الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعث: من الانتكاس إلى الاجتثاث...!؟

جهاد نصره

2011 / 8 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


عادت الروح لتدب في خلايا البعث النائمة بعد طول غياب..! لقد أطلَّ البعثيون المبعدون والمنشقون والمقالون والهاربون المنفيون والنائمون على وسادة الرسالة الخالدة خلود الأديان. من المعروف أنه سرعان ما ابتلعت السلطة العسكرية الأمنية حزب البعث في كلٍ من العراق وسورية قبل أن تتبرزه على قارعة الوطن..! هؤلاء الرفاق البعثيين أطلَّوا برؤوس غزاها الشيب والزهايمر والحقد الشديد على صدام في العراق والأسد وورثته في سورية..! طيب يعني وين المشكلة يقول الرفيق المناضل علي بابا فلهؤلاء أيضاً مثلهم مثل غيرهم في طول البلاد وعرضها الحق في أن يعودوا إلى أحلامهم فما الغريب في أن يحاول الرفيق ـ إبراهيم ماخوس ـ وكان الرفيق الراحل الأسد اجتثَّ تياره اليساري منذ أربعين عام بكل لطف ومحبة رفاقية اقتناص الفرصة المتاحة هذه الأيام التي يسميها الدراويش بالثورة فيحاول رد الصاع صاعين وخصوصاً أن الذئاب تكالبت على الوريث من كل حدب عربي وصوب إفرنجي..! بالمناسبة درجت جارة القيادة القومية العليا لحزب الكلكه على التمييز بين اليسار التقليدي واليمين.. الجارة ترى أن اليساري يسرق المال العام بيساره أما اليميني فبيمينه وقد أضافت في احتفال الجامعة العربية بمناسبة حلول شهر رمضان قائلة: والعائلات الإسلامية الملكية الأميرية السلطانية تسرق المال العام بكلتا اليدين وهاهم ( ثوار ) هذا الزمان يقبلون أياديها ليل نهار...؟ صحيح أن الأجيال الجديدة لا تعرف الكثير عن الجيل البعثي الذي اجتثه الرفيق المناضل صدام ولا الجيل الذي اجتثه الأب القائد الأسد لكنها تعرف على الأقل أن فاقد الشيء لا يعطيه وأن الأغبياء وحدهم الذين يمكن لهم أن يجرِّبوا المجرَّب مرة جديدة..!؟ وحال البعثيين هؤلاء كحال أقرانهم العراقيين السارحين النائحين فالكل في أكل الهوا سوا بعد أن ضيِّع البعثيون فرصتهم التاريخية ففقدوا شرعيتهم الأخلاقية قبل السياسية..! إن محاولات نفخ الروح في الجسد المنكشف المتحلل كما يحاول أصحاب المبادرة الوطنية البعثية الديمقراطية التي أعلن عنها الرفيق ـ محمد سلمان ـ وهو وزير إعلام سابق قبل يومين ستبقى عقيمة فحال حزب البعث كحال بقية الأحزاب المختلفة المتعددة التي استنزفت الزمن في المراوحة في دائرة العجز والركود والإفلاس وبعضها في دائرة التبعية للأحزاب السلطوية القائدة لقاء الفتات المعلوم..! لقد بقيت هذه الأحزاب بمختلف مرجعياتها الأيديولوجية خالية الوفاض طيلة القرن المنصرم فلم يتمكن أيٌ منها من إحداث اختراق نوعي في البنية المجتمعية التي بقيت على حالها تتوارث هيمنة السلطان كما هيمنة ثقافة بطانته من الفقهاء المرتزقة..! ولأن الدين كان أساس وجوهر هذه الثقافة منذ بدأ تاريخ الإمبراطورية الإسلامية التي ثبت أركانها الرفيق ـ معاوية ـ فقد استعصت البنى المجتمعية العربية الإسلامية على كافة محاولات الاختراق وقد كان معظمها محاولات فردية...!؟
وهكذا فقد تحطمت رؤوس كافة الأحزاب السياسية المعروفة في سورية على صخرة بنية المجتمع المتوارثة .. وانتهت بذلك صلاحيتها وأصبح وجودها رمزياً..! إنه لمن المتوقع ظهور أحزاب عديدة جديدة في القريب العاجل قد يقطع بعضها مع الثرثرة النظرية عن التاريخ السوري كما العربي كما الإسلامي.. وتنحو برامجها نحو مقاربة الأوضاع الراهنة لمجمل المكونات السورية .. وتحاول إحداث اختراقات بنيوية في حائط الموروث المهيِّمن الذي يقف حائلاً دون الحداثة والعقلانية..! أما قول بعض الدراويش السوريين من العلمانيين بالعلمنة بذاتها ولذاتها على نحو مبسَّط كالذي ظهرعلى السطح مؤخراً فهو ضربٌ من السطحية والابتذال وخصوصاً في عصر العولمة الذي تراجع فيه منسوب العدالة في كافة بلدان العالم وفي مقدمتها الدول العلمانية الغربية..! فالمجتمع السوري ينشد العدالة الاجتماعية التي لم يعرفها يوماً مثلما ينشد الحرية التي افتقدها دوماً الأمر الذي يحتِّم أن تكون العلمانية نسخة يسارية متجددة تعنى بحرية الفرد مثلما تعنى بحرية مجموع الأفراد وهذه الحرية تبقى منقوصة إن لم ترافقها عدالة في السياسة والاجتماع والاقتصاد..! إن ظهور حزب علماني من هذا الطراز الجديد يعني حكماً حزب الأجيال الجديدة فأينهم القادة المبادرون المؤهلون أو ربما القائد المبادر المؤهل..!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا