الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقيون لا زالوا محكومون بالامل

علي الشمري

2011 / 8 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


((العراقيون لا زلوا محكومون بالامل))
لا يمكن لاحد ان يضع نهاية للمعرفة والتطور الحضاري ,أنه يستطيع أن يوقفه لفترة زمنية محددة تقاس بمدى مدة بقاءه على رأس الهرم السلطوي ويستتب الامر له ,شريطة أن يتمكن من جعل اخلاق وتفكير الجماهير تابعة لمنظومته القيمية,
المثقفون وهم رواد المجتمع وتطوره يحملون على كاهلهم مسوؤلية تثقيف المجتمع واستخدامات المعرفة من اجل النهوض بالبلد ,ولكن مسوؤلية المعرفة والتطور يجب أن يشارك بها الجميع ,من خلال أستماعهم الى توجيهات المثقفين ,وليس الانصياع الى ثقافة الحاكم وتعاليمه او وعاظ السلاطين المتحالفين معه,عليهم ان يخرجوا من منظومة الحاكم القيمية الذي يحاول ان يبقييهم بداخلها يدورن في حلقاتها المفرغة,لان الخروج منها يعني معرفتهم للحقائق التي ستوصلهم الى انهاء أستبداده وأستغلاله لهم, فعند رسوخ فكرة التغير في عقلية المواطن ,حينئذ لا يستطيع الحاكم مهما امتلك من جبروت وقوة ان يقتلعها .
معرفة الحقائق ليس مجرد معلومات يحصل عليها العقل البشري من المختبرات العلمية,والعقل البشري ليس مجرد الة لجمع المعلومات التي تتدفق عليه ,المهم ان يكون هناك تفاعل وتناغم بين تفكيره مع زخم المعلومات لتوظيبها لخلق ثقافة مجتمعية فعالة تكون قادرة على خدمته في قضاياه المعيشية والحضارية وما يخص تطوره ورقيه.
فثقافة الفرد وثقافة المجتمع مرتبطين لا يمكن فصلهما ,ربما الثقافة المجتمعية سبيلها كامن في دواخلنا ,والمحفز على بلورتها هي ثقافة الفرد نفسه ,ففضاء الثقافة المجتمعية واسع لا يدركه الانسان الا عندما يحتاج ان يمد حياته الى مستويات أخرى من التطور ومعرفة المزيد.
أن العقول النيرة الكثيرة التي تملا أرض الرافدين منذ الالاف السنين ,تتجدد باستمرا ر كون أرض الرافدين مختصة بولادة العقول والكفاءات فهي منورة لسماء العراق من شماله الى جنوبه .
هناك الكثير من يفكر ويعمل بالظل متواريا عن انظار المجتمع لاعتقاده بان أفكاره وبحوثه لم تلق الاستجابة من الجميع ,وهو لا يرغب في المواجهة,,بل يفضل تركها للمستقبل البعيد عسى وان في قادم الايام يأتي جيل من بعده ويبحث في ما سطرته انامله من افكار ورؤى مستقبلية,
وهناك من ينشر أفكاره وبحوثه في وسائل الاعلام المختلفة المتوفرة لديه ,ويدخل مع الجمهور في اخذ ورد ومماحكات كثيرة ,فيؤمن قسم من المجتمع بما يساير تطلعاتهم والاخر يعتبره جزءا من الماضي السحيق,حيث يصار الىنشوء مجموعة من القوى المتعارضة في الرأي تحفظ التوازن وتحافظ على الانسجام المجتمعي,فهناك من يؤمن بمفاهيم وقيم الماضي السحيق ,وبين من يؤمن بالافكار الحاضرة في مجتمعه ,وبين من يتطلع الى افكار وقيم مستقبلية افضل من الموجودة لديه,,,صراع بين الصحيح والغير صحيح ,,,بين الماضي والحاضر والمستقبل ,,,بين الظلام والنور ,بين الوجود واللاوجود,,,فجميع هذه المفاهيم موجودة وتقوم بوظائفها لتنتج الحياة والمستقبل الذي صار حلما للجميع ان يكون سعيدا ,,فطلائع المثقفون يدخلون في صراع ساخن مع قوى المجتمع الاخرى في محاولة منهم لتغيير المفاهيم والقيم الاجتماعية الموروثة والبالية واستبداله بقيم الحداثة والتطور,
فهل العراقي ولد من أجل أن يفترس من قبل الذئاب البشرية؟أم انه يبقى يحلم بالامل؟
انظمة عدة توالت على حكم العراق وأخرها دعاة الدين ,والعراقيون لا زالوا ينظرون بفارغ الصبر لكي تسود العدالة الاجتماعية والمساواة,,لا زالوا ينتظرون المنقذ بعد أن تم حشو ادمغتهم بخرافات واباطيل ظهور المصلح والمنقذ لهم من جحيم حياتهم,منذ مئات السنين أجيال فنت وولدت اجيال جديدة ولا شئ يلوح في الافق يبشر بتحقيق الحلم,
فهل القصور والتخلف ناجم عن الرسالات السماوية المتعاقبةبنشر تعاليمها السماوية على أرض العراق؟أم ان دعاتها هم وحدهم من يعرفون الحقيقة ويحاولن أخفائها عن المواطن لابقائه في قبضتهم؟الم ان القصور في تفكير وثقافة الشعب الذي يحاول دائما التشبث بالماضي وتراثه وترك الحاضر والمستقبل مرهون بمشئية الغيب,؟
هل نرمي أخفاقنا وفشلنا كله على تدخلات دول ومحاولات فرض ثقافتهم علينا , ام في من ينفذ تعاليمهم من العملاء المحسوبين على العراقيين؟
من هي القوى التي لا زالت في الداخل تفعل فعلتها في تحجيم العقل العراقي وعدم السماح له بالانطلاق الى الافق الارحب (أفق الانسانية والتعايش السلمي )؟؟
هل السبب في الايدلوجيات القومية والعروبية ,أم في الحاكم الجائر الجاثم على صدر الشعب والمغتصب للسلطة ؟
أم ان كثرة الثروات في العراق تغذي الصراعات المستمرة بين الزعامات للاستحواذ عليها ورمي مستقبل الشعب في عالم المجهول ؟؟
ثلاث عقود ونصف ,والمواطن العراقي ينام على امل ان يأته المنقذ ليفك قيده من سلاسل الديكتاتورية,وتحمل من جراء أمله الكثير من الخراب والدمار واراقة الدماء وقدم الكثير من التضحيات بالارواح,ما كان يامل ان ياتي المنقذ ومعه عربة مليئة بجيف اللصوص المحترفين لينصبوهم عليه؟ فبعد ان تلاشت أماله بالعدلة والمساواة والاستمتاع بخيراته ,راح يعلق أماله من جديد على منقذ اخر بغض النظر عن عرقه او دينه او طائفته؟
فما هو النظام البديل والكفيل الذي سوف ينقذ ما تبقى لشعب العراق من أحلام وامال؟
ام أنهم سيبقون محكومين بالامل الى عقود اخرى من السنين العجاف,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