الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خارج سياق -طائفي-

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2011 / 8 / 12
الادب والفن


بداية:

عندها كنّا نجتمع على مائدة (خبز و تبولة و بطاطا مقليّة)، و لم تكن رائحة الشواء لتطوف في ذلك المنزل البسيط إلا في يوم (رأس السنة).. كنت أمضيه عندهم أيضاً.. و مازالت في ذاكرتي آخر سهريّة قضيتها في تلك البلاد ..مع عائلة مؤلفة من سبعة أشخاص تعيش على راتب مُعيل واحد..

بين ليلة و ضحاها أصبحت العائلة اثنين فقط.. السعودية، الكويت، فرنسا، كندا .. لملمت فقر الأبناء و كرامتهم..و تركت الأب و الأم لوحدهم.. قال لي أبوهم : لطالما أحسست أن وطني حيث يكون أبنائي.. اليوم وطني (مفرفط) -و لم يكن وطننا جميعاً قد (تفرفط ) بعد- ...

أتذكرهم اليوم و أحلم لو أننا بقينا معاً..لو أن الاخت الكبرى لم ترحل بسرطانها دونما سند، لو أن مائدة ( التبولة و البطاطا) قدرت أن تطعم أولادنا و تحفظ ماء وجهنا.. و كرامتنا في شوارع عشقناها...

حطب الثورة في سوريا معدُ منذ زمن.. حطبها طاقات شابة أُهدرت و سُفكت، و مشاكل مجتمع أُهملت و كُذبت..
حطبها أحلامنا التي اضطرت إلى حزم الحقائب و (الطفش).

من حقنا أن نحلم، و ألا تُصادر أحلامنا.. و إذا كان الحلم المشروع جريمة فنحن نكتب جريمتنا و نوّقع عليها أيضاً.
**********


المفصل:

دخلت جارتي الأمريكية (التي تعمل في مجال حقوق الطفل) تسألني عن الطفل "حمزة الخطيب" .. لم يكن سؤالها عمّا حدث بل كان: هل صحيح أنّ بعض السوريين كذّبوا ماحدث لهذا الطفل من تعذيب في المعتقل؟..لماذا لا يتعلمون كيف يرون المشكلة فيمنعون تكرارها.. و يمنعون الحقد من تدمير الوطن؟

قصة الطفل "حمزة" الذي قُتل مرتين .. الأولى على يد الأمن السوري، و الثانية على يد المكذبين و (المبررين) لمقتله، كانت خنجراً جديداً يطعن القلب السوري، و يقسم الأبناء، و إشارة خضراء جديدة للحل الأمني بأن يمضي في سياسة التنكيل و الاعتقال.. واضعاً مستقبل اطفال ( المبررين) بين قوسين من الانتقام...
**********


خارج السياق:

قال لي صديق:
(لماذا يخاف الجميع من سيناريو ليبي أو عراقي.. على الأقل هذه أمامنا ماثلة و نعرفها و سنحاول قدر الإمكان تلافيها.. لماذا لا نخاف من أن القتل و الاعتقال سيتحولان إلى سيناريو سوري دموي منقسم، مع براءة اختراع ؟!)


الجميع يخاف الطائفية في سوريا.. الغالبية لديها الآن قناعة بأن الطرف الآخر طائفي.. لم يخطر في بال أحد أن يخشى الحياتيّة.. و الحياتيّة عبر التاريخ سببت أضعافاً مضاعفة من الحروب التي سببتها الطائفيّة...

تضم الحياتية كل ما يعيق الحياة من أن تكون حياة معاشة عوضاً عن مصطلح فج...

يعني تضم الرغبة بالثأر بعد قتل أحدهم لابنك.. تضم النزعة للظلم عند من تعرض للظلم سابقاً أي هي :

(نزعة تبقي صاحبها على قيد الحياة.. دون ان يكون حيّاً)...

