الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجماعات الاسلامية و خفافيش الظلام

احمد عبدالمعبود احمد

2011 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


الجماعات الإسلامية و خفافيش الظلام !
بين ظلمات الماضي و أنوار الحاضر و ما قبل الثورة و ما بعدها تحولات جذرية ؟ لخفافيش ظلام الأمس و طيور جارحة اليوم و حمام سلام المستقبل ففارق كبير في شكل و موقف الجماعات الإسلامية من (إخوان مسلمين – سلفيون – جهاد يون – شوقيون – وقطبيون – تكفير و هجرة – أنصار السنة المحمدية - الناجون من النار و0000و غيرهم ) و ما بين الانخراط في العمل السياسي بجانب العمل الدعوى فوارق ثقافية و عقلية كبيرة حيث نرى الاخوانى أو السلفي المتأسلم المستجلب لعطف الناس باسم الدين من اجل تحقيق مكاسب سياسية دنيوية و ليست دينية بغرض نشر ثقافة (سماحة الإسلام ) بل مستغلا لسذاجة و طيبة قلب المواطن المصري المشوه فكريا و الخاوي دينيا و الذي يقتنع و بسرعة بشعاراتهم البراقة من نعم للتعديلات الدستورية تدخلك الجنة إلى (لا) تدخلك النار ! و إسلامية إسلامية ؟ و الدستور الاسلامى ؟ و آية الله و ما خفي كان أعظم و بحكم الطبيعة البشرية الطامعة في جنة الرضوان مضطرة للانصياع لهم برغم قناعتها التامة بآراء الليبراليين أو العلمانيين المشوهة آرائهم من الحملة المأجورة من المتأسلمين الذين ينظرون لهم من خلال نظرة المنافس العنيد الذي يخطف حلمهم في الأيام القادمة و ذلك لأن هؤلاء يمتلكون رؤية واضحة ترسم خارطة طريق لمصر هم لا يمتلكونها فمن هنا جاء عدائهم الواضح لهم بعدما كانوا معا في التحرير جسدا واحد و هدفا واحدا و هو رحيل مبارك و إعلان الدولة المدنية أثناء الثورة و نظرا لأن هؤلاء لا يمتلكون صكوك الغفران أو مفاتيح الطرق المؤدية إلى الجنة لأنهم يخاطبون العقل و المنطق و لا يجيدون استغلال الناس باسم الدين من اجل أغلبية ز ائفة هم في غنى عنها فهم أصحاب فكر و رأى و رسالة تنويرية هدفها النهوض بعقول هذا الشعب المستعمر فكريا باسم الدين !! من خلال القوى الظلامية المنتشرة عبر الفضائيات و العشوائيات و غيرها فقد افرزوا لنا مولودا جديدا يسمى الدين الشعبي على غرار دين مكة الذي يهتم بالمظهر و ليس بالجوهر ويقهر الحريات و يفضل الاستبداد و ينمى فينا روح التكاسل و التواكل و الخنوع و الاستسلام متسترين بقاعدة دع الملك للمالك !! و لا تناقش ولا تجادل و ذلك نتيجة لفهمهم الخاطئ لصحيح الدين الاسلامى و تعاليمه و الذي قال عنه الغرب - لولا حضارة المسلمين ما تقدمنا نحن - !!! و قال عنه فضيلة الشيخ محمد عبده – أن انتشار الكفر في العالم بسبب سوء عرض المسلمين لصحيح الدين بأفكارهم الرجعية البعيدة عن الدين -- فهل آن اللآون أن نلقى الضوء على أداء هذه الجماعات أو خفافيش الظلام الذين فضلوا العيش في الظلام على النور حتى بعد خروجهم للنور فنعكس ذلك على تفكيرهم فدائما ينظرون تحت أقدامهم أو إلى خلفهم و لم يتعودوا النظر إلى الأمام حيث النور و المستقبل فأفكارهم ظلامية و رؤيتهم للمستقبل رجعية لأنهم تأثروا بالعيش في الظلام الدامس الذي اعتادوا عليه و تعلموا منه الانطواء و الانعزالية بدلا من المشاركة و الايجابية و بما أننا تاريخنا بشرى و ليس ملائكيا ونظرا لان مجتمعنا يخشى من مواجهة نفسه و بنفسه لمعرفة الحقيقة فنجد التيار السلفي يحتاج إلى الكثير من الحوارات السياسية لصقل خبراته السياسية و قبوله للآخر ما دام انخرط في العمل السياسي و ربط بينه و بين العمل الدعوى حيث تجد الحوار معهم فيه مشقه و تعب لاحتكارهم و طغيانهم على الآخر بأفكارهم الظلامية حيث لا يصل الحوار معهم إلى نقطه اتفاق بخلاف الحوار مع الإخوان المسلمين الذين يمكن أن يصل معهم إلى نقطة اتفاق لأنهم الآن يؤيدون ما تنادى به التيارات الأخرى و إن كان بمسميات مختلفة لان لغة خطابهم اختلفت كثيرا عن الماضي المرير بظلماته لكنهم سرعان ما تعلموا و استوعبوا الدرس فهم مع تداول السلطة و الدولة المدنية و الانتخابات و غيرها على عكس السلفيين الذين يرفضون الدولة المدنية و يدعون للدولة الدينية التي يحلمون بها على غرار القرون الوسطى من الشال السعودي إلى الجلباب و الحبل و الجمل و ما خفي كان أعظم و يرفضون الديمقراطية و الانتخابات لأنهم بدعة و يحتكمون للشورى بديلا عنهما كما كانوا يرون انه لا يجوز الخروج على الحاكم و إن جلد ظهرك و هتك عرضك و مع نجاح الثورة تراجعوا في فتواهم كذبا و بهتانا و لكن إيمانا منهم بأن ذلك يقربهم من الناس فهم أيضا أول من عارضوا مظاهرات ثوار التحرير في رفضهم لمبارك و لتوريث نجله و عارضوا الانتخابات و طريقة اختيار الرئيس لان كل ذلك من البدع المستحدثة و على النقيض و في نفس الوقت يقومون بتأييد الرموز السلفية المرشحة لرئاسة الجمهورية و بادروا بتأسيس أحزاب سياسية سلفية للانتشار الجماهيري و إدارة مقاليد الأمور في البلاد اى انه يبنى حزب في ظاهرة اسلامى و لكنه من اجل أن يحتكرك فكريا عملا بمبدأ الولاء و البراء و في المستقبل القريب اعتقد أنهم سوف يتراجعون عن الكثير من فتاويهم لكسب ثقة الناس و لإغراضهم الدنيوية فهم دائما يأتون بالشيء و نقيضه لماذا لا اعرف و لكنها نتيجة طبيعية لأناس قضوا قرونا طويلة في العيش في ظلام الذي اثر كثيرا في نشأتهم الظلامية و التي أثرت بشكل سلبى عليهم و على أدائهم عندما ظهروا للنور للانخراط في المجتمع المدني الذي كانوا يرفضونه أما عن رأيهم في دخول البرلمان فقد كان هو دخول منك في المجتمع الجاهلي أما اليوم يقولون لو اختارهم الناس و دخلوا مجلس الشعب بناء على حب و رغبة الناس لهم فذلك من اجل هدم النظام المدني و إحلال النظام الاسلامى و للقضاء على المواطنة فالمواطن من منظورهم هو المسلم و ليس المصري و أن ديمقراطية الحكم للشعب فهي كفر و إنما الحكم لله فحكم الشعب للشعب كفر فالحا كمية لله و من ينادى بفصل الدين عن سلطة الدولة حيث لا يتحول الحاكم إلى حاكم بأمر الله و من يخالفه فهو كافر فهذا الأمر مرفوض و غير قابل للنقاش كما يراه أنصار سيد قطب من ( القطبيين ) الملقبون بالسلفيين الآن حيث آرائهم و أفكارهم قطبية و ليست سلفية فالسلفية الحقيقية ليست كما يدعون لها اليوم فالحوار معهم دائما من جانب واحد فهم لا يسمعون الا أنفسهم و دائما يفضلون أن يحمدوا بما لم يفعلوا كما أنهم لا يرون على الساحة السياسية غيرهم بلغة خطاب الاستعلاء على الآخر حيث لا يؤمنون بان الاختلاف في السياسة وارد و إذا فشل يكون السلفيون (القطبيون ) فشلوا و ليس الإسلام فلابد أن يدركوا أولوية الفصل بين الدين و سلطة الدولة و ليس فصل الدين عن الدولة كما يشيع البعض فلا توجد دولة في العالم تدير أمورها بدون الدين حتى و إن كانت كافرة فمن اجل الانفتاح على الآخر و لنهضة مصر و تحررها من عبودية الفكر الظلامى لابد من تنقية و تطوير الخطاب الديني الذي يسمح بقبول الآخر بدلا من إقصاءه تارة و تكفيره تارة أخرى فحرية الفكر تطرد الأفكار الشاردة و لكن عذرا لهم فقد عاشوا قرونا من الزمن يفكرون و يخططون في الظلام كالخفافيش و كعادة الخفاش عندما يظهر للنور يبدأ في التخبط مرة في الحائط و أخرى فيمن حوله فهو لم يتعود العيش في النور و حتى يتسنى له ذلك لابد من إجراء عملية جراحية ليتحول إلى يمامة أو حمامة يمكن فيما بعد أن تصبح حمامة سلام تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر لكن بعد مزيد من المعارك الفكرية التي قد تتطور بمرور الزمن كما حدث مع الإخوان فقد تطور الخطاب السياسي لديهم نسبيا عن ذي قبل بعدما كانوا في الماضي أكثر عنفا و غلظه و بحنكة بعضهم السياسية ومع خروجهم للنور بدا الأداء السياسي يتحسن تارة و يتخبط أخرى بجانب الأداء الدعوى لذا يجب تطوير الخطاب السياسي لديهم لأنه مازال يحتاج إلى مزيد من التطوير و لكن لا بأس فقد أصبح لهم حزب سياسي و قيادة سياسية بدلا من الجماعة المحظورة و انهم يؤيدون الحكم بالديمقراطية من خلال صناديق الانتخابات و كانوا مع من خرجوا لإقصاء الحاكم و منهم من رفض فكرة التوريث و انضمام آخرين في الجمعية الوطنية للتغيير من اجل إقصاء الحاكم و إقامة الدولة المدنية ذات المرجعية الإسلامية و ذلك لأنهم استفادوا من خبرات الماضي و ما ارتبط بهم من استخدامهم للعنف و عقد الصفقات الانتخابية مع الحكومة أو حصولهم على تمويل من الخارج ونظرا لما لاقوه أيضا من تعذيب بالمعتقلات فقد دفعوا الثمن غال و ثمين ويكفيهم الان و بعد قيام الثورة انهم يعملون في علانية بدلا من العمل في الظلام فينكل بهم و يكون مصير معظمهم المعتقلات و السجون و الان و بعد أن أتموا أول انتخابات لهم في النور في ظل نسائم رياح التغيير بقيام ثورة التحرير و إقامتهم لأول إفطار جماعي لجميع طوائف الشعب المصري من (مسلمين و مسيحيين ) و ليبراليين و علمانيين و إخوان و سلفيين و غيرهم من اجل العودة إلى روح ميدان التحرير و هي( مصر أولا ) و فوق الجميع ومن هنا أيقنوا جميعا أن مصر حرة بتحالف أبناءها من اجل الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية و ليس بلغة الاستعلاء كما كان من قبل فاني أرى انهم استوعبوا الدرس فمصر لا تدار بالخلاف بل بالتوافق و توافق قوى الشعب المصري هو السبيل للخروج من هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها مصر للدخول في مرحلة بناء الوطن بلسان و روح الميدان التي صهرت كل طوائف الشعب على قلب رجل واحد و هدف واحد هو بناء مصر المحروسة فكلنا مصريون و الله اكبر و تحيا مصر لكل المصريين
و عاشت مصر و طنا للحرية و الديمقراطية في ظل الدولة المدنية 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #ترامب يهدي #بايدن أغنية مصورة و النتيجة صادمة! #سوشال_سكاي


.. التطورات بالسودان.. صعوبات تواجه منظمات دولية في إيصال المسا




.. بيني غانتس يهدد بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية


.. صحفيون يوثقون استهداف طاي?رات الاحتلال لهم في رفح




.. مستوطنون ينهبون المساعدات المتجهة لغزة.. وتل أبيب تحقق