الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخاوف كوردية تجاه مواقف المعارضة السورية ( 5 )

زارا مستو

2011 / 8 / 10
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


مسودة دستور الجمهورية السورية المعد من قبل التجمع لدستوري الليبرالي في 1-6-2011
إنّ أغلب النظم العربية الرسمية ومن لفّ لفّها من قوى قومية أو إسلامية أو يسارية ( شيوعية ), هي عصية على التغيير والتطوّر, وغير قابلة للدمقرطة والفرمطة, ولا تستطيع أن تتقبل و تتعايش بسلام مع شعوب وطوائف تقطن معها, بل هي ضد حرية الفرد والديمقراطية وحق الشعوب في حريتها, فإنّ هذه الذهنية وليدة الثقافة العربية الموروثة, التي تعود جذورها إلى البداوة الصحراوية, التي يصفها المؤرخ البريطاني المعروف، أرنولد توينبي، بأنها "حضارة متجمدة " لا تزال هذه النظم وهذه القوى تنهل من هذه الثقافة, بل هي صورة مكبرة منها, وتتكرس هذه الثقافة عن طريقها.
إن ما تقوم به هذه الأنظمة بحق شعوبها من قتل وارتكاب مجازر, دليل على أنها معادية لحقها في الحرية والديمقراطية , بل تتعامل معها كأنّها عبيد لديها, فهي مستعدة أن تفعل الفظائع في سبيل بقائها في الحكم, وهي تفعل والأمثلة موجودة على أرض الواقع, هذه الممارسات تجسيد لثقافة التسلّط الأبوي والتحكم القبلي, كتسلط سلطة الأب المطلقة بأفراد أسرته أو تحكم شيخ القبيلة بأبناء قبيلته.
إلا أنّ هذه الذهنية قد غدت غير مقبولة من قبل نخب وشخصيات وقوى ديمقراطية ليبيرالية علمانية وحقوقية عربية سوريا, فهؤلاء طرحوا مشاريع ورؤى تستحق التوقف عندها, آخرها" مسودة دستور الجمهورية السورية المعد من قبل التجمع لدستوري الليبرالي في 1-6-2011"
إن هذه المسودة حقيقة بحاجة إلى التمعن والتوقف عندها, ففيها الكثير من المبادئ والمواد التي يحلم بها المواطن السوري, قد تكون هناك ملاحظات عليها إلا أنها مجرد مسودة, لكن لها دلالاتها ومعانيها لدى المواطن السوري.
ورد في المادة الأولى:
1- الجمهورية السورية دولة تعددية مؤلفة من إثنيات عديدة وعلى رأسها العرب والكورد ودولة ديمقراطية حرة ذات سيادة لا يجوز التنازل عن أي جزء من أراضيها .

2 – الشعب العربي في سوريا جزء من الأمة العربية والوطن العربي .

3 - الجمهورية السورية جزء لا يتجزأ من بلاد الشام .

4 - الجمهورية السورية عضو في الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة .

المادة الرابعة :اللغة الرسمية في البلاد هما اللغتان العربية والكردية على حد سواء

المادة السادسة: علم الدولة ونشيدها وشعارها هو علم الاستقلال ونشيدها وشعارها ".انتهى

