الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حريق أينع

ربيعة العربي

2011 / 8 / 13
الادب والفن


حريق أينع قصة قصيرة جدا

غادرت منزلي الصغير، تحولت إلى حصان هزيل يقود عربة متآكلة تستمد بنزينها من ساعدي . وقفت أنتظر على قارعة الطريق لعلي أظفر بما يمكنني من العيش ليوم واحد، بل إني قد تماديت فمنيت النفس بأن أظفر بما يمكنني من شراء الدواء لأمي المريضة ...غير أن رياح القدر جرت بما لا تشتهيه عربتي الصغيرة التي غادرت عنوة موقعها بعد أن كانت شاهدة على ضعفي. التفتت إلي عربتي في نظرة عميقة المعنى، فاشتعل جسدي بلوعة الأسى.سكن الإعصار قلبي.البارحة فصلت عن قلمي و اليوم أفصل عن عربتي مورد رزقي و آخر الحلم. تحول جسدي إلى جمرة من لهيب يذكيها الإحساس المر بالقهر و الحرمان. ثرت.صرخت... أضحى جسدي حطبا لغد قريب ...عنوانا لكبريائي...خريطة للوصول ... تحقق الحلم.تدفق الكلم و ثورة الياسمين...انتماء جديد للوطن. غادرت سفينة جسدي كل المرافئ لتجثم فوق الصدر الأعظم فتشكل قطيعة مع الماضي .عبرت فضاء حروفي... بلغت مقام الأمنيات، فاخترقت نافذتي خيوط ربيعية جردتني من ضعفي و من يأسي. عانقت أقصى امتدادي.عريس الثورة أنا...بوعزيزي الكبرياء ..ذاك انبثاقي...ذاك انتمائي...يمتد في زمن يغذي الروح و يعلن تفوق الجسد ...انزياحه ليغدو نبتة برية تتدلى ثمارها في الصحراء...و تمتد جذورها في عمق الأرض لتلقح أشجارا أكلها الخريف:
- هرمنا، هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية.
ما أروع أن يعيش المرء الشباب بعد مرحلة الهرم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