طائفتان في سوريا اليوم و لا ثالث لهما :

طائفة الخوف بانواعه (خوف من المجهول، من النظام، من التغيير، من الانتقام)...
و طائفة الكرسي: (و تضم المستفيدين، و من ينوون و يخططون للاستفادة لاحقاً سواء ممن هم مع النظام أو يركبون الثورة)...

في هاتين الطائفتين يقبع المتطيفون جميعاً بجميع تقسيماتهم الدينية و السياسية.. المذهبية و القوميّة...

أما من هم خارج الأطر و مترفعون عن التطيّف فهم الذين سيأخذون "سوريا " الأم إلى بر الأمان.. و سيحقنون دم من تطيّف سابقاً..و هم ليسوا بقلة أبداً...
**********

ليست نهاية:


هي ليست المرة الأولى التي تُشل فيها يدي.. سبق أن شُلت عندما توقفت تلك الخثرة الدمويًة الصغيرة في دماغي، و قتها شُلت يدي لدقائق و أحسست بالعجز تماماً، كم هو هش الإنسان حتى تذهب بيده (و بحياته في حالات كثيرة) خثرة صغيرة...

منذ بدأت الثورة في سوريا و يداي مشلولتان، و بالرغم من كل ما (كتبني) في الفترة الماضيّة إلا أنني مازلت أحس بالعجز.. وطني طفليّ المدلل الذي شاب فجأة يعاني من خثرات كثيرة في كل جزء من جسده.. هذه الخثرات شلتني...

صوت صديقتي الفلسطينية شلني أيضاً.. بكت سوريا و أبكتني:

- اثنين من أصدقائي في المعتقل، و أهلي في حالة رعب من صوت الرصاص و من القادم .. مات ثلاثة من أولاد جيراننا.. لماذا كل هذا الدم؟ من أجل ماذا ؟ ..كمية الحقد الذي تملأ الوطن اليوم تكفي لتفجيره تماماً.. من حقنا ان نعترض.. قلت هذا لصديقة سوريّة فأجابت:
(أنت فلسطينية روحي حرري فلسطين بعدها تشاطري علينا...).
صدقيني سوريا وطني ايضاً و الوطن ليس فقط جنسيّة.. لا يحق للحكام العرب أن يتفصحوا على سوريا..صح .. بلدانهم تحتاج مئة ثورة.. أما الشعوب و خاصة نحن من حقنا أن نبكي و أن نعترض .. و ليس لأحد أن يزاود على محبتنا لتلك الارض..
مو لازم كون ماني فلسطينية لحتى احكي..في علم النفس يرى الإنسان ما يحب أن يراه.. و من هنا جاءت حقيقة أن لا احد يعترف بغلطه...البشر ليسوا ملائكة و كما تُدفع من قبل محيطك أن ترضى بالقتل.. أنت المثقف الإنسان ع أساس.. فيه عالم ما معهم شهادات ما بيتحمل عقلهم تنقتل احبتهم قدامهم ..هيك ببساطة و متل كأننا بغابة ..و هدون الناس معرضين إنو ينفجرو سواء هلا و لا بعد حين..و سوريا اللي هي بلدك و بلدي صار فيها حقد بيعبي مليار بارودة و بيفجر مليار قنبلة ..اي الحقد بيساوي كتير..


هذه ليست النهاية صدقوني...

يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية
فيصل البيطار ( 2011 / 8 / 12 - 13:25 )
هي بداية تحرر فقراء سوريا وكادحيها من الإستغلال والتهميش، والثمن الذي يدفعه السوريون لقاء حريتهم والعيش الكريم في أرواحهم وأجسادهم وممتلكاتهم لا شك أنه فادح ... هي إرادة وإختيار النظام وليس إرادة الذين أرادوها سلمية .
سيكون حسابهم عسيرا سيدتي على يد من أسميتيهم بالمترفعين عن التطيف فالمجرم لابد أن ينال عقابه ولو بعد حين .
تحياتي .


2 - أنا ابن درعا
حمود الجاسم ( 2011 / 8 / 12 - 21:43 )
أنا ابن درعا أعرف ما جرى.. الطفل حمزة أي طفل عمره 17 عاما و7 أشهر كان يحاول اغتصاب طفلة في مساكن الضباط عندما أطلق والدها النار عليه .. وكان والده معه وهرب وتركه..قبل أن تكتبوا اسألونا ..أنتم لستم أحرص على أطفالنا أكثر منا.


3 - أمنيتي الساذجه
ستفان كلاس ( 2011 / 8 / 12 - 23:17 )

نأمل أن يجتمع النظفاء ;اللامتاجرين; و محبي هذا البلد الصادقين قريبآ على صحن تبوله و بطاطا مقليه و حمص و فول ومتبل لما لا فهذه وجبات صحيَّه على كل حال أكثر مما يفترسه الشبيحة و السفاحون من لحم و دماء و قلوب و حناجر..
فمن قال أن السياسة لا يمكن أن تجتمع مع ضمير انساني حي و بعض الخلق و الاخلاق و قليل من الفول و البصل الاخضر و حتى اليابس ....فهل يعي المجرمون الحمقى في سفح قاسيون ما يصنعون في أرض قابيل و هابيل؟؟؟؟؟؟
تحيتي و مودتي أيها الطيبه النبيله


4 - الأخ حمود الجاسم
Free Zone ( 2011 / 8 / 13 - 10:25 )
معقوله؟ يعني كل هالقصة تلفيق في تلفيق ول إلها علاقة لا بالشبيحه ولا بالثوار؟؟


5 - لست من بيت الجاسم
عدي نزهة ( 2011 / 8 / 13 - 11:52 )
اذا فرضنا انك اعمى ....او ليس لديك يوتيوب...
ياحمود البوق هل يقوم رئيس دولتك باللقاء بأب وعم مغتصب الفتيات؟؟؟؟ وطلب اجراء تحقيق على اعلى مستوى وهي الرابط
http://www.youtube.com/watch?v=-BNw9g-41ek

هل تعلم يا ايها الطائفي كم عدد الاطفال الذين اعتقلوا و الذين قتلوا في ثورة الشعب السوري........انتم ايها الشعب المقموع الذي لديه انترنت لا يسمح برؤية الحقيقة من تحتاجون ان تسألوا قبل قلة الضمير و التزوير...و لا تتمسح بعائلة جاسم..سألت عنك يا بوق ما لك وجود


6 - صبر
واثق الجلبي ( 2011 / 8 / 13 - 20:11 )
تحية محبة
الالم يبقى في الذات لايفارقها حتى النهاية وكثير من الالم دواء ناجع لا يدركه الا البعض


7 - توضيح
حمود الجاسم ( 2011 / 8 / 13 - 21:37 )
الى الأخ FREE. ه
هناك 37محطة فضائية تمولها السعودية لنشر الأكاذيب والتلفيقات عن سورية بغية نشر الفتنة فيها وتحويلها الى صومال جديد لارضاء عيون اسرائيل.
بربك قل لي كيف تتفق أمريكا وفرنسا وبريطانيا وبقية دول أوروبا بالاضافة لاسرائيل والشعودية وتركيا وكذلك حامي حمى الاسلام الظواهري على ضرب سورية.؟

الى عدي : واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما

اخر الافلام

.. الفنان عبدالله رشاد: الحياة أصبحت سهلة بالنسبة للفنانين الشب


.. الفنان عبدالله رشاد يتحدث لصباح العربية عن دور السعودية وهيئ




.. أسباب نجاح أغنية -كان ودي نلتقي-.. الفنان الدكتور عبدالله رش


.. جزء من أغنية -أستاذ عشق وفلسفة-.. للفنان الدكتور عبدالله رشا




.. الفنان عبدالله رشاد يبدع في صباح العربية بغناء -كأني مغرم بل