الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزير الداخلية

أمير الحلو

2011 / 8 / 10
كتابات ساخرة


وزير الداخلية
أمير الحلو - بغداد
توجهت أكثر الأتهامات سواء من المتظاهرين أو الادعاء العام الى وزير الداخلية المصري الأسبق حبيب العادلي في قمعه للأنتفاضة والتسبب في مقتل مئات الشباب من خلال أصداره أوامر بفتح النار عليهم وكذلك تدبير حادثة ( موقعة الجمل ) التي تشبه المسرحية ، إذ هجم بعض سكان ( نزلة السمان ) المجاورة للأهرام بجمالهم وخيولهم على المتظاهرين وقتلوا عدداً منهم
ويقال أن وزير الداخلية هو الذي طلب منهم ذلك ، وهذا ما يعرضه الى أقصى العقوبات القانونية ، وبأعتقادي أن الموضوع لا يتعلق بحبيب العادلي شخصياً وانما بمنصب وزير الداخلية ، ففي بلدان مثل مصر يجري أختيارهذا الوزير بمواصفات معينة تتيح للسلطة فرض سياستها على الناس بالقوة والجبروت .
من الحوادث الطريفة حول وزير الداخلية ما حصل مع الصحفي الكاتب المرحوم محمود السعدني ، فقد كان من بين من قدموا الى المحاكمة مع المجموعة الناصرية التي سميت بمراكز القوى في عهد السادات وجرى الحكم على القيادات بالاعدام ولكن لم ينفذ فيهم ، وكان دور السعدني أنه تهجم علىالسادات والنظام عبر التلفون وقامت الأجهزة الأمنية بتسجيل ذلك وايداعه الى هيئة المحكمة وكان السعدني يعرف ذلك ، فبادر في بداية الجلسات الى طلب الأذن في الحديث ووجه كلامه الى رئيس المحكمة قائلاً : أنا يا سيادة الرئيس كذاب وعديم الاخلاق ، فاشفق عليه رئيس المحكمة وقال له : ليه يا محمود ؟ أجاب ومؤشراً بيده الى أجهزة التسجيل الموجودة في المحكمة : سوف تسمع كلامي في هذه التسجيلات وأنا أتهجم على رئيس الجمهورية ، فهل هذا من العقل والأتزان ؟ وساد الضحك في قاعة المحكمة وأرتخت أعصاب رئيسها من إدانة المتهم لنفسه مسبقاً ، وكان من بين الاتهامات الموجهة الى السعدني علاقته الوثيقة بشعراوي جمعة وزير الداخلية في عهدي عبد الناصر والسادات ، وهنا ( حبكت ) مع السعدني وهو من أكثر المصريين ظرافة وطول لسان فسأل رئيس المحكمة : هل أن على المواطن مصادقة وزير الداخلية أم عداوته ، أجابه : لماذا هذا السؤال ؟ قال السعدني : لقد جرى أعتقالي عام 1959 بحجة ميولي التقدمية ومعاداتي للسلطة وعندما سألت عن الجهة التي أمرت بأعتقالي قيل لي أنه وزير الداخلية ، لذلك ما أن خرجت من السن حتى أقمت علاقة وصلت الى حد الصداقة مع وزير الداخلية ، وأنا الأن متهم بهذه الصداقة فما هو المــــــطلوب
يا سيدي : هل نصادقه أم نعاديه ؟ وضجت المحكمة ثانية بالضحك ، وعندما بدأت عملية الاستماع الى ما في الاشرطة من مكالمات تلفونية أجراها السعدني مع اصدقائه من قيادات الاتحاد الاشتراكي والتي كانت مليئة بالسباب للسادات والنظام ، حتى أشار السعدني الى أجهزة التسجيل وقال هل هناك عاقل يتفوه بمثل هذا الكلام وقد كانت هذه المداخلات الساخرة التي أعترف لي الصديق السعدني بأنها مقصودة من قبل لأزالة التشنج ضده ، سبباُ في الحكم المخفف عليه بثلاثة سنوات سجن لم يكملها كلها وأطلق سراحه ، كما جرى بعد ذلك العفو عن كبار المتهمين الذين حكم على بعضهم بالاعدام ومنهم شعراوي جمعة وزير الداخلية .
أقول ذلك بمناسبة ما نشهده على ساحتنا من مناقشات واحتدامات بسبب المناصب الأمنية ومنها وزير الداخلية ، وأقول أن المنصب رغم أهميته إلا أنه ( وجع رأس) لمن يشغله فهو لا يواجه سوى المشاكل والاوضاع المتدهورة التي من مسؤولية الاجهزة الامنية معالجتها .
ولأني غير داخل في ( العملية السياسية ) لذلك فلا رأي لي بشخصية وزير الداخلية مهما كان أسمه ، ولكني أتساءل : هل نصادق أم نعادي وزير الداخلية ؟ رحم الله السعدني و( حكمته ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا بأس في ذلك
حسين محيي الدين ( 2011 / 8 / 11 - 17:51 )
اقامة علاقة مع المسؤولين شيئ حسن وابداء النصح لهم شيء مهم لكن كتابة التقارير وتوريط الاخرين أو العمل على تسويغ اعمالهم اللااخلاقية هو ذلك ما نستنكره . في جعبتي عدد كبير من الشخصيات العامة التي كانت تدعي الوطنية وفي حقيقة أمرها كانت عميلة للنظام وبدل من ان تتصل بالدوائر الامنية تراها تودع ما بجعبتها الى مسؤولين في القصر الجمهوري وكانوا يسمون عملاء القصر . اللهم ابعدنا عنهم

اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب