الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البيضة الصينية

واثق الجلبي

2011 / 8 / 14
الادب والفن



شهدت الصين ومنذ عقود تطورا فائق السرعة في شتى المجالات الصناعية والإقتصادية حتى بدا أن كل شيء صنع في الصين حتى أنهم صمموا بنايات عملاقة تعمل على نظام الطاقة الشمسية دون اللجوء إلى ذرة واحدة من الكهرباء السيئة الصيت هنا في العراق ولو شاء الإخوان في الصين أن يصنعوا إلها للهنود الحمر أو الأفارقة الذين لم يواكبوا الحضارة لفعلوا وما هو عليهم بغريب.
هؤلاء القوم ملأوا الدنيا وشغلوا الناس بالإبتكارات الصناعية مما جعل العالم يصاب بالذهول أمام العملاق الصيني القصير...
ضمن آخر تقليعة صينية إبتكر شاب صيني مسكنا من نوع وشكل جديد للتغلب على أزمة السكن في الصين وإرتفاع أسعار العقار قام الشاب ببناء مسكن على شكل بيضة بجوار أحد الأرصفة وقام بكساء المبنى من الخارج بالحشائش الخضراء ليعطي شكلا جماليا للطريق بينما إستعان بمواد بسيطة للبناء وأدوات المعيشة داخل (البيضة الصينية).
لم يغادر الوجه الجميل للصين مخيلة هذا الشاب الذي لم يجد له مأوى غير تلك البيضة ولم يتجاوز على الآخرين ولم (يحوسم) أي شيء ولم يفكر بتغيير وجه ومعالم المدينة بل فكر كيف يجعل من وجه المدينة أجمل ...
هكذا فكر أصحاب الحواسم هنا فراحوا يخططون ويعملون عمل المهندسين فزينّوا الشوارع وتجمهرت الحارات والأزقة وظهرت أنواع التقليعات البهيجة التي تسر الناظرين ...ولكن ما هو الفرق بين بيضة الصيني والقصر العراقي؟
ذلك الشاب بنى بيضة ليخرج منها إلى العالم دون حفر أساس أو مصادرة أحد ...أما هنا فكان السباق على عدد الغرف والمكان الأكثر رقيا وتطورا ..نحن لا نلوم أحدا بل نعطي الصورة للقارئ العزيز الذي يشعر بأن بلاده الوحيدة التي تعاني من الإنفجارات السكانية والزحامات الخانقة والرشوة والفساد الإداري والإنقطاعات المستمرة للكهرباء والماء في كرخ الأرض ورصافتها.
دعوة إلى أصحاب العقول المستنيرة بحب الوطن أن تستثمر الوعي المخزون والمعلن لديها في تربية الجيل القادم والذي يكاد أن ينفرط عقده من بين أيدينا ويضيع البلد أكثر مما هو ضائع الآن ..الحضارة والتاريخ لا يساويان شيئا أمام إنسان بلا مأوى أو لقمة خبز يسد بها رمقه ولا تعطيه مسلة حمورابي قطعة قماش يستر بها عورته أو يواري سوأة أخيه أو إبنه وهكذا الحال مع الملوية وبوابة عشتار وغيرها ، الأمن والإستقرار والعيش الكريم والحرية وغيرها من التفاصيل الدقيقة هي مطالب مشروعة تضمن للجنس العراقي أن يستمر في الحياة التي تطورت وخرج الإنسان من الكهوف والأقبية لا ليشاهد بلده بلا وطن ولكن ليشارك العالم بمعطيات الحداثة والعلم والتكنولوجيا والتطور..
بلدنا بحاجة إلى وطنيين (مهرة ) ليتلقفوا الوطن الضائع وليأخذوا مبادرة الحب على محمل الجد وإلا فلن يستطيع العراق إلا أن يندب حظه المتذبذب لتسلم البعض الجنسية العراقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نفس المعاناة ونفس الالم
عبدالله صقر ( 2011 / 8 / 14 - 23:51 )
عزيزى الموقر واثق يك هى هى نفس االمعا ناة ونفس الحقيقة المرة التى وضعت رؤوسنا فى الحضيض , لاننا خفنامن السجان فكان الجزاء أننا سجنا أنفسنا بأيدينا , الخوف يولد الموت , والشجاعة تجعلنا نعيش أحرارا , معاناتكم هى نفس المعاناة والآلم هو نفس الآلم , فعندما يتحرر الآنسان من سجانه لابد له أن يكون قد تحرر من الخوف الذى عشعش فى حنايانا نحن الشعوب المقهورة , الشا عر أبوالقاسم الشابى قال إذا الشعب يوما أراد الحياة ... فلابد أن يستجيب القدر , ولابد لليل أن ينجلى ... ولابد للقيد أن ينكسر . أحييك على موضوعك الذى يؤثر فى الوجدان ويجعلنا نتذكر حضارتنا التى تموت بفعل فاعل .

اخر الافلام

.. أون سيت - الأسطى حسن .. نقطة التحول في حياة الفنان فريد شوقي


.. أون سيت - أولاد رزق 3 .. أعلى نسبة إيرادات .. لقاء حصري مع أ




.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل


.. بيت الفنان الليبي علي غانا بطرابلس.. مركز ثقافي وفضاء إبداعي




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح