الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل سورية مقابل كل الخارج...!؟

جهاد نصره

2011 / 8 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


كيف يمكن مجاملة فلاسفة الحراك السياسي السوري الذين سبق وسجَّل لهم ميزة خوض المعارك السياسية الخاسرة طيلة مسيرة حياتهم السياسية وقد ارتضوا لأنفسهم مقابل بضعة دولارات الانخراط في ترويج وتسويق وسائل إعلام أنظمة الاستبداد الديني العائلي المتوحش هذه الأنظمة التي لم ترق فيها المرأة حتى اليوم إلى مرتبة الإنسان...!؟ ثم كيف يمكن السكوت عن نشطاء وقادة سياسيين بعد أن تشابكت أيديهم مع أيدي عتاة الإجرام المالي والسياسي من مشايخ وأمراء وخدم أمراء...؟ هل نقطع لسان ـ أم علي ـ لأنها تصر على القول: إن العمل بالشأن العام يستدعي أولاً شرعية أخلاقية سبق وأن افتقدتها الأنظمة الحاكمة المفترض إسقاطها...! هل بالامكان مواجهة لاشرعية النظام بلاشرعية مماثلة..!؟ وبما أنه لا مصداقية بغياب الشرعية الأخلاقية تقول ـ أم علي ـ طيب بالمشرمحي إذا أظهر أحد منظرِّي ( الثمرة ) مثلاً فساداً بيِّناً في ممارساته التسويقية وتحالفاته السياسية فكيف يستقيم حديث هذا الفاسد عن فساد الآخرين أينما كان موقعهم...؟ وإذا كان فلاسفة ( الثمرة ) ومنظِّروها يعيبون على النظام البغيض بعض تحالفاته فكيف يمكن قبول تحالفاتهم هم وجلَّها تحالفات شنيعة بغض النظر عن كونها بازارية إلى درجة يمكن القول بأريحية إنها صلت هذه الأيام إلى حدود الخيانة بكل المقاييس الأخلاقية..!؟ كيف لـ ـ أم علي ـ أن تتفهم مسألة أن أحداً من أنصار ( الثمرة ) من مجموع المنظِّرين والكتَّاب والناشطين السياسيين والحقوقيين لم يقشع أو يتأكد أو يتحرى عن صدقية حدوث عمل جرمي واحد في مسيرة ثورة الله أكبر من الصنف الذي يستدعي الإدانة والشجب أو حتى مجرَّد النقد والاعتراض والتبرؤ منه...!؟ أوكي طالما أن هذا لم يحدث طيلة خمسة أشهر فالمسألة إذن تفهم بازارياً يعني أن الواحد من هؤلاء يدرك في قريرة نفسه أنه في حال انكشاف اعتراضه واستنكاره لحدث من هذا النوع فإنه سيخسر مقعده في القطار وربما يسرع ( الشوفيرية ) إلى قذفه خارج القطار يعني المقعد طار يا محتار...!؟
من المؤسف القول: إن هؤلاء الأنصار فقدوا شرعيتهم الأخلاقية التي تؤهلهم للعب أي دور بديل وعلى هذا فقد رست عملية الفرز على خريطة واضحة المعالم والتقاطعات حتى أن حلاق الثورة ـ أبو صطيف ـ السكنتوري ارتد وصار يقول لزبائنه: يا أحبابي ما نفع استبدال الفاسدين الحاليين بفاسدين مثلهم عداكم عن أنهم سيصلون في قطار أحفاد ابن تيمية يا إله الشياطين أجيبوني بحياة الذين خلفوكم وأعدكم أن أحلق لكم مجاناً قبل نجاح ( الثورة ) وبعد ذلك والله أكبر...!؟
ثم إن الأعجب والأفدح والأنكح من كل ما تقدم أن هؤلاء المثقفين المنظِّرين المفكِّرين يصِّرون في تظريطاتهم على أن ما حدث في مصر ثورة حقيقية بكل ما يعنيه المفهوم وهاهم الثوار في سورية يسيرون على هدي الثورات العربية المباركة في الوقت الذي بدأ فيه المثقفون المصريون من أمثالهم يولولون و يندبون سوء طالعهم وهم باتوا اليوم يقولون: إن الثورة التي حلمنا بها وعملنا من أجلها لم تنجز وأن القطار الإسلامي وحده الذي وصل إلى برِّ الأمان كما كان متوقعاً وقد غاب هذا الأمر عن أنظارنا لفرط حماستنا مثلما هو غائبٌ عن أنظار بعض الأفندية السوريين..!؟ إن مصر تواجه اليوم خطرإعادتها إلى مناخات وأجواء القرن السابع الميلادي المباركة لكن من دون مبارك فعن أية ثورة يتحدث مروجي ثقافة الأونطة والكيدية الثأرية البهيمية..!؟.
أخيراً بصريح القول وبساطته ومن دون تفلسف ومثاقفة على خلق الله أكبرلا بد من الاقرار بأنه لم تبرز في الساحة السورية التي وصلت هذه الأيام إلى أعلى مستويات الحراك السياسي أقله النخبوي بدائل ترقى إلى المستوى التي تتطلبه عملية التغيير المنشودة..! لقد عزَّ الطلب وغاب حديدان عن الميدان ولأنه سبق وأن فقدت السلطة القائمة شرعيتها الأخلاقية فإن الأنظار باتت ترنو نحو المستقبل القريب حيث من المؤمل أن تظهر طبقة سياسية جديدة .. وأحزاب سياسية جديدة .. وعسى أن تكون هناك أيضاً فرصة تاريخية لقيامة سورية الجديدة...!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |