الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماركيز ومؤازرة الصديق بتعليق !

فليحة حسن

2011 / 8 / 13
الادب والفن


ولست من دعاة تحكيك الشعر أو الداعين الى صرف حول بأكمله في سبيل صياغة قصيدة ، غير إنّي قرأتُ ومنذُ زمن ليس بالبعيد إن من طقوس (غابريل غارسيا ماركيز) في الكتابة إنّه كان حين تأليفه لرواية من رواياته يختلي بأوراقه ومنذ أنبلاج الصباح يخطّ عليها ماتيسّر له من كلمات فأذا ما أتم الظهر ساعته الثانية، قام بأنتقاء ماهو صالح منها لروايته تلك وان كانت ورقة واحدة أو أقل تاركاً لسلة المهملات البقية المتبقية الطالحة منها ،
ولَكم ان تتخيلوا الكمّ الهائل من المسودات التي غصتْ بها سلة مهملاته ساعة تأليفه لرواياته الكبيرة والمهمة والتي اثرتْ ولماتزل بأجيال عديدة من الكتاب والمتلقين على حدّ سواء، فروايات من مثل ( حبٌّ في زمن الكوليرا ) ، ( وقائع موت معلن )، ( مائة عام من العزلة) بواقعيتها السحرية لابد وأن تكون قد خلّفت قبلها امثلة مجتزئة مركونة الى حائط الاهمال قبل ان تظهر لنا بفخامة تكاملها ،
والنص ايما نص يحتاج من منشأه قدرة اخرى غيرقدرة الخلق والابداع وأعني القدرة على نقد مايكتب ،
بمعنى إن الموضوع يملي عليّ نفسه فأشرع في كتابته، لكن عملية الشروع هذه لا تعني الكتابة نفسها ، والدخول في تقنيات الكتابة يتغاير تماماً مع ممارسة الكتابة واتخاذ النص الشكل الأقرب الى النهائي ،
أما الاطمئنان الى جاهزية النص فلا يأتي إلا بعد اتخاذي مقاماً يتعالى على لحظة الكتابة بتنصيب نفسي ناقداً حاذفاً ومغيراً ، هاملاً ومضيفاً مزوداً بالمقاصد ( اللغوية والمعنوية وغيرها ) قادراً على الخلع والإلباس، ناقداً متحكماً بطفولة النص كوني المالك الأول له قبل حضوره المعلن للآخر،
فإذا ما جاءتْ الولادة تاليه لذلك، خرجتُ منه بنفس الآن الذي خرج مني ليتخذ لنفسه مكان الصمود أمامي ؛
أما وصول النص لمتلقيه يتطلب منه الوقوع ضمن ذائقة الاختيار ومعرفة تلقيه التي تحتكم في العادة الى العاطفة والوعي معاً ، قال ابن طباطبا العلوي في عيار الشعر :

( إن صانع الشعر يصنعه صنعة متقنة لطيفة مقبولة حسنة مجتلبة لمحبة السامع له والناظر إليه بعقله مستدعية لعشق المتأمل في محاسنه)،
غير إننا اليوم وبوجود ( النت ) الصحافة التي ضاعت بها معاير النشر وغابتْ عنها رقابة المنع نرى المواقع الادبية لاتتوانا عن نشر كتابات لاتمت للإبداع بصلة، ولايمكن لنا إدراجها تحت أي جنس أدبي ،
كتابات نشرها أصحابها في تلك المواقع غير إنها كانت أصلح للركن في سلة المهملات، والانكى اننا نرى هذا الكاتب يستدر عطف معارفه بالتعليق على ماهو مكتوب وبطرق مختلفة، فهو حيناً يقوم بإرسال رابط تلك المادة المنشورة لهم مع طلب كتابة تعليق عليها ،
أو إنه يعمّد الى فتح حوار مع كلّ أصدقائه طالباً منهم هذا الامر من باب مؤازرة الصديق بتعليق،
وحين يتم له ذلك يسارع في الرد على تلك التعليقات وبمجاملات تهبط الى مستوى اللهجة الدارجة والكلام العادي المستهجن فيظهر النص حينها متسربلاً بتعليقاته وكأنّه قد نُشر على جدار مقهى تفوح منه رائحة الشاي والقهوة ويختلط بدخان السجائرالخانق ،
متناسياً إنّه بفعلته تلك لايستطيع أن يرتقي بنصه الى مكان الابداع مطلقاً ، وإن وقع هذا الامر في نفسه من باب ترميم الذات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان