الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يحمل قمة شرم الشيخ للاكراد

زوهات كوباني

2004 / 11 / 25
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


عقد دول الجوار للعراق في الشرم الشيخ بمصر قمة لبحث مستقبل العراق وقضاياه الامنية وذلك من اجل اعادة الاستقرار والانتخابات المزمع اجراؤها في موعدها لانتخاب حكومة عراقية جديدة ، دون تحديد مسألة الفيدرالية ، وتم الاتفاق بشكل عام على التوسيع في المشاركة الواسعة في الانتخابات للاطراف التي تنبذ العنف ، والاتفاق على حل المشاكل دون القتال والعنف ، والتشدد من دور الامم المتحدة في عملية السلام والتاكيد على الاستقلال السياسي والسلامة الاقليمية والوحدة الوطنية للعراق . وقبل الاجتماع تم ترتيب المواقف سواء بعقد اللقاءات الثنائية او الرباعية بين الوزراء سواء بين باول وهوشيار او بين باول والغرازي ففي هذا المؤتمر سيقترب كل دولة سواء العظمى او من الدول الجوار من اجل الحفاظ على مصالحها في العراق والذي يظهر هو ان الجميع الدول لا يريدون المواجهة مع امريكا ويميلون الى المرونة وذلك بالتاكيد على تعزيز الديمقراطية ومسالة الانتخابات التي يجب ان تتم في موعدها رغم مقاطعة سبع واربعين حزبا للانتخابات حتى الان ، وربط العملية الديمقراطية مع الانسحاب الامريكي والانكليزي ، لكن اذا نظرنا الى كل دولة على حدى نراها تحاول جر الحبل الى طرفه فمثلا الامريكيون يريدون بتاييد وجودهم في العراق ودعمه وترفض موعد الانسحاب وتريد بناء قوة عسكرية امنية عراقية واما سوريا وايرن وتركيا لهم مخاوف امنية ويركزون على الجدول الزمني للانتخابات وايران تؤكد على رحيل القوات الاجنبية وتندد بها ، والصين تبحث عن العدالة في العراق ، واما فرنسا فهي تريد سقفا زمنيا للقوات وتوسيع المشاركة للاحزاب والقوات التي تنبذ العنف ، اما العراقيون يريدون وقف حمامات الدم ودعم العراق الجديد والانتخابات . والذي يلفت النظر في هذه القمة هو التحضيرات الاولية التي قامت بهاهذه الدول قبل القمة من اجل فرض قراراتها واظهار رؤيتها بانها الاجدى . وكان الجولات التي قام بها وزير الخارجية السوري فاروق الشرع الى كل من تركيا وايران من اجل وحدة المواقف وفرض بعض القرارات التي تتناسب مع مصالحهم وذلك من اجل القدرة على توقيع البيان الختامي بصيغة تناسب مصالحهم واهدافهم في المنطقة ، والهدف من زيارة السيد فاروق الشرع هذه وما حمله معه من الرسائل من الرئيس السوري بشار الاسد الى الرئس التركي والايراني وتقديمه التنازلات الى الدول الاوربية كان من اجل الضغط على امريكا لتبيان الجدول الزمني لانسحاب القوات الاجنبية من العراق والتمسك بوحدة العراق ارضاً وشعباً . فيظهر من التصريحات التي يتم تقديمها امام الصحافة بان جميع الدول همها الاساسي هو ترسيخ مصالحهم في العراق والكل متفقين على القضية الكردية بشكل تناسب مصالح انظمتهم ودولهم دون بحث الحقوق الشرعية للاكراد والعيش اسوة بهم . ولكن مهما وضعوا المسائل الاخرى في الاولويات والتي يظهر للعيان بان السبب الرئسي للكارثة الموجودة في العراق هو القضية الكردية نتيجة سياستهم الانكارية والشوفينية العائدة للقرن العشرين . ولكن رغم كل هذا تراهم يستنفرون جميع طاقاتهم وامكاناتهم من اجل ان لا يتحقق شيء للاكراد في هذا الفرز العالمي الجديد ، اي انهم لا يكتفون بسياساتهم العاملة من اجل وحدة الراي العربي من الدول العربية تجاه هذه القضية وكانها قضية الحياة والموت بالنسبة لهم ، بل يحاولون التاثير على الراي العالمي والانظمة العالمية من عدم حصول الاكراد في العراق والاجزاء الاخرى وخاصة الجزء الشمالي الغربي من كردستان ، وهو واضح للعيان من المخاوف الامنية التي ابداها سورية وتركيا وايران تجاه العراق الحديث ، حتى انه تم مناقشة وضع القوى الكردية الموجودة في العراق من امثال مقاتلي الحزب العمال الكردستاني وكيفة اتخاذ التدابير تجاه وجودهم التي تشكل خطراً على تركيا . ولكن يبقى السؤال الذي يحير الانسان هو ما مدى قوة وتاثير الديبلوماسية الكردية سواء من حيث العلاقات الدولية او من حيث وحدة الصف الكردي تجاه هذه المؤامرات التي تحاك ، فعند التمعن في الجانب الكردي هذا نرى بانه هناك غفلة في الحركة الكردية دون التقييم الصحيح لهذه المرحلة التاريخية وعدم وضع جميع امكاناتها وطاقاتها في الاستنفار من اجل المحافظة على هذه الانجازات التي تظهر للاكراد نتيجة التغيرات الجارية والتي ستجرى في العالم والمنطقة . فما زال التشرزم والتفتت مهيمن على الحركة الكردية عامة ولم تضمد جراحها بعد ، وكل هذا يتم على حساب ضياع الفرصة التاريخية السانحة ، فمعرف سلفا ماذا سيكون نتائج قمة الشرم الشيخ قبل اعلانها و يظهر للعيان بان الدول المنطقة مازالت مصممة في سياساتها القديمة تجاه الاكراد وان لم ينجحوا فيها بشكل تام ، كون مصالحهم لاتتناسب مع مصالح القوى العظمى التي تتركز وتتوقف مصالحهم على تغيير هذه الانظمة والا فان القرارات التي ستظهر وحتى ان كانت لصالح الاكراد في العراق بشكل غير مباشر، فهي ليست ليس نتيجة اقناع هذه الدول واجرائهم للتغيرات ، بل نتيجة عدم قدرتهم على الوقوف في وجه المتغيرات اكثر من اللازم . لذلك فالذي يتطلب من الاكراد عامة تجاه هذه الانظمة المحافظة والرجعية والتي تقبل الموت ، ولا تقبل الحرية والديمقراطية والمساواة للاكراد ، ان تلم شملها وتضمد جروحها وتوحد من صفوفها لتستطيع ان تقف وتقاوم تجاه هذه المؤامرات بعيدة عن الاقترابات القديمة الجزئوية والمنفعية الضيقة التي لا تمكنهم حتى حماية مصالحهم انفسهم دعنا من مصالح الشعب والمجتمع عامة . اي انه تجاه تحركاتهم على صعيد المنطقة والعالم ان يكون هناك تحرك كردي وديبلوماسية الردع تستطيع على الاقل من تعرية مخططاتهم واهدافهم الدنيئة امام الراي العالمي هذا اذا لم تستطع من الوقوف في وجهها وافشالها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج