الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حبك .... علمني السحر

جمال المظفر

2011 / 8 / 10
الادب والفن



علمني حبك ان اكتب احلى الاشعار
علمني ان اتجمل وان اتعلم كيف احاور أمرأة بكامل هيبتها وكيف اعتني بهندامي وكيف احاور جسد امرأة في لحظة استحضار ..
حبك علمني ان الانوثة بحر وان الكتابة عنها تعد سطحية جدا مالم أغوص في اعماقها ، وان الكتابة عن الجسد ليست كما الكتابة عن السياسة وعهرها اوعن الجغرافية والتاريخ او مادة محفوظة عن ظهر قلب تكتب في دفاتر الاملاء ..
فكرت كثيراً ان اختم ذاكرتي بالشمع الاحمر من اجل ان لا اغرق بالاحلام وأن لااتخيل شعرك وهو ينساب على كتفيّ .. او كيف انصهر وأنا اتسكع على شفتيكِ ولكن الذاكرة تتمرد وتردد اسمك الاف المرات ..
فكرت ان ادون اسمك في دفاتري ، لكن حروف اسمك تحرق اوراقي واطراف اصابعي التي عبثت يوما بشعرك الغجري ، والدخان المتطاير من رماد الحروف يفضحني ، فمن وسامتي يعرفون اني كنت اكتب اليك وانك كنتِ تنسابين في اوردتي ...وحين يذكرون اسمك يتغير لوني ، وتتغير تقاسيم وجهي ويزداد خفقان قلبي ويرتعش جسدي من شدة الشوق اليك ..... والى عينيكِ..!!
تظنين اني اكتب الى كل النساء ، لا اليك وحدكِ ، وان قصائدي ورسائلي لفتاة في العشرين ،لا لامرأة تعدت الاربعين من عمرها ، واؤكد أني اكتب لامرأه تعدت هذا العمر ، لكن حروفي تتراقص فرحا على اوراقي فتبدو وكأنها لفتاة في العشرين ..
لا اكتب الا اليك ، ولااعطر رسائلي الاعندما تكون اليك وحدك ، ولااعتني بها الاعندما ارسلها اليك ، اقدس الحروف التي اكتبها ولذلك عندما اكتب رسالة عشق اليك اتوظأ، وارتدي احلى مالدي من الثياب لكي ابدو في منتهى الشياكه ، وانتقي الحروف التي تناسب انوثتك ، فليست كل الحروف صالحة لان تدغدغ مشاعرك او تذوب على شفتيك ..
اكتب بمستوى نضجك ، وبمستوى خصوبة شفتيك ، لايمكن ان تمر المفردات جامدة امام سحر عينيك او بلاغة شفتيك ، ولايمكن ان تكون خلاياي باردة وهي تكتب اليك دون اشتعال كامل وربما تكون في درجة الاتقاد اللغوي ...
عندما اكتب عنك ياحبيبتي استحضر كل النساء ، وانتقي من كل واحدة منهن خصلة لاُكوّن صورة عمالديك من الانوثة والطهارة والكبرياء ، رغم انك اختصار لكل نساء العالم ، وان شعرك الوثني بات سجادتي التي امارس عليها تعاليمي وطقوسي ..
في عينيك سحر الشرق وبلاغته ، وفي شفتيك يذوب الياقوت وتنعتق الاحلام وتتناسل النوارس وطيور الحب ومنهما تتعلم الببغاوات كيف تنطق : احبكِ ..
لاول مرة اكتشف ان اللبلاب لايطال السماء الاعندما يتسلق على ساقيك ويمضغ من شفتيك القداح والعنبر ..
حبك علمني ان الحب مدرسة لايدخلها الا الانقياء ولايتعبد في محرابها الا الاتقياء ، تعاليمها لم تدون في القراطيس ولا في دفاتر الاملاء ولم تدون على جدران المعابد اوتكتب على الحيطان ..
الحب مدرسة بواباتها من الياسمين واوتادها من جلنار ، واوتارها تعزف على شغاف القلب وتأخذ نشوتها من سحر الخريف وبلاغته ..
اتساءل دوما كيف رصت النجوم على معصميك ؟1!
وكيف نامت الاقمار على ناهديك ..؟!!
وكم حضارة لم تكتشف بعد مغمورة في عينيك ؟!!
وكم سفينة عبرت حدود الشرق الى عينيك ولم تعاود حتى لحظة انصهار النجوم ...؟!
علمني حبك ، ان لا أحد يدخل بوابة قلبك الا انا وحدي ، وان لااحد غيري يملك مفاتيح قلبك ويستكشف المدن الغافية في عينيك الا أنا ..
أنا الفاتح الوحيد ، انا القيصر ، أنا من يملك سر انصهار التفاح على راحتي ّ... انا من روض خيولك وعلمها كيف ترقص على ايقاع اوتاري ..
تتهميني بأني أمارس السحر ، وان حروفي ليست كما الحروف التي يكتبها الاطفال في كراريسهم ، وليست مثل الاشعار التي يخطها الشعراء ، وأنها تشبه الطلاسم التي يكتبها السحره ، وأن مااكتبه يسحرك ويتغلغل في خلاياك ، تنصهرين حين تذوب حروف رسائلي بالعرق النازل من ساقية النهدين حيث تضعين رسائلي في حمالة الصدر لانها تشعرك باللذة ، تشعرين بالحروف وكأنها تخرج من بين شفتيّ لامن بين اناملي ، وان المداد هو شهد شفاهي ..تشتعلين مثل حزيران .. فيحترق الزغب البري وكأن حروفي معمدة بماء النار ..
إطمئني لاأكتب بلغة الالغاز ولاأمارس السحر ولم ادخل يوما مدن السحرة ولا العرافات ، ولكن حبك يسحرني ، يزيزل اعضائي ، وأني لااكتب بأناملي مثلما تدعين ، وانما قلبي الذي يرقص حين يذكر اسمك هو الذي يكتب اليك ، ومشاعري هي التي تراقص الحروف ، ويدي تفقد سيطرتها على الحروف لانك تسرين كما الروح في اوردتي ...
اطمئني ياحبيبتي ... فالسحر في عينيك أقوى من سحر الحروف ، وفيهما ينصهر العالم كما انصهر معك حين ابحر من دون اشرعة الى المدن الغافية في عينيك ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي