الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عند الخلافات تظهر الحقائق!

جمال الخرسان

2011 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية



قبل فترة قصيرة اجتمعت القيادات السياسية العراقية على طاولة الرئيس جلال الطالباني في بغداد، ما يطفو الى السطح يدعو الى تهدئة النفوس وتجميد الخلافات السياسية .. وفي هذا الاطار دعا طالباني المجتمعين الى عدم التصعيد وإثارة التصريحات المتشنجة. لكن ما يجري تحت الكواليس بين الفرقاء اوصل الامور الى طريق مسدود، لدرجة ان الكتل السياسية بدأت بالتراجع حتى عن الالتزام بمبدأ التخادم السياسي، الذي حرص الجميع على الالتزام به في عسر العملية السياسية ويسرها وكأنه الخط الاحمر الذي اتفقت الاطراف السياسية على عدم المساس به فيما سبق! كلهم كانوا يتخادمون سياسيا في سبيل لملمة روائح الفساد الاداري التي تشم من هذه الوزارة او تلك الهيئة! وما يخرج عنوة تعيده الى مخبئه الحرائق الذكية التي لاتستهدف الا الوثائق الرسمية وملفات العقود!
ما يحصل مؤخرا من كشف المستور وعرض الفائح امام الملأ يمثل مرحلة جديدة في العملية السياسية العراقية تضع البلد امام نقطة تحول كبرى ربما تكون في اتجاه ايجابي وقد تكون وبالا على الجميع.
البداية الحقيقية كانت من فضيحة عقود الكهرباء واول الغيث مليار ومئتي مليون دولار لازالت حتى هذه اللحظة تتكشف تداعياتها نحو مزيد من الارباك لخارطة الخلافات المعقدة، فقد تلقت العراقية ذلك التطور الخطير على انه ضرب تحت الحزام من قبل المالكي وتجاوز على الخطوط الحمراء واصول اللعبة، لقد أحرجت القائمة امام الشارع العراقي وهي من تدعي عبر النجيفي انها ادخلت مجلس النواب العراقي في مرحلة اكثر جدية وصرامة فيما يتعلق بمحاربة الفساد الاداري، ولهذا هددت بقلب الطاولة على رؤوس الجميع.. ولسان حالها يقول: ( اذا متّ ظمآنا فلانزل القطر).
القائمة قامت بتفعيل قصة ثلاثة آلاف وظيفة غير شرعية في وزارة التربية والمسؤول عنها وفقا لما تقول العراقية: خضير الخزاعي وزير التربية السابق! فعند الخلافات تظهر الحقائق. القصة لاتنتهي عند هذا الحد فهناك ملفات عند لجنة النزاهة في مجلس النواب تجاه وزارة الدفاع ومكتب القائد العام للقوات المسلحة، وفي هذا السياق يفهم المؤتمر الصحفي الذي اقامه نائب رئيس لجنة النزاهة احمد عبد الله الجبوري النائب عن القائمة العراقية ملوّحا بفتح ملفات خطيرة. ناهيك عن ان العراقية تريد أساسا جرجرة المالكي والشهرستاني حتى في فضيحة الكهرباء. يضاف الى ذلك قصة هيئة الاتصالات وشركات الهاتف النقال وتوصيات اللجنة النيابية المشكلة في مجلس النواب في هذا الاتجاه! فان هذه الخطوة اضافة مزيدا من الغموض لمشهد سياسي يعيش ظلاما دامس.
الايام القادمة كفيلة بتوضيح الصورة بشكل افضل.. فاما تكسر الخلافات ما تعارفت عليه الكتل السياسية فيما سبق من عدم المساس بقضايا الفساد الاداري وتقدم كل جهة ما تملك من وثائق ضد الجهات الاخرى وفي هذا يحدث التحول في مسرى العملية السياسية، واما ان تتراجع الكتل السياسة في اللحظات الاخيرة عن قرار التصعيد ويصار الى لملمة الامور واعادتها الى عهدها السابق ويصار الى اتفاق سياسي يخرج وزير الكهرباء رعد شلال العاني من هذه الخطيئة الكبرى باقل الخسائر!
جمال الخرسان
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب