الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أي اصلاح والناس جياع

عباس كامل

2011 / 8 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أي اصلاح والناس جياع ؟
جاءت انتفاضة الجماهير في العراق والتي خطط لها الشباب الاحرار في الفيسبوك والانترنيت. لتكون بداية لحل جديد ينقذ الجماهير من الواقع المرير ليفتح امامه الطريق المشع، ويمهد لولادة جديدة للحرية والمساواة, لكن يبدو أن طموحاتهم كانت محصورة بعدة نقاط عفوية جدا، إنهم ينادون والبعض منهم ولايزال ينادون باصلاح النظام السياسي، ويطالبون بمحاسبة المفسدين، وعدم سرقة ثروات المجتمع من قبل ازلام الحكومة والبرلمان، وتقليص رواتبهم ومخصصاتهم، الى جانب مطالب أساسية أخرى، كان هناك تركيز على مسالة الاصلاح فكيف يتم الإصلاح؟ إن الإصلاح غير ممكن انجازه الا بوجود جبهة سياسية لديها برنامجها الحقيقي والواضح والشفاف والانساني والمتمدن يعمل على تنفيذه ويسهر من اجل سعادة ورفاه المجتمع، فالرواتب الخيالة والعالية جدا والمخصصات للنواب والوزراء لا يمكن ان نقول عنها الا انها فساد, فكيف يتم الطلب من الذي فعل ذلك آن يصلح النظام ,كيف نطالب بالأصلاح , فالذي عجز أن يُصلح في 8 سنوات كيف له ان يصلح حاله في مئة او ومئتي يوم , بل الحل هو نريد إسقاط النظام الفاسد من رأسه الى ذيله الكل يريد اسقاط النظام الشعب يريد إسقاط النظام فلنجعل تظاهرتنا مليونية من أجل الحرية والكرامة, فحكومة المالكي أنهت ال 100يوم بالفشل فخسرت ثقة الجماهير وتأييد الجماهير اذا ماكان لها تأييد في مكان ما,ولكن المطالبة بإصلاح النظام بأيدي قادة المليشيات أنفسهم أمر يشبه النفخ في قربة مثقوبة فالنظام تعدى مرحلة الإصلاح والترقيع , لقد انتهت صلاحيته انه نظام مكروه ولاتطيقه الناس , نظام فرض على المجتمع بالقوة من خلال سطوة المليشيات وتخويفها للناس ومن خلال حراب الجيش الامريكي وحمايته لهم خدمة لمصالحه، ولم يعد هناك أي أمل في إمكانية حدوث معجزة حيث يتكرم المالكي وشركاؤه في العملية السياسية فيقلبون ما يسمونه (العملية السياسية) رأسا على عقب، ويطهرون (نظامهم) من الفاسدين، ويحققون مطالب المتظاهرين جميعَها، وفي مقدمتها توفير الخدمات والكهرباء وتوفير فرص العمل للعاطلين في مئة يوم او حتى في100 شهر ويعود العراق بعد ذلك من اكثر البلدان استقرارا امنيا واقتصاديا وسياسيا ,فبدون لف أو دوران، وبدون ضحك على الذقون واستغفال الجماهير , إن العملية السياسية التي يدورها المالكي وازلامه وشركائه، سواء كانوا في السلطة أو في المعارضة عملية ٌ فاشلة بامتياز. بل هي أصل المشكلة، بل هي المشكلة الحقيقية الوحيدة في حياة المواطنين العراقيين اليوم، كذلك. فهي التي صنعت وجلبت جميع المصائب والمآسي والويلات وجلبت معها ايضا الفقر والمجاعة والمرض والطائفية التي ذاق مرارتها كل المواطنيين في العراق, في كل مدينة وقرية ,وحي وزقاق
أذن فأن هذه العملية السياسية الفاشلة برمتها حرمت العراق وجماهيره وفقرائه من كل شيء , من الأمن والأمان والاستقرار والحرية ووسعت وشجعت على انتشار الفساد، ونشر الجريمة، وأنتاج الإرهاب، وأنعاش تنظيم القاعدة والمليشيات الشيعة والسنية المتطرفة، ,وجر المجتمع الى اتون الصراعات السياسية والطائفية وتقصيرها في أبسط واجباتها تجاه المواطن ومنها توفير الحد الأدنى من الخدمات، وشجعت على سرقة المال العام، وتسترت ولازالت تتستر على اللصوص ,والفاسدين والمرتشين والمختلسين، وسمحت لأميين وجهلة ومزوري شهادات بأن يتقلدوا أعلى مراكز القيادة، ليكونوا وزراء وسفراء، وسخرت الدولة، بأموالها وثرواتها وجيشها وإعلامها المتملق ، لخدمة مصالح بعض من حفنة قادة المليشيات في السلطة , فأي اصلاح سيكون والناس جياع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -علموا أولادكم البرمجة-..جدل في مصر بعد تصريحات السيسي


.. قافلة مساعدات إنسانية من الأردن إلى قطاع غزة • فرانس 24




.. الشرطة الأمريكية تداهم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات الطلاب


.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24




.. بلينكن يلتقي من جديد مع نتنياهو.. ما أهداف اللقاء المعلنة؟