الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة ضحية أخيها

بشرى العزاوي

2011 / 8 / 14
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة



مازلت بعض التقاليد مسيطرة على الكثير من العوائل وخاصة في المناطق الريفية ,رغم سلبياتها ونتائجها التي أتت بالضرر على أفرادها , ورغم تطور الحياة فمازلت مستفحلة ليومنا هذا في كثير من المناطق , ومتوارثة عبر الأجيال مما بقيت تلك العوائل تعاني من مخلفات الجهل المتوارثة عند البعض , وان تلك المخلفات أثرت على المرأة أكثر من الرجل ,فباتت تعاني من تلك التقاليد المقيتة ,والتي أثرت على مستقبلها بشكل كبير ,وبقيت تعاني من اضطهاد قيد حريتها و دفعها إلى تنفيذ بنود اتفاقيات تعقد أمامها دون نقاش او إبداء لرأيها .
اذ لا تزال المرأة تدفع فاتورة تلك التقاليد القاسية والعرف العشائري المتزمت ,الذي ينظر الى المرأة على إنها إنسان بنصف عقل غير متكامل , وان من بين تلك التقاليد هو إجبارها على الزواج بصفقة تعقد بين أخيها وعائلة الفتاة التي يود الزواج منها ,ولإتمام الزواج على الفتاة ان تخضع وتنفذ تلك الاتفاقية دون اعتراض وهذا الزواج يسمى ( كصة بكصة ) حيث يتبادل العائلتين ابنتيهما , وكالعادة الفتاة هي المضحية من اجل الرجل , فتجد نفسها ضحية لأخيها ,مغلوب على أمرها فتتم المقايضة بالرغم من ان البعض من الرجال يعترف ان هذا ظلم , لكن يرضي نفسه بمفهوم قد تعود عليه وهو انه على حق في التحكم بمصير أخته لكون الفكرة الذكورية والتسلطية مسيطرة على عقليته .
ان ذالك الزواج يعد خرق للقوانين التي تخص المرأة وحقوق الإنسان والتي تنص على( ان للرجل والمرأة متى بلغا سن الزواج حق الزواج وتأسيس أسرة دون اي قيد بسبب الجنس او الدين , ولهما حقوق متساوية عند الزواج وأثناء قيامه وعند إحلاله) وان هذا القانون واضح, إذا أين حق المرأة ؟
ان هذا الزواج له تأثيرات قوية تؤثر على الطرفين ,تكمن في هدم حياتهما الزوجية ,وتؤثر أيضا على الاستقرار العائلي, فان كل ما يقع على طرف يجب ان يقع على الطرف الأخر في كل شي في الشراء والمعاملة وحتى بزيارة الأهل, و حيثما حدثت مشكلة معينة عند احد الأطراف فان الطرف الثاني سيتأثر بتلك المشكلة نفسها ومتى ما ذهبت الأخت (زعلانة) لبيت أهلها فان ذلك سيؤثر على سلوك أخيها مع زوجته بسبب سوء معامله اخ زوجته مع أخته وبالتالي ستكبر المشكلة ,وقد تقود الأمور أكثر الأحيان الى الطلاق حينها سيتحرر الطرفان من الاتفاقية , وتبقى المرأة هي الضحية إضافة الى الأطفال الذين لا ذنب لهم في ذلك .
لذا يحتاج المجتمع الى توعية وخاصة المجتمع الريفي من خلال ندوات ومحاضرت بمساعدة وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني وكذلك يحتاج الى توجيه مباشر من قبل شيخ العشيرة لأبناء عشيرته لأن دوره كبير ويؤثر بشكل ايجابي في غرس تقاليد وأسس صحيحة ,وان يسعى لتصحيح بعض العرف العشائرية التي تظلم إفراد المجتمع , والتي تعرقل تقدمه وتؤثر على الثقافة الروحية للمجتمع الريفي , لذا علينا تغيير الأسس السلبية والحد منها ووضع الركائز الأساسية للأسرة حتى تنشأ بشكل صحيح لكي تعود تلك الأسس بالنفع على المجتمع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناشطة الاجتماعية فاطمة حكيم


.. رئيسة جمعية الاتحاد لحماية الأحداث في لبنان أميرة سكر




.. المحامية فداء عبد الفتاح


.. أمينة سر الهيئة الوطنية لحقوق الانسان المتضمنة لجنة الوقاية




.. عضو الهيئة واللجنة وممثلة نقابة الأطباء في بيروت جوزيان ماضي