الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوسيولوجيا السلطة

كامل داود
باحث

(رويَ اêيçï المïèçل ئ الكêçè في الïيوçنيé)

2011 / 8 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


منذ فجر التاريخ أدرك الإنسان بفطرته وبغريزة حب البقاء وحفظ النوع إن حياته الجماعية لا بد لها من نظام ما لكي يواجه تحديات الطبيعة ويفك ألغازها وطلاسمها المخيفة والمحيرة.
والحالة هذه لا بد أن يبرز من بين تلك الجماعات من يستطيع أو يدعي انه يستطيع أن يفك تلك الأسرار ويجابه ما يعتريهم من تحديات مختلفة من قوى الطبيعة وجبروتها،ولا يعدم أن يحظى " المدعي " بولاء البعض من هذه الجماعات في سبيل أن يحقق لهم ما ينشدونه من أمن في صراعهم المركب ضد الطبيعة والجماعات البشرية الأخرى، وكان لهؤلاء أن يتميزوا على غيرهم وان تطاع أوامرهم ومن حقهم أن يمتلكوا ما تنازل عنه الآخرون من حريتهم متبلورا في المقدرة على الإرغام، ومن هنا برزت تلك الظاهرة الخطيرة،ظاهرة السلطة، فهي خطيرة بقدر ما هي أساسية في حياة الجماعات الإنسانية.
ولو أمعنا النظر في نشوء ظاهرة السلطة نرى إنها لا تعدو وجهين اثنين ليس إلا،الوجه الأول رغبة الجماعات الإنسانية في العيش الآمن، والوجه الثاني إدعاء البعض بأنهم يمتلكون المقدرة على توفيره.
وقد أدى تطور أنماط المعيشة لبني الإنسان خلال الزمن الطويل، ونتيجة لعوامل كثيرة ومتشابكة إلى بروز ظاهرة السلطة والتي مازالت قائمة وان كانت قد نالها من التطور الشيء الكثير وان تلك الجماعات توسعت و سميت دولا، ولكنها لم تتخل عن حاجتها للسلطة، بل إن السلطة تدعمت وتأكدت وان اختلفت صورتها الأولى.
فقد بقي مبررها القديم كما هو ولم يتغير على الرغم من تعدد الدول وتعدد القائمين عليها واختلاف أساليبهم في ممارستها وتباين الأنظمة التي ترسم حدود مزاولتها حتى باتت السلطة تكمن في اعتقاد المحكومين أكثر من كونها كامنة في إرادة الحاكمين،ومضى الإنسان على سعيه الذي لا ينقطع من اجل الوصول إلى مبتغاه في أفضل منهج يكفل له تحقيق رغباته الأزلية في العيش الآمن،ومضت الشعوب لتحقيق أهدافها في سلطة تكون ملك الدولة وان الحاكم يمارس السلطة ولا يمتلكها وان الحكومة في ممارستها للسلطة إنما تمثل الدولة التي شيدتها تلك الشعوب.
ولطالما اغفل الحاكمون أو تغافلوا ذلك العقد في خضم مغريات السلطة ونشوة التربع على كرسي الحكم، وهم يدركون تمام الإدراك إن حكومتهم مهما بلغت من القوة والاستبداد، فإنها لا تستطيع أن تصمد إلا بموافقة المحكومين وتأييدهم، لذا فأن الحاكم يسعى إلى هذا التأييد ويحرص لنيله وان ألجأه الحال إلى البطش والتخويف المفرط، ولكن اللحظة التي ينزع المحكومون فيها جلباب الخوف هي نفس اللحظة التي تأذن بزوال طغيان الحكومة.
إذن نحن هنا أمام إشكالية حقيقية،قوامها الحاكم والمحكوم بكل تفاصيلهما التاريخية،حاكم تحركه رغبة التفرد بالسلطة ومحكوم ما أن يتنفس الصعداء بعد زوال الحاكم حتى ينسى أو يتعمد نسيان تلك الأيام السوداء التي عاشها في كنف الحاكم متوهما إنها لن تتكرر ثانية وقد ولت إلى غير رجعة، ولنا أن نخلص من هذا بالقول إن سوء الحكم والاستبداد لا يكفي وحده للثورة عليه مالم يصحبه إدراك وإحساس بالظلم، بل ذلك لا يكفي من دون الرغبة في التخلص من نير الظلم،ولا بد لتلك الرغبة من التمظهر بأسلوب أو أكثر من أساليب الاحتجاج على السلطة وإلاّ يُقرأ على المحكومين السلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو