الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيتنا العالمي ..؟

مريم نجمه

2011 / 8 / 14
تقنية المعلمومات و الكومبيوتر


عالم جديد إسمه الفيس بوك ؟
في البدء .. تمنّعت و توقفت بعناد لأكثر من سنة , أقاوم إغراء الدخول إلى عالم الفيسبوك , بعد أن سبقني زوجي إليه كما سبقته في الدخول إلى عالم الكمبيوتر , ودفاعي أو حجتي في ذلك أنه يسرق الوقت من الإنسان ويضيع في متاهاته أو متاهات أبوابه ليوصل النهار بالليل حتى الفجر كما أرى زوجي أمامي - خاصة لا أملك الوقت الكافي لهذه المغامرة الجميلة البريئة والثرية باّن - أنا بالأصل أسرق نفسي لكي أكتب أو أقرأ مقالا هنا وهناك ..
لا أعلم كيف استطاع أحد أبنائي أن يغريني بعد أن فتح لي صفحة خاصة بإسمي , و بعد أن علمني كيفية السلوك في هذا الدرب المتعرج وشبكاته التي لا تنته . ومنذ تلك اللحظة جذبتني نوافذه وفضاءاته الممتدة إلى محيط الأرض وأقيانوسها , لغة وإسماً وصورة وكتابة وحوارات دائمة مع الصديقات والأصدقاء الكرام , ومتابعة ما يستجدّ من أحداث بالدقيقة بالصوت والصورة خاصة وشعبنا يعيش مرحلة مخاض الثورة الوطنية الديمقراطية ...

بدأت تتسع هذه الصفحة لتجمعني مع الأسرة الكونية الكبيرة في شبكة رقمية هائلة محت المسافت في لحظات خيالية , لم أستطع أن أبعد نفسي عن ساحة مغناطيسيتها الجذابة لونًا وفكرًا وثقافة ,, وفعلا ً أخذ ( الفيس بوك ) يبلع ويلتهم فراغي وهدوئي وساعات التأمل والقراءة حتى أصبح جزءاً من ليلي ونهاري - وخاصة أتى في مرحلة وظرف ثوري شعبي إستثنائي يشمل الوطن الكبير من الماء للماء لا يستطيع المرء إلا أن يشارك بقلمه وفكره ومشاعره ووجدانه في الحدث الثوري المعاش منذ 8 اشهر مضت تقريباً حتى الاّن وخاصة وطني سورية الذي أكتب له على مدار اليوم كله ..,, هذا السلاح بالذت قد لعب دوراً مساعداً ومؤثراً في نجاح الثورات العربية وسقوط أنظمة الإستبداد والقمع كما حصل في تونس ومصر .. وما سيحصل قريباً في سورية وليبيا واليمن وغيرها ..

لم أتكلم اليوم في هذه الأسطر أوالخواطر , عن إيجابيات وسلبيات الوسيلة الجديدة في الإتصالات والإعلام والصحافة الجديدة في عصر العولمة , الكتابة الرقمية التي تسمى ( الفيس بوك .. والنت .. ) , ولم أقيّم تأثيراته التربوية , أوالتعليمية والإجتماعية على الأطفال والكبار والصغار , بل سأكتفي بهذه النقلة النوعية في التواصل الإنساني عبر عالم إفتراضي رقمي يغني الحوار ويختصر المسافات والوقت في عالمنا المتسارع الجديد ..
الدهشة والجمال بالإشتراك بصفحة الفيس بوك .. أنه قد أصبح الإنسان المعاصر يشعر بأنه مشترك ومنصهر فعلاً مع الكون , وهو جزء لايتجزأ من ذرات هذا الفضاء والوجود وجزء من هذه الذبذبات الكهرومغناطيسية التي توصلنا بالاّخر في نفس الثانية مهما تحصن في أقصى المجاهل على الأرض ..!
نحترم ونثمن العلم والعلماء الذين أوصلونا إلى هذا المستوى من قمة المعرفة ,, لخدمة الإتصالات والتواصل والتلاقي والحوار الإنساني ولغاته المتعددة روحاً وفكراً وقلبا وصوتاً وكلمة ..

مهما رفضنا وعاندنا أو تأخرنا عن الإندماج أو إستيعاب الجديد , جديد العلم والتكنولوجيا فلا بد أخيرا ً من الركوع أو الرضوخ عن قناعة لنداء العصر ولغاته الجديدة , مهما كبرنا , فالعلم يجعلنا أكثر شباباً وحيوية وتفكيراً ومشاركة ,, ويعطينا أكسيراً منعشاً أو دفعة من القوة والأمل والفرح مع أن هذه التطورات وراءها معلم كبير ربما لا ندركه بالعين المجردة يعطينا البصيرة لكي نؤمن بتفاعل الفضاء والسماء والأرض في عجينة تكوين الإنسان ومساره الغريب العجيب ..!
أجل هذه هي قصتي مع من سرق وقتي وقلمي , وربطني ( مباشرة وعن بعد ) .. " بالبيت الكوني " وأسرته الكبيرة المحبّة المتنوعة .. ومجموعات بشرية إجتماعية لا حصر لها لغة وانتماء في عالم متباعد ومتقارب أو بعيد وقريب يدعونه " عالماً إفتراضياً " ,, لم أكن أحلم بالتعرف عليه بهذه السرعة لولا هذا الجهاز ( الكمبيوتر ) ومنتجاته وتفرعاته وجديد نوافذه وشبكاته , ولوحته الرقمية ..

حقاً .. إن الأسرة البشرية الأولى , التي فرقتها ووزعتها العوامل الطبيعية والمناخية والسياسية ووووغيرها من الأسباب , سترجع كما كانت أسرة واحدة متعارفة ومتضامنة ومحبة.. لكن بشكل وتجمع اّخر مذهل ..
ولولا الثورات العربية الديمقراطية التي اجتاحت مجتمعاتنا .. وخاصة الثورة السورية المباركة , لما دار بي الفسبوك إلى اقاصي الأرض ..وتشابكت الأيدي وتلاقت الأفكار وتعارف البشر للمشاركة في نهضة الشعوب وتطورها نحو عالم الإنسانية والإخاء والتحرّر والعدالة والسلام لبناء مجتمع أكثر أمناً ورقياً وإنسانية ومحبة ..
هل تدري يا صديقي القارئ ماذا يخبئ لنا العلم , والعالم وتطوره في العام القادم من مفاجاّت ..؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحياة والتطوّر يستمران
رعد الحافظ ( 2011 / 8 / 15 - 13:17 )
تحيّة طيّبة للأستاذة مريم نجمة
بالصدفة مقالي الاخير يتناول بعض البحوث العلمية الجديدة التي تسعى لتحسين الحياة والغذاء والطاقة في كوكبنا وكذلك نوهت عن تقنية النانو التي شملت تطبيقاتها كل المجالات خصوصاً الطبيّة الدقيقة في علاج ضعف البصر والسمع وما شابه عند الكبار
*****
كلنا نعرف اليوم سيّدتي تأثير الفيس بوك على الثورات العربية فقد كان محركاً فعّالاً مازال المختصون يتجادلون كيف حصل هذا ؟ والبعض بالطبع يقول هي مؤامرة أمريكية على شعوبنا هههههه تصوري تحررنا من طغاتنا , أصبح يُنظر إليه كمؤامرة ؟
من جهة أخرى كان للأي فون ( وهو هاتف متطور يستخدمه أبنائنا ) نحن بالطبع لانعرف ما فرقه عن الموبايل العادي , كان لهذا الجهاز مساهمة كبيرة في أحداث الشغب والحرق والسرقات التي جرت في لندن الإسبوع الماضي , وهكذا نرى انّ لكل تطوّر وتقدم وجه ثانٍ ممكن أن يستخدمه الظلاميون بالتخريب بدل الإعمار والتطور
******
مازال أحد اصدقائي كلّما يهاتفني يسألني كيف كنّا نعيش بدون إنترنت وموبايل وساتالايت ؟ ههههه
فأجيبه , لا أدري
تحياتي الدائمة لكِ وللأستاذ جريس الهامس


2 - تحية وشكر للأستاذ الصديق رعد الحافظ .
مريم نجمه ( 2011 / 8 / 15 - 18:33 )
مساء الخير والحوار .. والحرية

يهمنا مروركم واستحسانكم يا أستاذ رعد لما نكتب على هذا المنبر الحر وتقييمكم ورأيكم الثمين لنا و للكاتبات والكتاب الزملاء الكرام .. ونحن بدورنا نغتني بما تكتب أيها الكاتب الغزير الإنتاج والنشاط .. ودائما نرحب بكم وأهلا بالأخ والصديق رعد ..واعذرني إذا لم أتابع بشكل دائمي ما تكتبون حتى إجتياز وضعي الصحي , وضغط الصيف إنشاء الله ..
ولكم منا أعطر التحيات


3 - تحية للسيدة نجمة
فيصل البيطار ( 2011 / 8 / 16 - 05:57 )
غالبية أبناء مجتمعاتنا وهم من الفقراء المهمشين محرومون من هذه الأداه المكلفة في بلداننا، أنا أدفع شهريا حوالي 40 دينار بسرعة 1 ميغا وهو مبلغ يعادل ثلث دخل عامل بحده الأدنى لمدة شهر . أداة التواصل هذه ستكون في خدمة البورجوازية من أمثالي ولن يتمكن الفقراء وهم الغالبية من إمتلاكها .
في سوريا يبتدع أبطال الإنتفاضة طرقا للتواصل والتحشد والخروج بعيدا عن النت لهذا السبب وبسبب من قطع النظام لخدمات الإتصالات .

صباح الخير الدائم عليك سيدتي الجميلة إبنة الوطن الذي نحبه ونسهم بمقدورنا المتواضع عبر هذه الشبكة في دعم إنتفاضة مهمشيه على الظلم والإضهاد .
تحياتي .


4 - الاستاذة مريم المحترمة
وليد مهدي ( 2011 / 8 / 16 - 08:50 )
كعادتك .. تنيرين الدرب بشمعة

شمعة تضيء بكلمات هادئة لا يسعها إلا ان تمس كلية العقل والوجدان

كثرٌ هم من كتب عن الفيسبوك

لكن كلماتك تتوغل بسهولة لتصف واقعيته وثوريته - الافتراضية - دون الحاجة لأنزيمات ثقافية هاضمة

تحية لك ايتها الشامخة


5 - تحيتي للأستاذ فيصل البيطار
مريم نجمه ( 2011 / 8 / 16 - 17:46 )
الكاتب الفاضل فيصل البيطار ..أهلاً وسهلاً بكم

غالبية أبنا مجتمعاتنا هم من الفقراء - والكادحين ومتوسطي الحال , هذا صحيح وهم بعيدين عن لغة العصر الجديدة , وتكاد تكون محصورة بالنخبة المثقفة والبرجوازية والمتمكنين قليلاً من محبي المعرفة والعلم , وهذا ما يحزننا فعلاً يا أخ فيصل ككتاب ملتزمين لقضايا الشعب الأساسية , وهذه جريمة تتحملها الأنظمة الإستبدادية العربية في منطقتنا وأولها النظام السوري , مثلها مثل فقدان الكهرباء وانتشار الأمية والبطالة والفقر والتهجير والهجرة وفقدان الحرية الخ القائمة .. نعم بلادنا لا ينقصها موارد ولا طاقات ولا كوادر ولا ولا .. وحينما تصرف ميزانية الدول على التنمية بشفافية ومحاسبة حينها يستطيع كل مواطن عربي أ يملك الكمبيوتر ويخترع الكمبيوتر أيضاً ... كما في البلاد الأخرى .. كما عندنا مثلاً إشتراك 20 يورو بالشهر وأنا مرتاحة كغيري من الشعب .. ولأجل كل ذلك ثوراتنا الشعبية ضرورية إنشاء الله قريبا جدا يمتلك كل مواطن عربي هذه اللغة وأهلا بكم يا فقراء بلادي فأنتم في القلب .. محبتي وتقديري للصديق العزيز


6 - تحية للأستاذ وليد مهدي
مريم نجمه ( 2011 / 8 / 16 - 19:24 )
الكاتب والصديق المحترم وليد مهدي .. سلام

لانملك سوى هذه الجمرة المحرقة يا صديقي التي حملناها على أناملنا طوال هذه الحقبة السوداء وبرودة الجليد المحيط بديارنا , وسنبقى كذلك حتى يعود الدفء ونور الحق يشع في أرجاء أوطاننا والعالم وحينها نكتب للترفيه والصدارة والعرض وأعتقد جازمة أن هذا لم يحصل لأننا لم ننشأ عليه ولم نتقنه دون أسف ..!
تحفز قلمي بمرورك أيها المبدع ... مع أصدق التحيات

اخر الافلام

.. ابتداءً من 5 يونيو | المملكة المتوحشة | ناشونال جيوغرافيك أب


.. استشاري أمراض قلب: الجرعات البسيطة من زيت السمك مفيدة إذا كا




.. استشهاد طفل فلسطيني في قطاع غزة بسبب سوء التغذية


.. الصحة العالمية: توقف الخدمات الصحية في رفح بعد خروج آخر مستش




.. فيضانات تجتاح جنوب ألمانيا.. والطائرات تتدخل لإنقاذ المحاصري