الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حِوار بين بُثينة ثعبان وأرنَب الجّولان

فرياد إبراهيم

2011 / 8 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


استفاق مذعورا من نومته. استدعى من يذهب في طلب بثينة بعد منتصف الليل.
جاءت تعدو كالسُلّيك بن سَلكة.
بشار: بثينة لقد حلمت حلما مزعجا. رأيت في منامي (حَمزة الخَطيب ) يلفّ حبل المشنقة حول رقبتي قبالة المسجد العمري في درعا. اريدك ان تفكري معي في معالجة الأزمة المزمنة.
بثينة : جربنا كل أصناف العلاج.
بشار : أسّر لك سرا. واطلب منك ان لا يتعداك.
فضمنت له ستره فاعلمها: ان الشعب كفايروس الانفلونزا لم تعد المضادات الحيوية كفيلة بالقضاء عليه . تكونت له مناعة ضد كل أشكال الانتيبايوتيك. فقد تصدت لأقواها فاعلية والتي كانت من نوع التفرقة الطائفية الصفراء.
بثينة : لست بحكيم عيون لكنني حكيم ارواح ، أنا اعتقد انه لا يزال هناك دواء آخر فعال .
انتفض بشار من على كرسيه كعصفور بلله القطر وهتف وهو ينتف ريشه حتى طخ رأسه بصورة ابيه العبوس فوقعت على رأس المستشارة وهتف في وجهها : هاتها ، فكلي لك آذان صاغية.
بثينة : نرسل بعض الجنود بملابس مدنية الى هضبة الجولان للتظاهر، أي نحن نتظاهر، فكلنا نتظاهر حكومة وشعبا احتجاجا على إحتلال الجولان ، ونعلن على الملأعبر المذياع : ان الشعب خرج عن بكرة أبيه لتجديد البيعة للسيد القائد المناضل ابن المناضل ، وللتظاهر والاحتجاج ضد " إخواننا" الصهاينة المحتلين الذين سيطلقون الرصاص المطاطي على صدورهم ، ونحن نكلف شبيحتنا اطلاق الرصاص الحي على ظهورهم ونلقي التهمة على الطرف الآخر.
بشار وهو يفرك يديه متحمسا للفكرة: وحينها نتمكن من تبرير قمعنا وقتلنا بتهمة ان هؤلاء المنتفضين من الداخل عملاء مأجورين للصهاينة. خونة ، نحن امام عدو غاشم ، وهؤلاء الخارجون عن القانون ، مرتزقة موشي دايان يطعنوننا من الخلف، هؤلاء الغوغاء يغدرون بنا يلهوننا عن قضيتنا المصيرية كي يستمكن منّا عدونا !
بثينة تصفر بفيها عجبا: مليون عميل دفعة واحدة؟!
بشار : هبها نصف العدد ( ما خسرانين شى).
و أردف بشار : ومن ثم نجني من وراء ذلك فائدة أخرى : نتخلص من كم آخر من الجيش فقد ترهلوا من الجلوس كل هذه السنين والكسل ، فليس لهم ما يعملون ، واطنانا من الدنانير يقبضون ، ألا ساء ما يعملون ، سنسمُهم على الخرطوم.
بثينة مهتاجة : والرواتب تعود لخزينة ابن خالكم النزيه رامي .
بشار : ولا تنسي ان نصفهم مصاب بداء ( فوبيا ) الخوف المرضي الجديد :داء الشبيحة.
بثينة: ولماذا لا نعلنها حربا شاملة ثم نعرض عليهم الصلح :انتم اخواننا .على قول الشاعر:
عفونا عن بني ذهل وقلنا القوم إخوان
عسى الأيام أن يرجعن قوما كالذي كانوا.
بشار يتدارك : بعدما يكون أخوكم ماهر قد صفى حسابه مع الشعب .
ثم يبتسم بشاركاشفا عن أسنان كلها أنياب : والله انت يهودية الدهاء!
بشار بعد صمت قصير : افكر بإرسال نصف القوات المسلحة الى مرتفعات الجولان . ماذا ترين؟
بثينة ، وهي تصكك فكيها من الجذل : نعم الرأي ، وبملابس مدنية يا سيادة الرئيس.
بشار : و بلا اسلحة ، اي أنهم أناس عزل خرجوا في مظاهرة سلمية.
بثينة : ثم نعلنها للعالم انها مجزرة مجزرة ، آلالف المدنيين ضحايا قذائف اسرائيل. لكنني اعلم كما تعلمون يا سيادة الرئيس أن اسرائيل لا تطلق رصاصة واحدة على أناس عزل من السلاح فإنهم أرسوا دعائم الديمقراطية منذ عقود من الزمن.
بشار : لا يخفى عليك أن ورائهم الشبيحة . شبيحة الجولان بملابس عسكرية يطلقون القذائف والصواريخ القريبة والبعيدة المدى على الجيش الأسرائيلي ويرد هذا بكل ما لديها من وسائل على عساكرنا المدنيين.
ساد الصمت لثواني في الجو المكهرب. في انتظار كلمة الفصل .
ورفع رأسه أخيرا الرئيس المدلل وفرك عينيه قليلا ثم سألها: كم يكون حظ هذه الخطة من النجاح بتقديرك يا بثينة ؟ اريدها نسبة مئوية.
بثينة : ثمانين بالمائة . وأنت يا سيادة الرئيس فكم تعطيها؟
بشّار : ففثي ففثي..
بثينة : كم قلتم سيدي الرئيس؟
بشّار : فيفثي .. فيفثي !
فرياد إبراهيم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لله درك
ماجدة منصور-ام لهب ( 2012 / 1 / 8 - 04:27 )
لله درك أضحكتنا بخفة ظلك حتى كدنا أن ننسى أن لنا هناك وطن ينحر و يذبح

اخر الافلام

.. فرانس كافكا: عبقري يتملكه الشك الذاتي


.. الرئيس الإسرائيلي يؤكد دعمه لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق




.. مراسلتنا: رشقة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة | #را


.. منظمة أوبك بلس تعقد اجتماعا مقررا في العاصمة السعودية الرياض




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقعات بمناقشة مجلس الحرب إيجاد بديل