الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدينار والدولار لعبة الجامعات

سامي الاخرس

2011 / 8 / 13
القضية الفلسطينية


الدينار والدولار لعبة الجامعات والمدفوعات
لا زلت أذكر ذاك اليوم الذي توجهنا فيه لصرف مخصصاتنا كأسرى محررين من وزارة الأسرى سنة 1997م والمفاجأة الصاعقة التي وجدنا أنفسنا نقف أمامها، وسعر صرف الدولار مدون بالشيك اقل من سعره الرسمي بمبلغ(50) شيكل أي أن القيمة المجتزئة أصلاً من مستحقاتنا تم تجريمها مرة أخرى كما يجرم العظم من اللحم، وخرجنا بلا حول ولا قوة لنا إلاّ إحتساب الأمر لله من هذه اللصوصية الإحترافية التي جلبتها السلطة الوطنية من واقع العرب الفاسد الذي إكتسبوا منه أخوتنا وأهلنا العائدون ثقافة اللصوصية والفساد، والواسطات والمحسوبيات، والدعارة المبدئية للمبادئ وقيم العدالة الإجتماعية، وهي المردود الذي وجدّ له صدى في أنفس ومكونات الفلسطيني بالداخل الذي تفاعل معها تفاعل كيميائي حيوي دون أن ينبث بأي ملمح رفض لهذه التمظهرات التي أصبحت جزءُ من مكوناتنا الإجتماعية، وأحد المبررات التي وضعتها حماس للإنقسام الوطني الصاعق بحق مجتمعنا وقضيتنا معاً.
هذه التمظهرات والثقافات الفرعية وجدّت طريقها كالنار في الهشيم بكل مؤسساتنا التربوية والمدنية، والإجتماعية واصبحت دستور مشرعّ للعاملين والقائمين على هذه المؤسسات ولسان الحال يقول" إن كان ربُ البيت بالدف ضاربُ، فشيمة أهل البيت الرقصُ"، وأخطر الرقص هو الممارس في منصة المسرح الجامعي التعليمي الذي اصبح أكثر مآساوية بالفساد الذي غستشرى به، سواء على المستوى الإداري والوظيفي أو المستوى الأكاديمي، ولو أردت إدراك ذلك عليك التقرب للكادر الإداري والأكاديمي في جامعاتنا الفلسطينية، لترى بأم عينيك العجب في ليالِ رجب، واسطات في علامات الطلبة، ولعاب يسيل أمام نعومة الطالبات، ونفاق ودجل لا حصرّ له في الدراسات العليا، ومناقشات إطروحات الدراسات العليا، والتسويف والتسويق الأكاديمي والإداري، وتحول الجامعات لشركات خاصة إسثمارية بالطالب وبأولياء الأمور، إستغلالاً لأوضاع طلابنا وحاجتهم التعليمية، والطلب الزائد على التعليم كصفة مميزة للمجتمع الفلسطيني الذي يرى بالتعليم طريقاً ودرباً للحياة والتحدي، وسط صمت مدقع، من قبل وزارة التربية والتعليم العالي التي فيما يبدو إنها تتقاسم مع الجامعات بالأرباح المخيفة والمرعبة التي تجنيها سواء من ثمن الساعات الدراسية، أو من قبل ما تنهبة من الطلاب مقابل أي خدمة تقدم لهم.
ودلالة التحول الإستثماري للجامعات هي منافستها الشرسة فيما بينها كل بداية عام في إستجلاب الطلبة الجدد لها دون مراعاة لحاجة المجتمع الفلسطيني بالتخصص أو بالبرنامج، بل تساهم في خلق بطالة علمية تتراكم سنة تلو سنة، مع ترك الوزارة لهذه الجامعات تحديد المواصفات الخاصة للقبول والتسجيل، في حين أن المفروض أن تتحمل الوزارة مسؤوليتها بالتنسيق لطلبة الثانوية العامة وإختيار لهم الجامعات والتخصصات بناء على إحتياجات المجتمع، ومتطلباته. ولكن!
تواصلاً مع مسلسل الفساد الأكاديمي الذي أصبح قانوناً شيطانياً يمارس بلا هوادة أو خشية، فاجئتنا جامعاتنا الفلسطينية بإحترافية إبداعية تؤكد نظرتنا ووجهة نظرنا، بأن التعيين منبع الفساد ومنبته، ولذلك فإن معظم مجالس الأمناء للجامعات، ورؤسائها وعمدائها هم نتيجة التعيين بناء على الرضى السياسي عنهم، ومدى إنتمائهم لتيار سياسي أو شخصية سياسية معينة، وهذا ما أنتج تحديد سعر الدينار الأردني بمستوى أعلى من السوق السوداء كـ ثمن للساعه المعتمدة للطلبة، وهي إبداعية لصوصية إحترافية تأتي ضمن مسلسل الفساد اللصوصي الذي ينخر الجسد الأكاديمي، دون مراعاة للأوضاع الفلسطينية الداخلية، وحالة الفقر الشدّيد التي تفترس الأسر الفلسطينية التي تعيش معظمها على المساعدات الخارجية، والتبرعات من الدول العربية والغربية والإسلامية، وتحرم الأسرة كلها من حياة مقبولة مقابل أن ترى إبن لها في الجامعة، يحمل شهادة علمية، وهي سنة المجتمع الفلسطيني المؤمن بالتعليم والتعلم.
تمارس الجامعات الفلسطينية سياسية إفراغ جيوب أولياء الطلبة، ولصوصية النهب العلمي وسط صمتُ كل التيارات الرسمية وغير الرسمية، وآولئك المثقفون والأكاديميون الذين لا نسمع لهم صوتُ أو كلمات سوى بالفضائيات أو بحراك الشباب لإعتلاء صهوة التسلق على الأحداث لتستوزر، وهو ما ذكرني بأحد المناقشين لي برسالة الماستر عندما إستعد جيداً برسائل الموبايل قبل بيومين ليثبت لأولياء أمره إنه يستحق أن يكون له مكانه في ضميرهم الإستوزاري، وتحقيق منح لأبنائه، مقابل بيع ضميره الأكاديمي الذي لولا الفساد الأكاديمي والواسطات لكان مكانة بائع بشهادته أمام إحدي المدارس الإبتدائية حلوى للأطفال.
تقوم جامعاتنا الفلسطينية في هذه الفترة الخطيرة والصعبة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني بإستنزاف قوت الأسر الفلسطينية من خلال اللصوصية الممارسة عنوة ضد الطلاب الجامعيين، ووسط حالة سكون وصمت من قبل وزارة التربية والتعليم العالي، والحكومة الفلسطينية بشقيها في غزة ورام الله.
وأخيراً، هل من منقذ لأبنائنا الطلاب من مخالب الجامعات؟!!
سامي الأخرس
12 آب 2011م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلجيكا ترفع دعوى قضائية ضد شركة طيران إسرائيلية لنقلها أسلحة


.. المغرب يُعلن عن إقامة منطقتين صناعيتين للصناعة العسكرية




.. تصاعد الضغوط على إسرائيل وحماس لإنهاء الحرب| #غرفة_الأخبار


.. دمار واسع طال البلدات الحدودية اللبنانية مع تواصل المعارك بي




.. عمليات حزب الله ضد إسرائيل تجاوزت 2000 عملية منذ السابع من أ