الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق نِعمة الله للفاسدين

بركات العيسى

2011 / 8 / 10
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


العراق نِعمة الله للفاسدين
تنشغل الاوساط السياسية المحتكرة على بعضها الأضعف هذه الأيام بالإعلان عن ملفات الفساد المتراكمة في جيوب الوزراء العراقيين وحاشيتهم في الداخل الآمن والخارج الداعم ، واصبحت الضرورة للحكومة العراقية المضطربة أن تكون كاتمة الصوت حتى لا تختل عمليتهم السياسية الكارتونية وتكتفي بالإعفاء عن الفاسدين وأموالهم و ينقطع الحبل عن الجرار ! وتكتفي الدولة المصبوغة صبغة عراقية مزورة بما كتب عليهم الله فسادا ينعمون به طوال حياتهم .... الفساد اصبح الآن عراقا يتحول شيئا فشيئا للعلن وبهذا ستفقد الدولة اسيادها المستأجرين واحدا تلو الآخر وينخرط السادة المحترمون في سلك المعلنين عنهم في قائمة الفساد ، بدءا من الهرم ومرورا بالحكومات المستضعفة في المحافظات الثائرة باطنيا وهذا ما تم التحقيق في جزء بسيط منه خلال العقود الوهمية لوزارة الكهرباء وإقالة وزيرها (المفسوخ عليه ) بعدما تم الكشف عن أمواله الطائلة التي جناها على غرار اسياده المسيسين بالفساد ، الذي اصبح بيده ورقة رابحة من خلال معرفته بملفات (أعدقائه) في الحكومة ، فإما تكذيب خبر العقود الوهمية واعادته للمنصب حتى يأخذ نصيبه من أموال الوزارة أو أخذ ضمانات بعدم محاكمته والإعفاء عن أمواله والطيران به الى دولة آمنة كما حدث مع قادة اخرين افسدوا اللعبة في دوائرهم وتسربت عنهم معلومات ووثائق فساد من قبل الذين لم يصلوا الى العنب العراقي وحامضا عنه قالوا !! هذا من جهة .... أو محاكمته مع اقرانه في وزارات التربية والتجارة والنفط ....الخ محاكمة علنية حتى يعترف أحدهم على الآخر وبالتالي يبقى الشعب أهلا لعراقهم ويتفرغ الديوان العراقي الفاسد لأوجه جديدة ربما أو دونها ........
العملية (الفسيوسياسية ) باتت تدق ناقوس الخطر المعلن على السيادة العراقية ، بيد أن انشغال العراق سيادة وشعبا بأمور تترك الأموال المكتوبة عليها بالهدر بأيدي من نزل عليهم وحي الفساد ستقطع ببطونهم شوطا اخر حتى يتمكن في الأخير كل وزير أو مدير عام في الدولة العراقية أن يصبح ضدا مستفيضا وقوة تصعب انهيارها من خلال تجهيزها مستقبليا بالسلاح والأموال والمرتشين ....
وربما ستتحول دوائر الدولة الصغيرة في العديد من الولايات العراقية وأقضيتها ونواحيها الى داعم ذاتي لسياسات مختلفة تمكن أصحاب كراسيها برسم حدود خاص والإعلان عن دويلات صغيرة تجعل من العراق بلد المليون دولة !!.
الدولة الكوردية العراقية غير المعلنة عنها في كوردستان الجنوبية تعبر عن خالص رضاها بحصتها المقررة دستوريا من النفط والموارد والرواتب والضمانات الطائرة من لدن طرفي النزاع المذهبي على السلطة العراقية بتنفيذ وتطبيق بنود المادة 140 من الدستور الضائع ، وقادتها السياسيين في المركز تبرؤا من المال العام براءة المالكي من قصف قراها الحدودية !! وأصبحت سفرة صلاح الدين ومنتجعات كوردستان العيادة الطبية لأوجاع الساسة و(فولتارينات ) كوردستان هي الدواء الشافي لحل عقدة الحكم بعد أن أصبحت سياسة الدخيل الى الدول المجاورة من قبل العراق سنّة وشيعة عكرا على العملية السياسية الكبرى باستثناء إيران وتركيا اللتين لن يقفا مكتوفتي الايدي في حال أخذت كوردستان موقفا جادا بمطالبة كركوك وبقية المناطق المهرولة عليها ، وحتى لا يأخذ الشك (كوردستان ) بعيدا فأن السحر سينقلب عاجلا على ساحره .

بركات العيسى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. دعم صريح للجيش ومساندة خفية للدعم


.. رياض منصور: تغمرنا السعادة بمظاهرات الجامعات الأمريكية.. ماذ




.. استمرار موجة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في الجامعات


.. هدنة غزة.. ما هو مقترح إسرائيل الذي أشاد به بلينكن؟




.. مراسل الجزيرة: استشهاد طفلين بقصف إسرائيلي على مخيم الشابورة