الفقرة الأولى من المادة الأولى:
إن الإشارة إلى التعددية والديمقراطية والمكونات في سوريا في الفقرة الأولى, والاعتراف بها دستورياً شيء في غاية الاهمية, هذا ما يتمناه المواطن السوري, ويناضل ويقدم التضحيات من أجله.
أما الفقرة الثانية والثالثة والرابعة من المادة الأولى:
تعكس مدى التخوف هذه القوى من الذهنية التي ترى أنّ هؤلاء المعارضين يتخلون عن العروبة والقومية العربية, ولذلك نراها تطرح شعارات قومية, إن هذه الشعارات تخلق قلقاً لدى المكونات غير العربية في سوريا, فيجب أن يتم التركيز على الموطن والشعب عامة أكثر من التركيز على عرق أو قومية أو لون واحد لمكوّن واحد في سوريا, علماً أن الشعب السوري لم يحصد من هذه الشعارات القومية سوى الضيم والاضطهاد.
.المادة الرابعة:
تعترف باللغة الكوردية بشكل جلي وصريح, وهذا موقف ينبع من الذهنية الديمقراطية التي تؤمن بالتعدد والتعايش, وتحرص على مصلحة كافة المكونات وفق قاعدة الشراكة الحقيقية, ولكن يجب أن لا ننسى أن هناك مكونات أخرى لها لغتها وثقافتها , فعلينا أن نعترف بها ونحافظ عليها من الاندثار, لأن هذه الثقافة تغني وتثري حضارة سوريا, وهي جزء من هذه الحضارة .
المادة السادسة :
تشير إلى العلم والنشيد اللذين كانا بعد الاستقلال مباشرة, فالمأخذ هنا أن العلم و النشيد لا يشيران إلى المكونات القومية الموجودة في سوريا, بل يشيران إلى القومية العربية وحدها, وهذا يخالف الواقع الموجود في سوريا, لأن سوريا تضم مكونات عديدة, اضافة الى العرب كالكرد والآشور والكلدان والأرمن والتركمان, وإذا كانت هناك حضارة في سوريا فهي نتاج هذه المكونات كلها , وليس الفضل لعرق واحد أو قومية واحدة فقط ,ولأن هذه المادة تجعل العرق هو المحدد لهوية الوطن, ولذلك علينا ان نتوافق على علم ونشيد يمثلان كافة المكونات في سوريا.
ولا شك أن الإيديولوجيا العرقية العنصرية كانت سببا للحروب وانتهاك حقّ الشعوب على مرّ التاريخ, كنظرية هتلر أو النظرية التي قامت عليها الصهيونية ,وتشبث القوميين العرب بنظرية العرق وإنكارها لبقية المكونات الأخرى سيفتح لنا باباً شبيهاً بتلك النظرية العرقية العنصرية, ولذا علينا نحن – السوريين- أن ننتبه إلى هذه القضية, قد تصبح هذه المفاهيم نقمة علينا, وموضع خلاف بين أبناء الشعب السوري.
إنّ مصلحة وطننا السوري هي أهم, ونحن لا نزال ننحرق بنار هذه المفاهيم القومية وندفع ثمن فواتيرها, والتي أحرقت السوريين والعرب معاً, إنّ الإقرار بالحقائق يجسّد الوحدة الوطنية الحقيقية, ويحقّق العدالة والمساواة بين المكونات كلّها, ولذلك نقول إنّ المخرج الوحيد هو دولة مدنية ديمقراطية تعددية تقوم على أساس العدالة والمساواة بين مكونات الشعب السوري كافة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لو كان زارا مستو =الاكثرية في سوريا
علاء اوسو ( 2011 / 8 / 11 - 18:16 )
من يعترف بالاخر ويحترم خصوصيات الاخرين وينبدكل اشكال التعصب والتميز العنصري ويؤمن بالديمقراطية والتعدديةفهو طبيب يقدم وصفة لكل هده الامراض والالام ومضاهرالبؤس التي نعيشهااما انت اخي زارا وبتشخيصك لمواد مسودة الدستور فقد قدمت مادة دوائية وقائية لامراض مستقبلية فشكرا لك ولو كان امثالك كثر بين العرب والارمن والكلدان والاشور في الجمهورية السوريةلعاش اولادنا بالف خير


2 - شكرا
زارا مستو ( 2011 / 8 / 11 - 21:42 )
أشكرك على مرورك, أتمنى ان يحصل الجميع على حقوقه في هذا الوطن العظيم, العدالة والمساواة بين هذه المكونات هي الأمان في المستقبل مرة أخرى أشكرك على التواصل, ولك التحية.


3 - قوموية إسلاموية لم تتعلم الدروس
سردار أمد ( 2011 / 8 / 11 - 22:07 )
-الشعب العربي في سوريا جزء لا يتجزء من الأمة العربي -
لا أعرف هكذا شعار ماذا يمكن أن يقدم للإنسان العربي غير الجوع والتخلف والحرمان
ولا أعرف هكذا شعار ماذا يعني غير التخلف والتعصب ، والعنصرية تجاه الآخرين
الأتحادات الراقية المحترمة كلها تكون على أسس إنسانية، والإنسانية آخر ما يفكر به القومويون والإسلامويون.


4 - شكرا أستاذي سردار أحمد
زارا مستو ( 2011 / 8 / 12 - 07:22 )
تحياتي
الفكر القومجي أصبح مصيبة في العالم, ومرادفا للعنصرية, علينا أن نتبع نهجا إنسانيا تؤمن بالتعدد والتعابش السلمي, وشكرا على تواصلك ومرورك

اخر الافلام

.. الرئيس الصيني في زيارة إلى فرنسا تركز على العلاقات التجارية


.. مفاوضات حماس وإسرائيل تأتي في ظل مطالبة الحركة بانسحاب كامل




.. مصدر مصري رفيع المستوى يؤكد إحراز تقدم إيجابي بشأن مفاوضات ا


.. النازحون يأملون وصول إسرائيل وحماس إلى اتفاق وقف إطلاق النا




.. Ctقتيلان وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة ميس الجبل