الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سر الى الجمعية العامة والوطنيين خلفك في _هذا_ المسار:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 8 / 14
القضية الفلسطينية


حفاظا على تفوقها العالمي, تضرب الولايات المتحدة, في منهجيتها السياسية الخارجية, كل القيم التي عادة ما تحتكم اليها الدول من اجل فض نزاعاتها, بما فيها كيفية تعامل الولايات المتحدة الامريكية مع الشرعية الدولية ومؤسساتها, ان الولايات المتحدة تمارس عملية استفراد بالعالم, وتحاول ان ترسم صورة له تناسب فقط تفوقها الخاص, حتى تمحورت صورتها العالمية على انها النموذج الاسوأ بين الدول. وباتت كلمة مزدوجة المعايير مرادفة لاسم الولايات المتحدة.
ان الولايات المتحدة الامريكية توظف الشرعية الدولية ومؤسساتها باتجاه واحد فقط, هو هدركرامة وسيادة واستقلال وحقوق شعوب المجتمعات النامية, واستباحة مقدارتها القومية السياسية والاقتصادية والاجتماعية, وهي لم تعد تملك منظورا انسانيا لمجتمعات هذه الدول بل باتت ترى فيها مدفنا للمخلفات الامريكية القذرة ماديا وروحيا وسياسيا. وحثالة انسانية للتفوق العرقي الامريكي حق ممارسة الفوقية عليها, انها الان تبدي السلوك الاكثر بشاعة الذي لم يتجلى من النازية في اوج قوتها. لذلك لا يجب ان يستغرب الحزبين الجمهوري والديموقراطي في الولايات المتحدة الاشارة الى اخفاقهما الاخلاقي في تمثل الانسانية, او حتى تجسيدهما _ روح الحرية_ الذي يقال ان بنود الدستور الامريكي تنطوي عليه. والذي اثبتت التجربة السياسية الامريكية انها كذبة عهد الراسمالية كله.
ان الارهاب العالمي العرقي والديني يحني راسه احتراما لخبرة وحنكة ثالوث الاجرام الراسمالي النازية الالمانية والرجعية البريطانية والعنصرية الامريكية, ودورها في افساد اخلاق الانسانية ومثلها وروحها الثقافية, حتى باتت الشعوب تظن ان العملية الانتخابية في ديموقراطية هذه الدول هي مجرد مباراة لتعيين من هو الاكثر فسادا وافسادا في مجتمعاتها, حيث يبدأ فترته ملاكا رحيم وينهيها شيطانا رجيم, كانما تلقى عليه تعاويذ نجسة فحسب,
ان هذا الثالوث يستمر في احتكار وسام اللاانسانية, ويصر على ان تتجلى ادنأ وادنى سلوكياته فيه, في تعامله مع الشعب الفلسطيني, مصرا على الاستمرا في استغلال ضعف هذا الشعب وسلميته, رافضا السماح ان يستعيد حقوقه, بل يستمر في مساومته على ما ابقت له مصائبه منها, وهي هوية مواطنته القومية وما يعود اليه منها من حقوق تاريخية نالها بصوده في وطنه في اقسى تجربة صمود وطني انسانية عرفها مسار التاريخ الانساني, فلم يكن مبادا حتى يرتاح ويريح ولم يكن سيطا حتى يتمتع ويمتع, حيث ظلمه الله وعباده المؤمنين.
لذلك لم نعد في فلسطين نؤمن بمسئولية الاديان الاخلاقية عن السلوك الانساني, لان الدين مقولة فكرية سياسية عرقية الاصل, والجريمة كانت اول واقعة سياسية حدثت في التاريخ. حين غزت قبيلة عسكريا قبيلة اخرى وهزمتها وجردتها من كامل مكتسابتها الانسانية وحولتها لطبقة عبيد, ليبدأ مسار الصراعات الانسانية الوطنية والديموقراطية. لذلك لا نجد حالة تحرر انسانية حقيقية نجحت بلا سفك دم. فهذا هو القانون الذي يفرضه المتفوق على المتخلف,
انني كفلسطيني اشعر ان القيادة الفلسطينية, على هذه الدرجة من _ التحضر الثقافي الشكلي_ الذي يتافف من الولوغ في تجربة سفك الدم. فيقذف دبابة الميركافا الصهيونية بالورد ظانا انه يقتل ثقافة الاحتلال في طاقمها, او ثقافة ممارسة القهر في معيار المصلحة القومية في الحضارة الراسمالية الغربية,
ان الكيان الصهيوني لا يمكن هزيمته بالجري خلف الصداقة الامريكية, بل بهزيمة العدوانية الراسمالية الغربية كلها, فهذا هو المدخل لانتصارنا الفلسطيني, لذلك لا ارى عيبا في ان تهزمنا الولايات المتحدة الامريكية في موضوع الذهاب الى مؤسسات الشرعية الدولية وطلب الاعتراف بدولة فلسطينية وحق عضويتها في المؤسسات الدولية, فالهزيمة ستلحق باخلاق ومبدئية الولايات المتحدة نفسها, رغم ان باراك اوباما لن يبدوا اكذب مما هو فعلا, فهو اصلا اعلى تجسيد لهذه الاخلاقية والمبدئية العقيمة,
اما نحن وباستكمال هذا المسار فاننا نثبت ان ايماننا بحقوقنا وثوابتنا هو ايمان غير قابل للمساومة, وان الذهبا الى مؤسسات الشرعية الدولية هو احد ثوابت هذا الحقوق, بل اننا تاخرنا في اللجوء اليه كثيرا فقد كان يفترض _ لو ان لنا قيادة سليمة_ اللجوء اليه منذ زمن ممارسة الكفاح المسلح, بل ان تراجعنا عنه بفعل ضغوط او اغراءات هو الهزيمة الفعلية.
ان اهمية تحقيق هذا المطلب لا تتعلق بامكانية تجسيد مباشر للدولة على الارض, بل تتعلق بحسم مقولة ارض يتنازعها شعبان التي لا تزال تشكل الارض الفكرية للتصور العالمي للصراع, وللتصور _ السياسي_ العالمي له, ولتصور الشرعية الدولية _ السياسي_ له, ومن يدرك هذه الاهمية هو الذي يستطيع قراءة كم الهزيمة الذي سيلحق بالسياسة الامريكية والصهيونية, حيث لن تعود الصورة الى ملامح ارض يتنازعها شعبان, بل ستتشكل من ملمح الاحتلال والمحتل, واقل ما ننال حينها انه لا يمكن وصف اشكال نضالنا بالارهاب, ولا يمكن العودة للتعامل معنا بصفتنا_ منظمات_ بل باعتبارنا شخصية سياسية قومية محددة,
ان التعامل الدولي معنا سيرتقي مستواه. وفي المقابل سيزداد حصار وعزل الكيان الصهيوني, يقيده في ذلك الاعتراف العالمي بنا, حتى في ظل استخدام الولايات المتحدة للفيتو. وليس بيدها اكثر من ذلك
ان الذهاب للجمعية العامة هو ايضا صوت انتخابي فلسطيني في الانتخابات الصهيونية والانتخابات الامريكية, فلماذا يدعوا البعض الى عدم ممارسته, وقبل بممارسة الصهيونية والولايات المتحدة لحقها الانتخابي في الانتخابات الفلسطينية التي جرت, وسيعودون للمارسته مرة اخرى في اي انتخابات فلسطينية مقبلة حتى انتخابات المجالس المحلية وانتخابات النقابات والاتحادات. فلماذ ندعوا لعدم ممارسة حقوقنا ومن ثم ندعي ان القيادة _ فقط_ تتنازل عنها,
في بداية العمل المسلح نشر الطابور الخامس الفلسطيني المكون من الاتجاهات الدينية والرجعية مقولة _ كف ما بلاطم مخرز_ وقد اثبت التجربة ان الكف يمكن بحسن التعامل معه يمكن ان يستولي على المخرز, لكن السؤال الذي لا بد من طرحه_ مثقفينا_ هو اين عبرة الانتصار الفيتنامي والجزائري والجنوب افريقي, لماذا لا تتجلى في فكركم السياسي؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين ووسائل الإعلام الحكومية الروسية يسخرون من أداء بايدن و


.. الانتخابات الفرنسية.. الطريق إلى البرلمان | #الظهيرة




.. إيران أمام خيارين متعاكسين لمواجهة عاصفة ترامب المقبلة


.. الناخبون في موريتانيا يدلون بأصواتهم في انتخابات الرئاسة | #




.. بعد قصف خيامهم.. عائلات نازحة تضطر للنزوح مجددا من منطقة الم