الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نسور الشمال

مازن مريزة

2011 / 8 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


قرأت كما قرأ غيري من العراقيين بامتعاض مقالة ((صالح الغنام)) في جريدة السياسة الكويتية في عددها الصادر بتاريخ 17/7/2011 ، و بعنوان :
" غربان الشمال " ، و بغض النظر عن ركاكة أسلوبها البعيد كل البعد عن فنون المقالة الأدبية و الصحفية ، من حيث عرض الفكرة والتدرج فيها ، وترك الانطباع النهائي عن فكرة ما ، لم نجد فيها سوى بروز الرأي الذاتي لشخص غير سوي ، و مدعّمة بالكثير من الألفاظ السوقية التي لا يصح تضمينها في مقال صحفي صالح للنشر ، على أية حال ، لا نرغب في الدخول في جدلية حول فن المقالة ، فلا فائدة تُرجى من ذلك ؛ كون كاتب المقالة كما يبدو لا يفقه فيها شيئا وقد لا يعرف حتى أبسط قواعدها ، دعونا ندخل صلب الموضوع ، و ننتقل لمناقشة ما جاء في المحتوى من فضاضة و ضيق الأفق ، و عدم التفريق بين اختلاف الرأي و قلة الأدب ، فغربان الشمال كما تدعوهم يا هذا ، أكبر من أن أحتوي عظمتهم في وريقات بخسة ردا على مقالك التافه ، فقط قد أتجرأ على الإشارة لبعض اللمحات لعظمته بعد الله سبحانه و تعالى ، فالعالم مدين للعراقيين بأول قانون مكتوب و هو شريعة حمورابي ،و الكتابة ، و العجلة ، و أول من اخترع النقل المائي ، و كذلك يفخر العراق العظيم و العراقيون ، بان أبا البشر آدم عليه السلام أنزله الله تعالى على أرض العراق ،و ولد في العراق أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام و قصته الواردة في القرآن الكريم في تقديم كبش لضيفيه اقترنت بالشخصية العراقية المشهورة بالضيافة على مر العصور، وان أنبياء الله هود و صالح و يونس و ذي الكفل و العزير و نوح و جرجيس و شيت و دانيال و شعيب عليهم السلام في العراق ، وان مراقد سبعة من أئمة الشيعة الإثني عشر في العراق ، وان مراقد نصف أصحاب المذاهب الأربعة في العراق ،وأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قد اختار الكوفة من أرض العراق مركزاً لخلافته ، وان بغداد قادت العالم أجمعه لمدة 524 سنة أبان العصر العباسي ، وان أشهر مدارس النحو و اللغة هما مدرستا الكوفة و البصرة ، وان فلسطين لم تحرر إلا على يد القائد العراقي الكردي صلاح الدين الأيوبي ، وان العراق أنجب المتنبي والجاحظ والكندي وابن المقفع والرصافي والزهاوي واحمد الصافي النجفي والجواهري ونازك الملائكة والسياب وبلند الحيدري وعلي الوردي ...... ، وان العراق ربما يملك من العلماء والمثقفين والأدباء بقدر نفوس أهل الكويت برمتهم ، فلماذا العجرفة يا هذا ، وعلى من تتعجرف ، وترفع عقيرتك بصوتك النشاز ، بقولك " أقول بأننا لا ننكر وجود قلة من العراقيين الشرفاء " هل تعني بقولك ذاك أن الغالبية من العراقيين غير شرفاء ، صدقني في جعبة أي واحد منّا الكثير من المفردات الصاخبة والمسيئة والتي من الممكن ببساطة أن نردك بها ، لكننا شعب سامي ، يلف الرقي والتسامي أقلامنا ، والشرف الرفيع لساننا ، وكم من كاتب ضئيل كتب عن العظمة أو ما يحتويها ليكتسب شرفاً ينقصه ، فلا ضير أن تكتب أنت عن العراق العظيم ؛ ليقترن اسمك بشيء من العظمة ، رغم ضحالة مقالك وما احتواه ، من شتم وسب ، بحق هذا الشعب العريق ، الذي أقترن اسمه مع حسن الثناء في كل سبيل ، وليس غريبا على البعض ممن لا يعرفون الفرق بين الجدل والجلافة ، وبين الوقاحة والصراحة ، أن يخوضوا بهذا المنطق المبني على أعمدة واهية من خيوط السلبية والعدائية التي لا تثير سوى الضغائن والأحقاد بين أخوة كانوا يوما ما في جسد واحد، لتشفي غليل حقد ، منبعه غامض أو ربما قد يكون مدفوع الثمن ، فهنيئا للكويت بهذا القلم المتفرد و المتميز ، الذي تجرأ و وقف على عتبة النص دون أن يتمكن من الولوج فيه ، وهنيئا لهم بهذا الكاتب الذي امتطى بغلته العرجاء مثيرا بخطواتها غبار الماضي الأليم ، وأخرج بشحيجها من بين ثنايا القلب الدامي صورا فظة الملامح خشنة الحواف نحاول أن نتناساها ولو إلى حين ، اتق الله يا هذا في نفسك ، وعبّر عن رأيك بصورة مهذبة ، حتى وإن كانت الأمور تسير بالاتجاه الخاطئ ، فابتعد عن نار الفتنة ولا تزيدها اشتعالاً ، وتُنضج ريحها لتتحول إلى إعصار ، قد تكون أنت أول ضحاياه ، اتق الله ، وكاني بك لم تقرأ قول المصطفى - صلوات الله عليه و على آله و سلم - الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ، فلا أحب لك ولغيرك أن تكون من الملعونين ، واختم مقالي ، بقول الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْأَ أعْمَالَكُمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (الأحزاب:70-71) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة