الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنوظف الرأي العام السوري في خدمة التنمية والاصلاح

محمود محفوري

2004 / 11 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


شعبنا يختزن طاقة هائلة من الاجتهاد وحب العلم والعمل وحب والخير. طاقة كامنة لا يمكن ان تنضب او تستنزف. مثله مثل كل أمم الأرض التي تحقق نجاحات وتبني حضارة تفيدها وتفيد غيرها من الأمم. ليس الفساد الا مرحلة عابرة ستنتهي بجهود الخيرين الكثر من ابناء شعبنا. فرغم كل ما يكتب ونكتب عن فساد غطى الأفق فلا زال هناك في كل مفاصل المجتمع والدولة من هم شرفاء بامتياز، غيورون بلا حدود، يعرفون الحلال من الحرام، محبون للخير العام، يقولون كلمة الحق، يتصدون للسوء، لا ينافقون من هو أقوى منهم. كلنا يعرف، في لحظة صفاء مع الذات، ان هكذا أشخاص يتواجدون في كل مكان. كيف لا فلو لم يتواجد هكذا بشر لما بقي حجر على حجر ولسرق السراق كل ما على الارض وما في بطنها قد ستر. فسوريا انجبت وتنجب وستنجب وطنيين عظاما، يحبون وطنهم بلا حدود، صادقين متفانين، يتصفون بالعفة والنزاهة.
كل من تتحدث معه بدء من النخبة السورية بكل ألوانها ومواقعها ومسؤولياتها الاجتماعية والسياسية والادارية وحتى المواطنين العاديين ينطق بنفس الكلمات ويطرح نفس الطروحات. ان دل هذا على شيء فانه يدل على تشكل رأي عام مطالب ومساند وداعم للتغيير والاصلاح. هذا الرأي العام لابد ان يؤسس لمرحلة جديدة في حياة سوريا، مرحلة نهضة واندفاع حضاري يضيق الفجوة بيننا وبين الشعوب التي سبقتنا.
على كل من يهتم بالشأن العام من أفراد وجماعات، أحزاب ومنتديات ونقابات ومجموعات ثقافية وغيرها ان تتنادى لترفد بعضها البعض بعيدا عن المصالح الحزبية الضيقة لتكوين جبهة نهضوية وطنية شاملة لا تقصي أحد تهدف الى تعبئة كل الطاقات المختزنة في شعبنا لتصب في اتجاه واحد يدفع البلاد سريعا الى الأمام، ففي ذلك مكسب لجميع الفئات والطبقات.
ان هكذا جبهة نهضوية عريضة عنوانها تسريع التنمية والاصلاح ستدفع باتجاه تكريس مفاهيم جديدة في الحياة السياسية والاجتماعية السورية مفاهيم الشفافية والعلنية والتسامح تجاه الآخر. كل ذلك سيعمق حب الديمقراطية والتعددية وممارستها في الحياة اليومية بدء من سلوك الأفراد في معاملتهم مع الآخرين أي كانوا، وحتى الأحزاب والجماعات والهيئات الحكومية والخاصة والشركات والمؤسسات.
نهضتنا لا يمكن ان تتعزز وتسير الى الأمام بخطوات سريعة الا بتكريس هذه المفاهيم والممارسات الجديدة. واليوم قبل الغد علينا ان ندرك مدى حيوية التغيير في حياتنا ومسلكنا أفرادا وجماعات. كل منا يستطيع ان يفعل شيئا دون ان يكلفه الكثير. فمن كلمة حق ونصيحة صادقة ومساعدة من فرد الى موقف وطني شجاع متعمق وحريص لحزب سياسي أو مجموعة الى دراسة أو احصائية أو مشروع اقتصادي بعيد عن المصلحة الشخصية و الفساد لمعهد أو هيئة علمية أو بحثية، كل ذلك يصب في المنحى التغييري العام الذي سيفرض على كل من يقاوم الاصلاح والتنمية والتغيير أن يتراجع أمام زخم الرغبة في التغيير.
اننا مطالبون الآن بتغليب مصلحة الوطن على كل مصلحة سياسية أو أيديولوجية أو حزبية خاصة لندفع بالحراك السياسي الى مواقف أفضل تساعد من يرغب بالتغيير أن يسهم به وبقوة. ان النوايا والآمال الكبيرة مقدمة للنجاحات العظيمة.


د. محمود محفوري : رئيس المكتب السياسي في حزب النهضة الوطني الديمقراطي
www.alnahdaparty.com
23.11.2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا استبعدت روسيا ولم تستبعد إسرائيل من مسابقة الأغنية -يو


.. تعليق دعم بايدن لإسرائيل: أب يقرص أذن ابنه أم مرشح يريد الحف




.. أبل تعتذر عن إعلانها -سحق- لجهاز iPad Pro ??الجديد


.. مراسلنا: غارة إسرائيلية على بلدة كفركلا جنوبي لبنان | #الظهي




.. نتنياهو: دمرنا 20 من 24 كتيبة لحماس حتى الآن