الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمهوريتان في جمهورية

موفق محادين

2011 / 8 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


بعد مغادرة رئيس مصر الاسبق, انور السادات, المعسكر العربي والانضمام الى معسكر العدو الصهيوني في كامب دي يد ذهبت دمشق الى استراتيجية جديدة لتعويض الانهيار في الجبهة العربية مع العدو. واخذت هذه الاستراتيجية اسلوبا جديدا هو "الدفاع خارج الأسوار".

وقد تمثلت هذه الاستراتيجية بدعم المقاومة المسلحة, سواء عربية او غير عربية. فمقابل التهديدات التركية الاطلسية آنذاك دعمت دمشق حزب العمال الكردستاني اليساري المسلح في كردستان تركيا واوقفت او ردعت التهديدات الاطلسية مقابل التوقف عن دعم الحزب المذكور ...

ومقابل التهديدات الصهيونية احتضنت ودعمت المقاومة اللبنانية والفلسطينية, كما لا ينكر احد دور دمشق في دعم المقاومة العراقية بعد العدوان الامريكي على العراق واحتلاله.

وقد ترتب على ذلك زيادة العبء الخارجي على العدو الصهيوني مقابل زيادة العبء الداخلي على الناس في سورية نفسها. فتشكلت جمهوريتان في قلب الجمهورية السورية.

جمهورية مقاومة في الخارج, وجمهورية خوف في الداخل, ذلك ان استراتيجية الدفاع خارج الاسوار ضخمت دور الامن واجهزته في الحياة السياسية والمدنية على حد سواء .. ولم يكن ذلك ليحدث لو اخذ الصراع الاستراتيجي مع العدو مناخاته الطبيعية التي تستنفر طاقات الدولة كلها بل والامة ايضا ...

واذا كانت هذه صورة واقعية مريرة للمعادلة السورية, فلا يجوز الاستمرار بها من قبل النظام, ولا يصح للمعارضة ان تغفلها في الوقت نفسه بل تفكيكها تدريجيا في اطار تسوية داخلية تاريخية تستبدل جمهورية الخوف الداخلية بجمهورية ديمقراطية تعددية تعزز جمهورية المقاومة الخارجية. فالثانية اذا استمرت سابقا في ظروف معروفة فلن تستمر في الظروف الجديدة بل قد تصبح عبئا عليها ..

وبالمقابل فان الجمهورية التعددية المنشودة, لا معنى لها اطلاقا اذا ساومت على خطاب المقاومة خارج الاسوار واستبدلتها بمليشيات طائفية داخلية على الطريقة العراقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - محاولة لإنتاج النظام تجاوزتها الإنتفاضة
فيصل البيطار ( 2011 / 8 / 13 - 18:53 )
ولكنك لم تشر إلى مشاركة سوريا الحلف الأطلسي في عاصفة الصحراء عام 91 وتهمل كل الحقائق حول العلاقات السورية_ الأمريكية التاريخية منذ الحركة التصحيحية والتي تمثلت بجانب منها بالمساعدات الأمريكية والدفع الأمريكي لسوريا لدخول لبنان إنقاذا للنظام الطائفي والصمت الأبدي على جبهة الجولان.أما عن إحتضانها للمقاومة الفلسطينية كما تدعي فهذا ما لا يعقله عاقل وعليك أن تسأل مخيمات نهر البارد والبداوي وصبرا وشاتيلا عن عدد ضحاياهم على يد الصاعقة والقيادة العامة وحركة أمل أدوات النظام وكيف أكل أهالي شاتيلا لحوم القطط وكل شيئ أخضر،هل تذكر فتوى جواز أكل أهالي شاتيلا لحوم شهداءهم؟
إن كنت تسمي إرهاب القوى التكفيرية في العراق مقاومة فماذا تسمي نشاطاتهم الآن في سوريا حسب إدعاء النظام-
موضوعكم محاولة لإنتاج النظام من جديد وهو ما تجاوزته الإنتفاضة تماما وأصدقائكم الأتراك والروس والوضع الدولي على نحو ما ليس بسبب - إستراتيجية الدفاع خارج الأسوار- إنما بسبب العض على السلطة بالنواجذ والمدافع بمغرياتها الإقتصادية والسياسية والإجتماعية،المقاومة خارج الأسوار لا نسمع لها حسا ولا نسا منذ تموز 2006، مالذي جرى سيدي الكاتب

اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة