الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انها تحركات وأد الثورة المصرية، فلنجهضها!

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

2011 / 8 / 12
مواضيع وابحاث سياسية



لقد كان يوم الجمعة المنصرم، 29 تموز، بداية منعطف سياسي جدي في حياة ثورة مصر. اذ نزلت فيه قوى الثورة المضادة البرجوازية، قوى الاخوان المسلمين والسلفيين باستعراض سياسي وجماهيري واسع. اعقبه يوم 1 اب بهجمة قوى قمع المجلس العسكري على ساحة التحرير، يرافقهم ثناء وترحيب قوى الثورة المضادة وفي مقدمتهم الاخوان المسلمين، لانهاء اعتصام المعتصمين من 8 تموز واخلاء الساحة. انه بداية مرحلة جديدة، تحدي جدي تقوم به قوى الثورة المضادة ضد الثورة. انه مقدمة تحرك سياسي واسع لاكثر الاجنحة اليمينية البرجوازية، والمرفق بالتاييد الضمني للمجلس العسكري، من اجل وأد الثورة وانهاء عمرها.

يصطف اليوم بوضوح معسكران. معسكر العمال، الشباب، العاطلين، اصحاب بيوت العشوائيات، دعاة التحرر والمساواة، نواة الثورة وقواها الاساسية، دعاة انهاء عمر سلطة مبارك المشؤومة ونظامه الراسمالي الدموي. معسكر يرى انه لم تحقق الثورة اهدافها بعد رغم كل تضحياتهم ونضالاتهم المتواصلة. انهم معسكر الثورة. ومعسكر اخر يرى ان الثورة قد حققت اهدافها برحيل مبارك. انها قوى الثورة المضادة، قوى الاخوان المسلمين والسلفيين ومعهم المجلس العسكري. الاول ينشد ادامة الثورة وتعميقها من اجل تحقيق اهداف الحرية والمساواة والرفاه، والاخر ينشد وأدها واعادة الامور الى ماقبل سقوط مبارك، مع ازاحة حزبه و حفنة من رجالاته، مع بعض التعديلات هنا وهناك من مثل محاكمة رموز النظام وتعويض اهالي الضحايا وغيرها.

لقد كانت الجمعة المنصرمة يوم الوقوف الصريح والسافر بوجه الثورة، وباسم الثورة. انه يوم الوقوف بوجه اماني وتطلعات واهداف عمال مصر وتحرريه وشبابه والساخطين على الاوضاع غير الانسانية المزرية. ان تواطؤ المجلس العسكري مع الاخوان المسلمين والسلفيين والصفقات المتبادلة والدعم المتبادل يدلل بصورة بارزة على هذا التقارب وعلى هذا الهدف المشترك، هدف حسم الاوضاع واعادة الجماهير المناهضة للفقر والجوع الى بيوتها وادامة مسلسل الفقر والجوع وانعدام الحريات.

ان قوى الثورة المضادة ليست محلية فحسب، ان قوى راسمالية عالمية واقليمية اخرى تتعقب الهدف ذاته. ان التدخل القوي لدول المنطقة، وتحديدا دول الخليج، من اجل انقاذ نظام الراسمال في مصر واضح للعيان. اذ هرع راسماليوا دول الخليج وحكوماتهم لنجدة راسمالية متازمة ومتخبطة سياسياً واجتماعياً في مصر، فتحوا صنابير البترو-دولار لتعويض هروب الراسمال الغربي من مصر. لقد تعانق الراسماليون في مصر والخليج وممثليهم السياسيين من اجل ايقاف عجلة الثورة.

ان الهدف المباشر للثورة المضادة وقواها البرجوازية اليمينية الرجعية المذكورين يكمن في الابقاء على تدوير عجلة الانتاج الراسمالي في بلد راسمالي كبير وادامة ربح الراسمال استناداً الى عمالة مليونية رخيصة وذاعنة، لجم الثورة ولجم المطاليب الاساسية بزيادة الاجور، الحريات النقابية والسياسية والمدنية. وبالتالي، تخفيف ازمة النظام الاقتصادية-الاجتماعية عبر رميها على كاهل العمال والجماهير الراسفة بالفقر والجوع والبطالة اساساً، لتبدء دورة جديدة من تراكم الراسمال استناداً الى التخفيض الحاد لمستوى معيشة العمال والجماهير الكادحة والمحرومة والافقار المتعاظم للاغلبية الساحقة.

ان المسالة الاساسية لاي ثورة هو مسالة السلطة الحاكمة في البلد. اطيح بمبارك، بيد ان زمام السلطة ليس بايدي العمال والجماهير الثورية. انهم يسعون للالتفاف على السلطة عبر قناة "الانتخابات اولاً". ان هذا الشعار هو، في سياق الاوضاع الراهنة، شعار مناهضة الثورة. ان هدف الانتخابات هو اضفاء المشروعية على قوانينهم ودستورهم وعلى عملية اجهاض الثورة بصورة قانونية و"ديمقراطية". ان خارطة الطريق التي رسمها المجلس العسكري المتمثلة بالانتخابات، وبعدها البرلمان ومن ثم الدستور ينبغي ان ترفض من قبل الطبقة العاملة، الشباب الثوريين وسائر قوى الثورة. ان هذه هي خارطة طريقهم لانهاء الثورة وليس لتحقيق المطاليب والاهداف التي انتفضت من اجلها الجماهير المليونية.

ان جبهتا وميدانا الصراع الطبقي في الاوضاع الراهنة لمصر هما: 1) ميدان معيشة الاغلبية الساحقة من الجماهير، المطاليب الاقتصادية الواسعة، انهاء اوضاع الفقر والغلاء والبطالة، انعدام السكن وغيرها. 2) الحريات السياسية وحقوق التنظيم والاضراب والتجمع والتظاهر، وسلطة الجماهير، وهوية الدولة بوصفها دولة غير دينية وغير قومية، دولة كل قاطني مصر، دولة تعد الهوية الانسانية العالمية للمواطن في مصر احد ركائزها. ينبغي رفض ونبذ الهويات الدينية والقومية جملة وتفصيلا من قبل دعاة الثورة وانصارها. ان تعميق الثورة والدفع بها حول هاتين الجبهتين الاساسيتين للنضال هو ردنا الحازم والمباشر على مسار دفن الثورة الذي يتكالب عليه ممثلوا وخدمة الراسمال من المجلس العسكري والاخوان المسلمين والسلفيين وغيرهم وحلفائهم الاقليميين والعالميين.

على الطبقة العاملة والجماهير المحرومة والتحررية والشباب الثوريين في مصر ان ينجزوا ثورتهم، يحققوا الاهداف الحقيقية لثورتهم. ليس هذا وحسب، بل على الطبقة العاملة ان تدفع بدون توقف هذه الثورة نحو الثورة الاشتراكية، وان لاتقف حتى بلوغ اهدافها النهائية. ينبغي ان يكون واضحاً ان ليس تحقيق ثورة اشتراكية فحسب، وانما نجاح الثورة الراهنة مرهون كليا بحضور الصف المستقل لهذه الطبقة وحزبها الشيوعي. ان اول مستلزمات انتصار افق الثورة وانتصار الثورة في مصر هو وجود حزب شيوعي عمالي يرفع الراية السياسية والطبقية للطبقة العاملة، ويكون منظمها ومرشدها في كل مرحلة من مراحل الصراع من اجل السلطة السياسية التي هي محور قضية اي ثورة. لايمكن للبرنامج العمالي ان يتحقق دون تثبيت السلطة السياسية للعمال والجماهير الثورية. لايمكن، الا عبر الاطاحة التامة والنهائية بسلطة البرجوازية، تحقيق مطاليبها الثورية.

ياعمال العالم وتحرريه في كل مكان!
ينبغي مد يد العون لثورة مصر وقوى العمال والجماهير الثورية في نضالها من اجل دحر قوى الثورة المضادة وادامة وتعميق اهدافها صوب الظفر النهائي بالحرية والمساواة والرفاه. ان الدفاع عن العمال ونضالاتهم ومطاليبهم ومنظماتهم العمالية والحزبية والتصدي لتطاولات قوى الثورة المضادة والسعي لكسب التاييد والدعم العالمي للثورة وجلب انظار الراي العام العالمي ودعمها وممارسة شتى اشكال الضغوطات على السلطة الحاكمة في مصر هو مهمة اممية فورية لاتقبل التاجيل للطبقة العاملة العالمية ولكل دعاة عالم افضل يليق بانسان القرن 21.

اننا الاحزاب الشيوعية العمالية في العراق، كردستان والحكمتي في ايران نعد انفسنا جزء من نضال عمال وتحرري مصر. ان نصرهم نصرنا واخفاق نضالهم اخفاق نضالنا. لن تالوا الاحزاب الشيوعية العمالية في العراق وكردستان والحكمتي في القيام بكل ما من شانه انتصار الثورة في مصر وتحقيق اهدافها في الحرية والمساواة.

لتندحر قوى الثورة المضادة!
عاش نضال الجماهير الثورية في مصر!
عاشت الاشتراكية!

الحزب الشيوعي العمالي العراقي
الحزب الشيوعي العمالي الكردستاني
الحزب الشيوعي العمالي الايراني-الحكمتي
اوائل اب 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا الهروب من مواجهات الواقع المحلي
صادق الأغا ( 2011 / 8 / 12 - 17:35 )
وهل انتهى الحزب العمالي الشيوعي العراقي من انجاز مهماته النضالية المحلية لينقل نضاله إلى بلد آخر، أم أن الاحزاب العمالية والشيوعية في مصر قاصرة الوعي.. قليلا من الواقعية والمصداقية ايها الرفاق.. وإلى أمام

اخر الافلام

.. هذه مقترحات باسم الساعي للطاقة المتجددة بالبحرين


.. طائرة إيرانية تفشل في الهبوط في مطار بيروت بعد مقتل نصر الله




.. كيف يتلقى أطفال غزة التعليم في مصر؟


.. مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله : بطولات و انتكاسات و مصير م




.. من هو حسن نصر الله ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24