالذكر ان المزارعين اليهود قد وضعوا تحت سيطرة كبار ملاكي الاراضي من الاكراد العراقيين ( الاغا ) الذين اعتبروا اليهود ملكية خاصة بهم يجمعون لهم المحاصيل ويخضعونهم للسخرة بل كان بمقدور الاغا ان يبيع ما يملك من اليهود وقد قام اليهود في تلك الفترة ببناء قرى لهم في المناطق التي انتشروا فيها بالعمادية وعقرة ودهوك وزيبار وفي زاخو ايضا التي اصبحت وكأنها اورشليم من حيث الصفة الروحية التي تمتعت بها فقد بنى بها كنيس الحق به مكتبة قيمة ولذلك كان اليهود يسافرون من كل المناطق المحيطة بزاخو للصلاة فيها كما كان لموقع المدينة المتميز على النهر ووجود ميناء بها لحمل البضائع من والى المدينة اثره البالغ في ازدهار النشاط الاقتصادي الذي كان لليهود الاسبقية في تهيئة المدينة له وقد ترتب على كل ما سبق ان عمل بعض من اليهود الاكراد بالتجارة والصناعة خاصتا صناعة السجاد والاغطية والاشياء المرتبطة بالمراسيم الدينية والحياكة والحدادة والنجارة والدباغة وغيرها الذين نقلوا الاخشاب بالقوارب في انهار الموصل كما ظهرت ايضا الاعمال الحرفية للفتيات وقد ارتبطت تلك الصناعات بحركة البيع والشراء وفتح الاسواق كسوق اليهود في زاخو الذي اشتهر ببيع الملابس والجياد ومختلف انواع المكسرات وقد سمح لغير اليهود احيانا بحضور السوق للقيام بالمعاملات التجارية مع اليهود ويمكن القول ان النشاط الاقتصادي ساعد اليهود الاكراد على الاندماج بالمجتمع الكردي والتاثر بعاداته وتقاليده فعلى سبيل المثال لم تختلف طقوس الزواج لدى اليهود عن الطقوس السائدة في المجتمع العراقي الكوردي بصفة عامة من حيث زواج الفتاة في سن مبكرة وقيام العريس بدفع مهرا لوالد العروسة تعويضا له عن تربيتها وتنشأتها واستمر تواجد اليهود في المنطقة الشمالية من العراق منذ ذلك التاريخ ولغاية عام 1950 عندما اصدرت الحكومة العراقية انذاك قرارها التعسفي باسقاط الجنسية العراقية عن جميع العراقيين اليهود ابان تاسيس دولة اسرائيل عام 1948 ولم يتبقى منهم الا عوائل قليلة جدا ابت ترك الجنائن التي كانت تعيش فيها في ربوع شمالنا الحبيب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل


.. القوات الروسية تعلن سيطرتها على قرية -أوتشيرتين- في منطقة دو




.. الاحتلال يهدم مسجد الدعوة ويجبر الغزيين على الصلاة في الخلاء


.. كتائب القسام تقصف تحشدات جيش الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم




.. وزير المالية الإسرائيلي: إبرام صفقة استسلام تنهي الحرب سيكو