الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاجعة كرعزير .......بلا عنوان

خالد تعلو القائدي

2011 / 8 / 14
مواضيع وابحاث سياسية



في الحقيقة تأخرت في الكتابة عن فاجعة كرعزير وسيبا شيخدرى ، وغايتي كانت أن اقرأ ما كتبة الأصدقاء وما سطرت أقلامهم عن هذه الفاجعة المؤلمة ، فقد تبخرت العناوين مثلما تبخرت وتناثرت أشلاء أولئك الأطفال الرضع هنا وهناك ، لا ادري ماذا اكتب وكيف اسطر كلماتي ، فالكارثة موجعة والفاجعة مؤلمة ، لا لا لا ، فان الكلمات لا تكفي لإظهار خفايا وحقائق هذه الفاجعة ، التي هزت العالم اجمع غير أن القربى لم يهز لهم جفن أو حاجب لاستنكار هذه الكارثة إلا لأيام معدودات ، بل أصبحت من ذكريات الماضي في قاموس حياتهم التي لا تبغي غير السلطة والمال والجاه ، أي دولة هذه وأي حكومة هذه ، أربعة أعوام مضت ، وليس هناك حقيقة تكشف من هم وراء هذه الفاجعة ، فالمستعربين القربى أصابتهم الفرحة المجنونة كأن أبا عداي قد أقدم من الغرب راكب على فرس سرجها من الذهب والجواهر قادما من بلاد الأناضول التركية ، وحكام بغداد أصابهم الجبن في ملاحقة الفاعلين ، عرس دجيل التي راحت ضحيتها 70 فردا ، قامت الدنيا ولم تقعت ، وأنا فعلا تألمت لهذه الجريمة البشعة ، غير أن أصحاب الكراسي تقوقعوا بين ثنايا المساعدات والمعونات التي لا نعرف أين اختفت تلك الشاحنات المحملة وكأنها رافقت أشلاء أولئك المفقودين ، ولا نعلم كيف وزعت بل الأسوأ من ذلك ورود قائمة من الموتى الأحياء كأننا نعيش سيناريو أحدى الأساطير الخرافية التي تؤمن بان الموتى قد رجعوا وقاموا من قبورهم التي بناها لهم أولئك الذين بنوا إمبراطورياتهم المادية على حساب الأشلاء المتناثرة .
هل نحن اليوم نكتب عن استذكار هذه الفاجعة أم نحن بصدد استرجاع بطولات الإرهابيين وهم حثالة مجتمع تؤمن بالفتوى في قتل الأبرياء ؟ الذين تلذذوا وذاقوا طعم الشهد بقتلهم ما يقارب 312 شخصا بين طفل رضيع وشاب أو فتاة كانت تجهز زينتها لترقص على أنغام شجية وانقلب نهارهم إلى ليل دامس ومظلم وعجوز ورجل مسن كانوا يفرشون ظلال البيوت الطينية الناصعة البياض وقد غطتها الرماد والدخان الأسود في لحظة كأن يوم الحشر قد حل ها هنا بين الكورد الايزيدين ، في لحظة تجرد المتدينين المستعربين من حقيقة بات نسمعها كل يوم " من قتل نفس بغير ذنب كأنما قتل الناس جميعا " ، نعم فان الإرهابيين قطعوا تذكرة الدخول إلى الجنة باسم الدين والدين بريء منهم ليوم الدين ، أربع شاحنات محملة بالحقد ضد مريدي لالش جنة الله على الأرض ، وفي لحظة أطبقت السماء على الأرض في كرعزير وسيبا شيخدرى ، واختفت الاتجاهات الأربعة بين صراخ طفل ورجل مسن وشاب تناثر أجزاء جسده بين الشرق والغرب وفتاة تقطعت أوصالها بين الشمال والجنوب ، وأسفاه على الأبرياء في يوم أصاب السكون في قرى ومجمعات يسكنها اضعف الناس من حيث السلطة والجاه ، غير أنهم آمن الناس بين سائر البشر بل أحسن الخلق على الأرض ، وأسفاه على الظلم الذي أصابنا في 14 – 8 – 2007 ، وأسفاه عليكم أيها الأبرياء العزل أصابكم نار الطغاة والحاقدين عليكم باسم الدين ، أيها الطغاة هل مفاتيح الجنة معلقة بشاحناتكم وانتم تقودوها نحونا ؟ هل حراس الرضوان من أبناء جلدتكم ؟ لا والله فان نار الجهنم تنتظركم ولا مفر أمامكم غير الاحتراق بنار الآخرة .
وأنا ادخل قاعة لالش في شنكال ، يدفعني هاجس الخوف أن لا ادخلها ، فصور الأبرياء مازالت معلقة ، وقد فرشت جدرانها الأربعة بصور ضحايا هذه الكارثة ، فالدموع لا تفارق العيون لساعات طوال والوقت لا يكفي حتى نشبع من رؤية هؤلاء الأبرياء الذين ذاقوا مرارة الموت الهادئ على أيدي الإرهابيين الكفرة ، فهنيئا لكم الجنة في الآخرة والإرهابيين الأنذال يكفيهم نار جهنم إلى ابد الأبديين ......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق شبكتنا في


.. رغم تصنيفه إرهابيا.. أعلام -حزب الله - في مظاهرات أميركا.. ف




.. مراسل الجزيرة ينقل المشهد من محطة الشيخ رضوان لتحلية مياه ال


.. هل يكتب حراك طلاب الجامعات دعما لغزة فصلا جديدا في التاريخ ا




.. أهالي مدينة دير البلح يشيعون جثامين 9 شهداء من مستشفى شهداء