الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطغاة منحوا الغرب فرصة التدخل في بلادنا

حسن محمد طوالبة

2011 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


لايعتريني اي شك في ان الدول الغربية , وفي مقدمتها بريطانيا ومن ثم الولايات المتحدة , هي السبب في تأخر العرب وتقسيم بلدانهم , وتسلط حكام ديكتاتوريين عليهم .فبريطانيا هي التي خلقت كل المشكلات الحدودية بين الاقطار العربية ,وهي التي ربطت الحكام العرب بسياستها , ومن ثم ورثت الادارة الامريكية هذا الواقع المؤلم , وراحت تتحكم بمصائر بلدان العرب والجنوب عموما , وكل همها ضمان امن الكيان الصهيوني ولو كان على حساب الوف العرب.
دول الغرب تفتش عن مصالحها في اي مكان تجده في العالم , فعندما تفجرت الثورة الصناعية في اوروبا , كان لزاما عليها ان تفتش عن أسواق لتصريف بضائعها , وتفتش عن المواد الأولية لادامة مصانعها , ومنها الطاقة . وقد وجدت دول الغرب ضالتها في البلدان العربية , فتوجهت للسيطرة عليها بالقوة العسكرية تارة , وبالحيل الدبلوماسية والرشوة تارة أخرى .
بعد اعلان استقلال الاقطار العربية , لم يتبدل الحال كثيرا , اذ تبدل الحكم من سلطة أجنبية الى سلطة عربية , بنفس المقاسات التي لاتخدم أبناء الشعب , بل زادت من شقائهم ومعاناتهم اليومية , فظل الحاكم الفرد وأسرته يسيطرون على مقاليد الأمور السياسية والاقتصادية في البلاد .
صحيح أن الانظمة العربية تطورت في مجالات عدة , أي أنها تطورت في الميادين المادية من طرق ومدارس ومستشفيات وغيرها ,ولكنها لم تتطور في المجال الديمقراطي والسياسي والانساني , ولم تمنح الانسان حقه في الحياة الحرة الكريمة , ولم تمنحه حقه في المشاركة السياسية .
لقد تحمل المواطن العربي كثيرا من الظلم , وعانى من الفقر في معظم الاقطار , باستثناء الاقطار النفطية , كما عانى من التهميش والاحتقار , بالاعتقال تارة , وبالابعاد عن الوطن تارة اخرى .فبرزت ظاهرة " المعارضات " لأنظمة الحكم .
وبتنا نسمع تنظيمات وأحزاب وشخصيات معارضة , تعيش خارج وطنها , وبالذات في الدول الاجنبية التي وفرت قدرا من حرية الرأي لمواطنيها , وعندما هبت رياح التغيير في الاقطار العربية , وأشتعلت الانتفاضات العربية , برز دور المعارضات العربية , التي تمتلك كفاءات عالية في الدعاية والاعلام , بحيث تمكنت دعاية المعارضات من طمس الدعاية الرسمية , التي ليس لها من هم الا رش العطور والبخور على رأس الزعماء واثوابهم , ومباركة حركاتهم وسكناتهم , لان هؤلاء الزعماء لا ينطقون عن الهوى , فكلامهم منزل يجب ان يصدق , ووعيدهم يجب ان يؤخذ بالحسبان .
ازاء هذا الامر لم يكن لدى الحكام الا اتهام المعارضات بالعمالة للاجنبي , وانهم ينفذون أجندات خارجية . قد يكون في هذا الحكم صحيحا في بعض الحالات , كما حدث في العراق وليبيا , وقد يحدث في سوريا .ولكن من المسؤول عن هذا الوضع؟ . هل كان المعارضون عملاء للاجنبي منذ الاساس ؟ ام انهم دفعوا الى هذا الموقف المرفوض دفعا ؟ لماذا لم يأخذوا حقهم في الحياة الحرة الكريمة ؟ لماذا لم يشاركوا في الحياة السياسية ؟ لماذا لم يسمح لهم بتشكيل الاحزاب ؟ . أسئلة لم يجد الحكام المستبدون اجابات عليها , لانهم حكموا بالحديد والنار , وأرادوا البلاد مزارع لهم ولابنائهم , وسخروا ثروات البلاد لملذاتهم وشهواتهم الجسدية والنفسية .ومن هذا الباب دخل الاجنبي الى بلداننا , فالحكام فتحوا نوافذ بلدانهم للاجنبي لكي يدخل علنا , او يتسلل منها ليثير الفتن والفوضى بين المواطنيين ,ومنها الفتنة الطائفية المقيتة , التي نشهد صفحاتها في اكثر من بلد عربي .
العقيد القذافي حكم ليبيا اكثر من اربعين سنة ,وادعى انه رائد الوحدة العربية , وانه وريث عبدالناصر, وبرعونة تخلى عن الوحدة العربية وتحول الى الوحدة الافريقية ولم يكتفي بذلك بل أراد ان يعلم العالم الحكم من خلال " نظريته الجديدة " و " كتابه الاخضر " . واراد أن يدخل الناس في ديار الغرب في الاسلام , ولكنه اشترط ان يقتصر على النساء وبالذات الفتيات اللواتي لايتجاوزن الخامسة والعشرين من العمر .أراد ان تصبح ليبيا دولة نووية , وفي ليلة وضحها تنازل عن كل المعدات النووية وشحنها الى الولايات المتحدة بدون مقابل , فاهدر ثروات الشعب الليبي بدون تفكبر ,وسار في درب العصابات والارهاب ,ففجر طائرات الركاب وقتل الابرياء , ومن ثم دفع مليارات الدولارات لاهالي الضحايا . وعندما هب الشعب الليبي من أجل الحرية تصدى له بالسلاح وقتل الالوف حتى الان , ووصف شعبة بأقذع الاوصاف .
اما علي عبدالله صالح فقد ناور وخادع طيلة أربعة اشهر , وقتل المئات من أبناء الشعب المسالمين ,حتى وقع في وضع لايحسد عليه احد ,احترق وتشوه ويعيش منفيا خارج بلده ,ويظهر بين الحين والاخر وعلية علامات الانكسار والهوان , وكأنه يستجدي العطف من اليمنيين .
اما طبيب العيون بشار الاسد الذي وصل الى سدة الرئاسة دون اعداد ,حيث عدل عبدالحليم خدام الدستور السوري , ليصبح على مقاس بشار ,وتسلم أعلى المناصب في الحزب والدولة . وتأمل الناس خيرا من هذا الشاب ,ولكنه خضع الى الحرس القديم الذين عاصروا والده ,
وعندما جاءت الفرصة المواتية أثناء هبة أهالي درعا , لم يستثمر تلك الفرصة ويتخلص من الحرس القديم , بل سار على نهجهم العنيف واستخدام القوة المفرطة .
لقد كان الكل حريصا على سوريا وأمنها وضد أي تدخل خارجي , وما زال الاستعداد قائما للدفاع عنها اذا تعرضت لعدوان خارجي , ولكن من العار أن نقف مع قاتل شعبه , ولاسيما ان الاسد لم يستمع الى أي رأي , بل استمع الى صوته وصوت أعوانه المصفقين والمبدعين في الهتافات التي تمجد الزعيم الذي لاينطق عن الهوى .وازداد تصلبا اثر كل الوساطات والنصائح حتى نفذ صبراصحابها فبدأت الحملة المنظمة ضده , بدأت من بيان مجلس الامن الدولي , ومرورا بالموقف التركي , وتصريحات كلنتون المحرضة لمقاطعة سوريا اقتصاديا , وانتهاء ببيان مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية . وللاسف فان تحرك العرب جاء متأخرا وبدفع من الادارة الامريكية .
ان التنازل من أجل الشعب فضيلة وليس انكسارا , ماذا لو ترافق مع الاصلاحات المعلن عنها سحب للجيش , وتهدئة الاوضاع ؟ سيقال الجيش لمواجهة الشبيحة , والسؤال من خلق هؤلاء ؟ أليس الفعل له ردة فعل مقابلة ؟
أيها الزعماء الذين تئنون من وطئة التدخل الاجنبي , راجعوا حساباتكم , راجعوا سياساتكم , سدوا ابواب ونوافذ بلدانكم امام قوى الشر , انكم فتحتم بأخطائكم فرصا للاعداء لكي ينفذوا الى بلدانكم ,ويعيثوا فسادا بين شعوبكم , فهل من متعض؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش


.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا




.. الاحتلال الإسرائيلي يدمر مستوصف الزيتون بمدينة غزة


.. بحضور نقابي بارز.. وقفة لطلاب ثانوية بباريس نصرة لفلسطين




.. من أذكى في الرياضيات والفيزياء الذكور أم الإناث؟