الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى لا يقول أحد : أنا الجيش

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 8 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


الشعب شيء ، و الدولة شيء .
الشعب - و كما هو معروف - هو كيان إنساني ، فهو مجموعة من البشر تربطها روابط مختلفة ، تجعلهم متحدين ، حتى و لو لم تضمهم دولة ، و لهذا اللبنة في الشعوب هي الفرد .
الدولة - و كما هو معروف أيضاً - هي كيان إداري ، و قوام ذلك الكيان هي المؤسسات ، أو الهيئات ، فالوحدة الأساسية في ذلك الكيان هي المؤسسة ، أو الهيئة ، و كلما إزدادت الدولة تقدماً في مضمار الحضارة ، و الرقي ، كلما كثرت مؤسساتها - أو هيئاتها - و إزداد بالتالي بناء تلك الدولة تعقيداً من الناحية الإدارية .
لكن بنظرة للتاريخ ، و الواقع الحالي ، يمكن القول أن هناك مؤسستان ، لا غنى عنهما لأي دولة لتبقى ، بل و ربما لم تقم أي دولة بدونهما ، و هما مؤسسة الحكم ، و مؤسسة الجيش .
لن أتحدث في هذا المقال عن مؤسسة الحكم ، و على العموم فإننا في سعينا لإستكمال الثورة نعمل من أجل تصحيح تلك المؤسسة ، مع غيرها من الهيئات ، كالمؤسسة التشريعية .
حديثي هنا عن مؤسسة الجيش ، التي أسهمت في تأسيس مصر الدولة ، و حمايتها .
توحيد مصر كان نتيجة قرار سياسي من مؤسسة حكم حكمت الوجه القبلي و تمثلت في الملك مينا العظيم ، و قامت بتنفيذ القرار السياسي مؤسسة الجيش ، فجعلته واقع ، فولدت أول دولة في تاريخ البشرية ، ثم قامت بعد ذلك مؤسسة الجيش بحماية تلك الدولة ، و لازالت لليوم .
لكن لا يجب إغفال أن القرار السياسي بتوحيد مصر إنما جاء تعبير عن رغبة شعبية قوية ، و عميقة ، و إلا ما كان كتب له البقاء لليوم ، فالقرارات السياسية ، و القوة العسكرية ، لا يكتب لنجاحاتهما البقاء ، إلا إذا كانت تلك القرارات ، و إستخدام تلك القوة ، تعبير عن رغبة شعبية قوية ، و عميقة .
مؤسسة الجيش إذاً مؤسسة هامة جداً ، لا غنى عنها أبداً - كما ذكرت عالية - فكم من دولة قامت ، و لازالت قائمة ، بدون مؤسسات ديمقراطية ، مثل البرلمان المنتخب ، مثل إقطاعية آل سعود اليوم ، و لكن من النادر أن توجد دولة بدون أن يوجد بها شكل ما للمؤسسة العسكرية .
إذاً لا يمكن السكوت أبداًَ عندما يكون هناك عبث بالمؤسسة العسكرية ، أو عندما يكون هناك من يحاول أن يخصخصها ، سواء لحسابه الشخصي ، أو لحساب نظام سياسي .
السادات كان في بعض خطاباته يقول : شعبي ، و جيشي ، فكان يثير إستياء الشعب ، و أفراد القوات المسلحة ، و في هذه الأيام هناك من يرتكب ما هو أكثر من إدعائه لملكية الجيش .
هذه الأيام هناك من يريد أن يوحد شخصه ، و نظام حكمه ، بجيش مصر .
منذ الحادي عشر من فبراير 2011 ، و هناك محاولات دائبة من نظام طنطاوي ، أو بالأدق نظام طنطاوي - سليمان ، ليس فقط لربط ذلك النظام السياسي المرفوض شعبياً بالجيش ، بل و الأخطر لتوحيد ذلك النظام بالجيش ، فيكون نظام سياسي و رأسه هو الجيش .
لقد عمل آل مبارك ما في وسعهم من أجل إضعاف الجيش ، و الآن يعمل نظام طنطاوي - سليمان من أجل خصخصة الجيش .
طنطاوي يكاد يصرخ في وجوهنا : أنا الجيش ، و إنتقاد نظامي إنتقاد للجيش .
محاولة خبيثة ، و آثارها السلبية خطيرة جداً على أمن مصر .
محاولة يجب إحباطها من خارج الجيش ، و من داخله ، بكل ما لدينا من عزم ، و تصميم ، و قوة .
من خارجه بالكلمة ، مكتوبة ، و منطوقة ، و كذلك بالموقف العملي ، كالتظاهر .
من جانبي تصديت لذلك ، ففصلت بين نظام طنطاوي - سليمان ، و الجيش ، في مقالات عدة ، أهمها مقال : إننا ننتقد سياسات كيان أصبح سياسي ، و الذي نشر في السابع من إبريل 2011 ، و يوجد كتسجيل صوتي بعنوان مختلف هو : المجلس العسكري الحاكم كيان سياسي ليس فوق النقد ، و ذلك في قناة حزب كل مصر في يوتيوب :
allegyptparty .
لكن الجهود التي تبذل من خارج الجيش للتصدي لمحاولة خصخصته ، يجب أن يواكبها جهود أخرى من داخل الجيش .
الشعب يجب أن يقوم بحماية مؤسسته الهامة هذه من محاولة سرقتها .
إنني أدعو شباب مصر ، من كافة فئات الشعب المصري العريق ، بدون تمييز ، من المفعمين بالوطنية ، و المتشربة نفوسهم بمبادئ الديمقراطية ، و التائقين لمصر أفضل ، و المؤمنين بأن رسالة الجيش الوحيدة هي حماية مصر ، شعباً ، و أرضاً ، و المؤمنين بأن الجيش ابن للشعب ، و ملك للشعب وحدة بلا شريك ، و الرافضين لتسييس الجيش ، و الرافضين أيضاً لربط الجيش بأي فرد ، أو نظام سياسي ، أن يهرعوا للإنضمام للقوات المسلحة المصرية بكافة فروعها ، لإنقاذ الجيش من محاولات تسييسه ، و خصخصته ، تلك المحاولات الجارية حالياً على يد نظام خبيث .
إنها دعوة عامة لكل مصري يحب مصر ، و يؤمن بالديمقراطية - كما هو واضح في الفقرة السابقة - فليست مقصورة على أعضاء ، و مؤيدي ، تيار سياسي معين .
كما إنها بكل تأكيد ليست دعوة لتكوين تنظيمات سرية داخل الجيش - أياً كان نوع تلك التنظيمات - لأن تلك التنظيمات هي سوس ينخر في أسس الجيش ، فتدمره ، و تضر بمصرنا .
إنها دعوة من أجل الدفاع عن الجيش ، و بالتالي الدفاع عن مصر ، من داخل الجيش .
مصر تحتاج إلى أجيال ، و أجيال ، من الضباط ، و صف الضباط ، و الجنود ، المشربين بحبها ، و المؤمنين بأن الجيش ملك للشعب ، و المؤمنين بالوظيفة الحقيقية للجيش ، و المستعدين للتضحية بنفوسهم الغالية من أجل أن يبقى الجيش ملك للشعب ، و أن يقوم الجيش بواجبه الوحيد الذي أناطه له الشعب المصري ، و هو الدفاع عن مصر ، شعباً ، و أرضاً .
دفعات ، و راء دفعات ، من المصريين العسكريين الوطنيين لن تسمح لأحد - فرد أو نظام - أن يقول ، بشكل مباشر ، أو غير مباشر : أنا الجيش .

ملحقات تعد جزء من المقال :
أولاً : يمكن في هذا الشأن مراجعة مقال : دعوا الجيش في ثكناته ، و أخرجوا الشعب من لا مبالاته ، و كذلك مقال : آل مبارك يعملون على تدمير الجيش مادياً و معنوياً ، و مقال : الشعب و جيشه ، أب و ابنه ، و نشر في التاسع من فبراير 2011 .
ثانياً : الخلاف بين الإدارة الأمريكية و نظام طنطاوي - سليمان يذكرني بما كان يقوم به نظام مبارك من تحريض ضد الولايات المتحدة الأمريكية ، كلها تمثيليات للسذج .
ثالثاً : في أي لحظة يمكن أن تنجح بعض أجهزة الإستخبارات ، و التي تكن الكراهية لثورة الشعب المصري ، في تلفيق أي إتهام لشخصي البسيط - فهذا سعيهم - لهذا أرجو في حال تكميم فمي ، و قصف قلمي ، أن يعمل أعضاء حزب كل مصر ، و مؤيديه ، على إستكمال الثورة ، مع باقي التيارات الوطنية الأخرى ، فالثورة لم تقم من أجل إستبدال مبارك بطنطاوي .

المنفى القسري ، و القمعي : بوخارست - رومانيا
13-08-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة